الشرعية شريك الحوثيين في إسقاط «حجور» وإبادة ساكنيها

> تقرير/ هلال القاعدي

> صمود أسطوري صمدته القبيلة اليمنية العريقة المعروفة بـ «حجور» في مديرية كشر شمال محافظة حجة، والذي استمر لخمسين يوما أمام جماعة الحوثي التي استخدمت جميع أنواع الأسلحة والصواريخ الباليستية لدك المديرية وإسقاطها.

تخاذل الشرعية
خلال المواجهات التي استمرت لأكثر من شهر بين رجال القبائل والحوثيين في حجور اكتفت حكومة الشرعية بدور المتفرج وإصدار البرقيات العسكرية لتحريك كتائب عسكرية لفك الحصار عن القبائل.

وقالت مصادر عسكرية في المنطقة الخامسة إن ثماني كتائب وصلت للمنطقة حسب توجيهات وزارة الدفاع اليمنية.. مؤكدة أن الكتائب لم يتم تسليحها من قبل وزارة الدفاع أو التحالف لبدء المهمة المنوطة بها، الأمر الذي يضع استفهامات كثيرة حول من يلعب بهذه الورقة التي راحت ضحيتها القبائل في حجور.

من جهتها ساندت مقاتلات التحالف العربي مقاتلي القبائل بعشرات الغارات الجوية، دكت من خلالها تعزيزات ومواقع وآليات الحوثيين في مناطق متفرقة من مديرية كشر وقفلة عذر التابعة لمحافظة عمران.

وعن الغارات الجوية التي ساندت بها مقاتلات التحالف رجال القبائل قال الشيخ مبخوت السعيدي في تصريح لـ«الأيام»: «إن الغارات الجوية لم توقف المعركة وزحف المليشيا على المديرية ولم تحقق النصر للمقاتلين».

ووصف معركة حجور مع مليشيا الحوثي بـ«الانتحار» في ظل عدم وجود خط إمداد وإخلاء، مؤكدا أن الإنزالات الجوية التي نفذها طيران التحالف كدعم لوجستي بالذخيرة والأدوات الطبية كانت سببا في إطالة أمد المواجهات فقط وزيادة حدة التوتر بين الطرفين وذريعة اتخذتها المليشيا لاقتحام المديرية وارتكاب جرائم حرب تحت مسمى «مساندة القبائل للعدوان السعودي على البلاد».

سقوط حجور واستشهاد أبو مسلم
شهدت الأربعة الأيام الأخيرة حدة في المواجهات أسفرت عن سقوط عزلة «العبيسة» شرق المديرية، التي تمثل أهمية إستراتيجية تتمثل في الخط الإسفلتي الرابط محافظة عمران بجبهات الشمال الغربي لمحافظة حجة التي تدور فيها معارك الجيش مع مليشيا الحوثي في مديريات حرض وحيران وميدي، كما تحتضن السكان الأكثر مناهظة في المديرية للجماعة الإنقلابية، كما تمكنت بعدها المليشيا من إسقاط كامل المديرية وملاحقة المقاتلين ومداهمة منازلهم.

وتضاربت الأنباء حول كيفية استشهاد القائد في مقاومة حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري، إذ تداول ناشطون أن استشهاده في مواجهة مع الحوثيين في تبة مقابل منزله في منطقة الزعاكرة وأسر أولاده وزوجته، فيما تدول آخرون رواية مختلفة أكدوا فيها استشهاد الزعكري بغارة جوية في منزله بعد أن اقتحمته مليشيا الحوثي وسقوطه جريحا، وأرادت المليشيا صلبه في سور المنزل وتفخيخه حد قولهم. وأكدت الرواية الأخيرة التي رجحها الجميع أن الزعكري سلم نفسه للمليشيا بعد مواجة مع الحوثيين مقابل أن توقف المليشيا اقتحام المنطقة وممارسة الانتهاكات، وهي خطوة وصفها مراقبون بـ «الحكيمة» أقدم عليها الزعكري، لكن مليشيا الحوثي مارست أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أهالي المنطقة.

إعدامات وانتهاكات
ارتكبت مليشيا الحوثي جرائم حرب بحق أبناء المديرية، حيث أقدمت على تنفيذ إعدامات جماعية وتفخيخ عشرات المنازل وتفجيرها في العبيسة وبيت الزعكري والسعيدي وبني مسلم وإحراق الممتلكات والمزارع. وبحسب مصادر ميدانية، فقد أقدمت المليشيا أيضا على إعدام الشيخ علي صغير العمري وأولاد الشيخ محمد حمود العمري في منطقة بني عمر بالقرب من مركز المديرية، فيما قامت المليشيا بتصفية محمد حميد النمشة وزوجته وثلاثة آخرين بإطلاق الرصاص المباشر عليهم، كما أقدمت على احتجاز عشرات الجرحى من المقاتلين في منطقة بني ريبان وأحد مستوصفات المنطقة وسط مخاوف من تصفيتهم.

احدى قذائف الحوثيين استهدفت منزل في حجور
احدى قذائف الحوثيين استهدفت منزل في حجور

وفي بيان لوزارة حقوق الإنسان اليمنية، أكد مقتل 62 مدنيا بقصف الحوثيين في المديرية وتشريد 4268 أسرة وممارسة عقاب جماعي وتفجير المنازل وتدمير الممتلكات في تحدّ وصفته بالواضح للقانون الدولي والإنساني.
وبحسب تقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، فإن نحو 1800 منزل في المديرية تم تدميرها من قبل المليشيا منذ بدء عدوانها، منها عشرات المنازل تم تفخيخها ونسفها بعد سقوط المديرية خلال اليومين الماضيين.

نازحون
نازحون

وفي تقرير لائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية في محافظة حجة، فإن 141 ألف نسمة فرضت عليهم مليشيا الحوثي حصارا مطبقا ومنعت عنهم الدواء والغذاء منذ بدء عدوانها على المديرية في يناير الماضي، وذلك باستحداث 14 نقطة عسكرية في مداخل المديرية. وذكر التقرير تعطيل العملية التعليمية بشكل كامل في 151 مدرسة وحرمان الطلبة من مواصلة دراستهم، حيث قصفت 45 مدرسة وحولت ثمان مدارس إلى ثكنات عسكرية و22 مدرسة تم تحويلها إلى مأوى للنازحين.

تحذيرات رسمية من كارثة إنسانية
ووسط الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق القبائل في حجور، حذر ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية في تقريره من وقوع كارثة إنسانية كبيرة وانتهاكات مروعة في حق أبناء القبائل وتحويل المنطقة إلى أرض محروقة، كما دعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان للقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي في إدانة هذه الجرائم والضغط على مليشيا الحوثي لإيقاف انتهاكاتها وجرائمها بحق المدنيين.


وأعلنت السلطة المحلية بمحافظة حجة في بيان لها أن مديرية كشر مديرية منكوبة، ودعت المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية وحكومة الشرعية للقيام بمسؤولياتها تجاه الوضع الكارثي الذي فرضته المليشيا على المديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى