حادث يودي بحياة القائد الجنوبي عبدالقادر العمودي والسائق يروي التفاصيل

> القاهرة «الأيام» خاص

> توفي أمس مساعد وزير الدفاع لشؤون الموارد البشرية اللواء ركن عبدالقادر العمودي، إثر حادث سير في منطقة فيصل في محافظة الجيزة المصرية.
وأكدت التحريات الأولية أن اللواء العمودي تعرض لصدمة سيارة محملة بأسطوانات غاز تزامناً مع تواجده في شارع سهل حمزة في منطقة فيصل أدت إلى وفاته.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن تمكنت من ضبط السائق بعد محاولته الفرار، الذي قال إنه صدم الضحية لدى التفافه بالسيارة وعودته للوراء.
وذكرت مصادر محلية أن مساعد وزير الدفاع لشؤون القوى البشرية، اللواء ركن عبدالقادر العمودي، متواجد في مصر منذ 4 أشهر تقريبا،
وذلك من أجل علاج ابنته في أحد مستشفيات القاهرة.

وبحسب المصادر، فإن اللواء العمودي كان يخطط للدراسة الأكاديمية في مصر، وكان ينوي التقديم على رسالة الدكتوراه بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية.
يذكر أن اللواء العمودي يعد من القيادات الجنوبية العسكرية البارزة التي قادت حرب تحرير الجنوب من الحوثيين، وظل العمودي مدافعا عن قضية الجنوب وحقوق الشعب الجنوبي حتى وهو في رأس هرم السطلة بحكومة الشرعية.

وفي آخر حوار أجرته «الأيام» مع العمودي ونشر في 27 يوليو 2017 قال إن «المتابع لقرارات مجلس الأمن الدولي والمتابع لإحاطات المبعوث الأممي جمال بن عمر وبعده إسماعيل ولد الشيخ سيتبين له من خلال تصريحاتهم أن القضية الجنوبية في السابق لم تحظ بالاهتمام الذي نلمسه في الفترة الأخيرة، وفي رأيي أن هذا تأكيد على أن القضية الجنوبية استطاعت أن تثبت نفسها في المحافل الدولية وأن تبرز بقوة من خلال كفاح الشعب الجنوبي ومقاومتهم وحراكهم، أنا لا أنسب هذا لجهة معينة ولا فصيل سياسي واحد، بل أنسب هذا العمل للشعب الجنوبي بكل أطيافه السياسية من حراك ومقاومة ولدورهم الفعال في المجتمع وفي الخارج الذي جعل المجتمع الدولي يعترف بأن هناك قضية جنوبية يجب إيجاد حل لها».

وأضاف «رغم أننا كنا دائما نؤكد أن القضية الجنوبية هي صلب القضية اليمنية ومفتاح الحلول لبقية القضايا، وبمعالجتها يمكن أن تعالج قضايا اليمن وإيجاد الاستقرار للمنطقة ككل، ومع الأسف لم يستجب المجتمع الدولي لدعواتنا المتكررة، واليوم نحمد الله على كل ما تحقق من نجاح وفرضها بقوة في المحافل الدولية كثمرة لجهود ونضال الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي وكل القوى السياسية والعسكرية في الداخل من خلال النجاحات المحققة على الأرض التي غيرت موازين القوى في الواقع واستطاعت أن تلفت أنظار واهتمام المجتمع».

وولد اللواء عبدالقادر العمودي عام 1960م في مديرية كنينة بوادي حجر محافظة حضرموت، والتحق بالكلية الحربية في سن مبكرة إبان دولة اليمن الجنوبية، وله إسهامات مختلفة في السلك العسكري.
وتقلد اللواء العمودي عدة مناصب أثناء مسيرته العسكرية، كان آخرها مساعد وزير الدفاع. 

ويعتبر اللواء ركن عبد القادر العمودي من أوائل العمداء في الجيش اليمني والسلك العسكري، ومن القيادات ذات الكفاءة العلمية، حيث تخرج من الكلية العسكرية العليا في الاتحاد السوفيتي سابقا برتبة ملازم ثان، وتخرج من أكاديمية المدرعات من أوكرانيا عام 1989، وحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من الأكاديمية العسكرية العليا عام 2009.

وعمل العمودي مدرسا في الكلية العسكرية من 1982 حتى 1984، ثم انتقل للتدريس في كلية القيادة والأركان من 1989 إلى 1990، ثم عمل مدرسا في كلية القيادة والأركان بصنعاء من 1991 إلى 2004 إلى أن تم تعيينه بقرار رئاسي نائبا لمدير معهد الثلايا بعدن ورقي إلى رتبة عميد عام 2008، ثم عين في 2009 مديرا لدائرة المدرعات بوزارة الدفاع.

وفي أثناء اندلاع الثورة اليمنية حاول الحوثيون مداهمة منزل اللواء العمودي، إلا أنه وبناته وبعض من الحرس الخاصين به تصدوا للحوثيين، وتمكنوا من دحرهم بعد قتل عدد منهم.
وعن حصار منزله قال في حوار سابق مع «بوابة آخر خبر» اليمنية «في ذلك اليوم، كنت عائدا من مقر القيادة العسكرية بعد أن انتهيت من عملي، فتلقيت اتصالا هاتفيا من أحد شباب المقاومة قال خلاله إن هناك عناصر من الميليشيا تتسلل بالقرب من المنزل، فحملت سلاحي أنا وأبنائي والحرس الشخصي وتبادلنا الأعيرة النارية لحظة سماعنا أصوات الطلقات ورأينا العناصر تنزل من السيارات، وكانوا ينادون بعبارات واضحة (اخرج.. اخرج.. سلم نفسك)».

السائق يروي تفاصيل الحادث
وفي وقت لاحق من مساء أمس استمع رجال المباحث المصرية لأقوال السائق المتسبب في مصرع اللواء ركن عبدالقادر العمودي، مستشار وزير الدفاع اليمني بمنطقة فيصل، أمس الاثنين. حيث قال السائق- المحتجز بقسم الطالبية- إنه لدى رجوعه للخلف للدوران في طريقه لمستودع أسطوانات بوتاجاز بشارع كعبيش، لم يلاحظ وقوف أي شخص بالخلف، مضيفاً: «أنا كملت في طريقي لأن ماكنش فيه حاجة».أمام رجال التحقيق أكد السائق أن أسطوانات البوتاجاز المحملة على السيرة حالت دون رؤية الأشخاص بالخلف بقوله: «ماكنش قصدي.. الأنابيب مخلياني مش شايف اللي ورايا».تحريات الإدارة العامة لمباحث الجيزة برئاسة اللواء محمد الألفي، نائب مدير المباحث، توصلت إلى أنه أثناء تواجد اللواء «العمودي» بشارع كعبيش- محل سكنه- لشراء بعض احتياجات المنزل، صدمته سيارة ربع نقل محملة بأسطوانات بوتاجاز بالخطأ.وحاول الأهالي إنقاذ المستشار، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته، بينما تتبع رجال الشرطة خط سير السائق، وأمكن ضبطه لدى وقوفه بمحيط مستودع قريب من موقع الحادث.وكشفت المعاينة تحت إشراف المقدم محمد غراب، وكيل فرقة الطالبية والعمرانية، أن السائق كان بصدد الدوران بالسيارة، ولدى رجوعه للخلف صدم المتوفى، وتم تحرير المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى