الأم اليمنية.. عيد في المقابر وعلى أبواب معتقلات الحوثي

> «الأيام» العين الإخبارية

> يحل يوم الـ 21 من مارس كمناسبة هامة لكافة الأمهات في العالم، لكن الوضع يبدو مختلفاً بالنسبة للأم اليمنية، التي أثخن قلبها الأوجاع منذ بدء الانقلاب الحوثي على السلطة قبل 4 سنوات.
وأزهقت الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي مئات الأمهات وهن في الأحياء السكنية بالقذائف، أو في المزارع بألغام أرضية محرمة دولياً، فيما لم تستثنِ رصاصات قناصة الانقلابيين النساء وهن داخل منازلهن بمناطق يمنية مختلفة.

لم يتوقف إرهاب مليشيا الحوثي عند ذلك، فمن لم تفارق الحياة منهن، كانت الغصة تتسلل إلى قلبها يوماً بعد آخر، وتجعلها مجرد شبح إنسان، كما هو الحال مع أم الشهيد أكرم، الذي فارق الحياة وهو في جبهات التصدي لاجتياح مليشيا الحوثي في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن.
وتحرص أم الشهيد أكرم على زيارة قبر ولدها بشكل دائم، وتقول إنها لا تستطيع نسيانه.

أخفى أشقاء أكرم على والدتهم مكان قبره لفترة طويلة حفاظاً على صحتها، فكانت تذهب باستمرار، وتكتفي بقراءة الفاتحة على روح ولدها من بوابة المقبرة فقط.
وقالت أم أكرم لـ "العين الإخبارية" إن ولدها أصيب في المرة الأولى بجانب القلب ونجا، لكنه عاد للقتال ضد الحوثيين مرة أخرى فاستشهد.

وخلافاً لقلوب الأمهات المعلقة في المقابر، تعيش قلوب أخرى لآلاف الأمهات معلقة أمام قضبان معتقلات الانقلاب الحوثي، التي تضم أكثر من 8 آلاف معتقل ومخفي قسراً.
وترفض المليشيا الحوثية السماح لأمهات المختطفين بزيارة أولادهن، فيما تسمح للبعض بزيارات نادرة للاطمئنان على ذويهن، الذين غالباً ما يكونون قد تحولوا إلى أجساد معلولة، جراء الأمراض داخل المعتقلات.

وقالت رئيسة رابطة أمهات المختطفين في تعز، أسماء الراعي، لـ "العين الإخبارية": "إن أمهات اليمن يعشن ظروفاً مأساوية صعبة، على مدى أيامهن، وعيد الأم مناسبة لمناصرة قضية آلاف الأمهات ممن يقبع أبناؤهن بالسجون الحوثية".
وذكرت الراعي أن أمهات المختطفين يبحثن مع المنظمات الدولية عن مناصرة ملف الأسرى والمعتقلين، لتسهيل الإجراءات التي يفرضها الحوثيون عند محاولة رؤيتهن لأبنائهن، بينما لا تستطيع الكثيرات منهن رؤيتهم.

وطالبت الرابطة المعنية بالمخفيين قسراً في سجون الحوثي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالانتصار لقضايا المختطفين داخل السجون الحوثية، إذا لم يحقق ملف الأسرى تقدماً ملموساً.
وتقول الرابطة: "إن مصير آلاف الأمهات أن يعشن مكلومات، ويثقل كاهلهن ما يتعرض له أبناؤهن من تعذيب في سجون مليشيا الحوثي".

لم يكتفِ الإرهاب الحوثي بانتهاك القوانين الإنسانية فحسب؛ بل ضرب أيضاً بالأعراف والتقاليد اليمنية، التي كانت تجرّم المساس بالمرأة، عرض الحائط.
المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، كشفت عن اختطاف مليشيا الحوثي 42 امرأةً جديدة، بعد اختطاف 120 قبلهن، في الشهرين الماضيين، من قِبل قيادات حوثية في العاصمة صنعاء.

وذكر رئيس المنظمة، نبيل فاضل، في بيان صحفي، أن مليشيا الحوثي أخفت جميع المختطفات في بيوت خاصة، دون أي مراعاة لا للمجتمع، ولا للمبادئ والقيم، ولا للقوانين، ولا للشريعة.
وقامت مليشيا الحوثي بتغيير جذري لمسؤولي النيابات بصنعاء، وأحالت أول دفعة من المختطفات، وعددهن يقارب 60 مختطفة، إلى النيابة العامة الخاضعة لسيطرة المليشيا لمحاكمتهن، رغم أن بعضهنّ مرّ على اختطافهن وإخفائهن قرابة عام كامل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى