لوجه الله

> «الأيام» خاص

>
الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة عدن خلال الأيام القليلة الماضية لم تكن عفوية، وإن كان في ظاهرها حقوقيا، بدليل ما بدت عليه بعض تلك الاحتجاجات من شكل فوضوي وغوغائي في التصرف وطريقة التعبير وأسلوب توصيل الرسالة؛ إذ أن قطع الطرقات وإطلاق النار على المارين وإجبار المركبات الخاصة على إفراغ حمولاتها في الشوارع، إضافة إلى مواجهة قوات الأمن وتشكيل عصابات مسلحة لمهاجمة المواقع الأمنية واستهداف دوريات الشرطة عمل تخريبي بامتياز، ولن يعبر عن مطلب أو يوصل رسالة هدفها الانتصار لمظلوم.

أحداث عدن الأخيرة في خورمكسر والمعلا والمنصور كانت رسالة واضحة بأن هناك جهات متربصة تستغل كل الأخطاء الأمنية والحوادث الجنائية، وربما حتى المشكلات الأسرية، فتجييرها لخدمة أهداف سياسية هو في الأساس جزء من حلقة متكاملة تستهدف سكينة عدن والجنوب عامة؛ بغية إحداث فراغ أمني تعتقد تلك “الجهات المتربصة” أنه سيمكنها من إعادة مد نفوذها وسطوتها على الجنوب بعد أن طُردت منه مذمومة مدحورة.. هناك استغلال سياسي وتربص يتصيد أخطاء الأمن ويستثمر الجريمة ويستفيد من الجناية ويقتات على الفوضى، يقابله نوع من اللاوعي لدى رجل الشرطة، ويعززه اندفاع الشباب وحماسهم. ولا يعني رفضنا لهذه العمال أن نترك الحقوق بل العكس، فإن احقاق الحق بسرعة يفوت الفرصة على المتربصين بعدن والجنوب وأولئك المستغلين لحالة الغضب الناتجة من أخطاء إنفاذ القانون.

لوجه الله.. الحالة الأمنية في عدن بحاجة إلى تقييم وإصلاح، حتى لا يكون رجل الأمن سببا للخوف وأداة لقطع الطرقات، والوضع بحاجة إلى يقظة وحذر من أعداء السكينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى