في الذكرى الـ 54 لرحيل الشاعر حسين محمد البار

> كتب/محمد معدان

>
حظي الفقيد بمقام كبير واحترام الكثير من الساسة والوجهاء وغالبية الناس

​أمس الإثنين 11 مارس 2019م صادف الذكرى الـ (54) لرحيل شاعر الحب والطرب، الشاعر الكبير المرحوم حسين محمد البار (1918 - 1965)، فلابد من كلمة وفاء في ذكرى رحيل رائد الصحافة الحضرمية، نستهلها بحكاية أغنية (قمري البان انسي معك طاب).
ففي منتصف الأربعينات من القرن العشرين ظهر على الساحة الجنوبية من الجنوب العربي، وخاصة بمدينة عروس البحر العربي المكلا، عاصمة حضرموت، شاعر متميز وأديب لامع وصحفي ومحامي مشهور، الشاعر الكبير حسين محمد البار، من مواليد دوعن، قرية القرين، عام 1918، انتقل لمدينة المكلا مدينة الإبداع والحب والسلا والطرب، ويصادف أن يسكن في الحي الذي يسكنه الفنان الكبير المرحوم محمد جمعة خان، وتوثقت علاقة الاثنين ببعض، ولم يفرق بين الاثنين إلا الموت.

للبار ثلاثة دواوين شعرية 1 - أغاني من الوادي 2 - أصداء 3 - الأغاني.. وإذا تحدثنا عن الصحافة فهو من الأوائل المؤسسين للصحف، فقد أنشأ (صحيفة الرائد) عام 1959، متميز بقلم لاذع وناقد لكثير من الظواهر لذاك الزمان فقد حظي بمقام كبير واحترام الكثير من الساسة والوجهاء وغالبية الناس، لدماثة خلقه وواسع علمه وتواضعه الجم، وخدماته الجليلة، التي لم يبخل بها في تقديمها لكل من طلبه، خلف وراءه خمسة أبناء، انتقل منهم ثلاثة لرحمة ربهم: عمر وعيدروس ومحمد، ومازال الاثنان الباقيان يعيشان وهما: الأستاذ هشام والأستاذ الدكتور عبدالله حسين، أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة حضرموت حاليا.

الفنان محمد جمعة خان والشاعر حسين البار شكلا ثنائيا فريدا، غردا للمجتمع الحضرمي والإقليمي فاطرباه، البار يكتب وخان يلحن ويغني أعذب الألحان لأرق الكلمات الرومانسية، ومن الأغاني التي غناها خان (قال بن هاشم انا قلبي سلي) (غابت وخلي مساهنا).. (حبيب كم بكى قلبي) (يا قمري البان) ( يا راد يا عواد) (حنانيك يا من سكنت الحنايا)... إلخ.
ومن الأغاني الرائعة لحن له الفنان عبد الرب إدريس قديماً أغنية (أملاك الحسن رفقاً يا ملاك)،

وتسعفني الذاكرة في هذه المناسبة، لأغنية (حنانيك يا من سكنت الحنايا) للشاعر البار والتي تفرد بغنائها الفنان الكبير كوكب حضرموت الساري الموسيقار الراحل محمد جمعة خان (1900 - 1963)، وكيف ألبس هذه الرائعة أحسن ألحانه من اللون الهندي (هنك وإيقاع) وعندما شدا بها لأول مرة الفنان محمد جمعة خان، في حضور الشاعر البار أثارت الأغنية شاعرها ونبشت في أشجانه، فسالت دموعه، فغادر الحفل لبيته، ولينظم في الحال رائعته الشهيرة (امنحي الصب حنانا منك ضماً واحتضانا). ومن بعض أبيات (حنانيك):
حنانيك يا من سكنت الحنايا
وحملت قلبي جميع الرزايا
وأشعلت فيه جحيم الهوى
وغادرته جذوة في الخلايا
ونمت على سهد ليلي الحزين
واخرست بين الجوانح نايا
تعالي تري ما تبقى به
وهل يترك الشوق غير البقايا
تعالي اعيدي نعيم الهوى
هواك الذي قد سرى في دمايا

ومن أغاني الشاعر البار التي شاعت في أول عام 1960، أغنية (انسي معك طاب) والتي بنى البار كلماتها معارضة لكلمات الشاعر الكبير حسبن المحضار، وقد استعار البيت الأول منها، حسب قول الكثير من المطلعين على أعمال الشاعر المحضار، وحسب ما هو مدون في كتاب الشاعر البار (الأعمال الشعرية الكاملة) لحسين محمد البار، والذي يبرز البيت الأول دليلا أنه لشاعر آخر.. وتقول بعض أبياتها:
ترى ما كان بينك وبيني تفرق بين نومي وعيني
رحم حال الشريف الحسيني
لي فيك حاب
قمري البان انسي معك طاب
تعامل مهجتي بالقساوة
ونا مقدر لهذي العداوة
رحم ياذي انت كلك حلاوة

وقد طارت هذه الأغنية بصوت الفنان خان بلحنها الشرحي، من لون الهبيش.
ويأتي عام 1965 مع بروز نجم الفن الصاعد آنذاك الفنان الكبير الراحل أبوبكر سالم بلفقيه، ليقدم أجمل الأغاني المحضارية في شريط غنائي ولتبرز أغنية (انسي معك طاب) للمحضار بصوت بلفقيه، كما تقول بعض كلماتها
:
ترى ما كان بينك وبيني
تفرق بين نومي وعيني
رحم حال الشريف الحسيني لي فيك حاب
قمري البان انسي معك طاب
سألت الركب يا خل عنك
عسى معهم رسالات منك
فقالوا يا مسيكين ظنك
روح وخاب
قمري البان انسي معك طاب
.
وهكذا كان التعاون الفكري والفني والأدبي بين كبار حضرموت من شعراء وملحنين ومطربين (فانسي معك طاب) لاقت شهرتها وانطلاقتها بحناجر كبار المطربين، ويعود كذلك للحنها الشرحي الجميل.
وبلفقيه والمحضار والبار جمعت بينهم الكثير من الأعمال سنتحدث عنها في مكان آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى