"الجهاد الإسلامي" تقف وراء صاروخ تل أبيب الأخير؟

> «الأيام» عن «المدن»

> ضمن حالة تبدو ضبابية بشأن التصعيد الجاري في الجبهة الجنوبية ومآلاته، جددت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها، في الليلة الثانية من العدوان على قطاع غزة، حيث تركز القصف على مواقع تابعة للمقاومة وأهداف مدنية جنوبي القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال موقع اليرموك التابع لكتائب "القسام" في خانيونس، بصواريخ ثقيلة، قبل ساعة من قصف موقع آخر لها في قرية بني سهيلا شرقي المدينة. وأعادت طائرات الاحتلال قصف موقع للضبط الميداني شرقي مدينة رفح، بأربعة صواريخ من دون أن يبلغ عن وقوع اصابات في جميع الغارات.

وتشهد سماء قطاع غزة تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية، ما ينذر بتجدد القصف. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، إن الطائرات الحربية هاجمت عدداً من الأهداف في جنوب القطاع، بما في ذلك مجمع عسكري وموقع لتصنيع الأسلحة تابع لـ"حماس" في خانيونس، بزعم الرد على اطلاق صاروخ مساء الثلاثاء قرب مجمع اشكول الإستيطاني وسقوطه في أرض مفتوحة، إضافة إلى إطلاق بالونات متفجرة. وحمل جيش الاحتلال حركة "حماس" مسؤولية التصعيد، وقال انه مستعد لسيناريوهات مختلفة.

وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، أمر بحشد مزيدٍ من القوات قرب السياج الفاصل مع غزة، بتعليمات من رئيس الوزراء وزير الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوعز كوخافي بنشر كتيبة مشاة وأخرى من كتيبة المدفعية، وذلك على حدود القطاع.
بدوره، ذكر التلفزيون الإسرائيلي الرسمي، أن تل ابيب نقلت رسالة إلى حركة "حماس" عبر الوسيط المصري، وهددتها بشن عملية عسكرية كبرى على قطاع غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ والتظاهرات على الحدود، وذلك عشية المسيرة المليونية التي تعتزم "حماس" وبقية الفصائل تنظيمها على الحدود الشرقية، السبت المقبل، إحياء للذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة.

بدوره، قال وزير الأشغال العامة في السلطة الفلسطينية، مفيد الحساينة، إن العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، أسفر عن هدم 30 وحدة سكنية كلياً، وتعرض 500 أخرى لأضرار جزئية.
وسلطت الصحافة الإسرائيلية في أعدادها الصادرة، الأربعاء، الضوء على التصعيد الجاري في الجنوب ومآلاته، فكتبت صحيفة "إسرائيل اليوم": "إسرائيل مستعدة للحرب إن كانت هناك ضرورة لذلك". وأشارت الصحيفة إلى تقديرات عسكرية إسرائيلية، مفادها "نهاية الأسبوع الحالي قد تقود إلى عمل عسكري في غزة".

واعتبرت القناة "12" في تحليلها أن حركة "حماس" أدخلت نتنياهو للمصيدة. بينما رأت القناة "13" ان كلاً من الحكومة الإسرائيلية، ومصر التي تقوم بدور الوساطة في التهدئة، "في وضعٍ محرج جداً".
بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "11"، في تحليلها الذي يسلط الضوء على المفارقة في رد الفعل على صاروخ تل ابيب، مقارنة بصاروخ عسقلان، بالقول: "حساسون من صاروخ على منطقة الوسط، وإهمال لمنطقة الجنوب".

وتظاهر مستوطنو "سديروت" احتجاجاً على تردي الوضع الأمني، ورفضاً لوقف إطلاق النار مع الفصائل بقطاع غزة.
وفي حين يبدو التصعيد في غزة غامضاً، في ظل تركز المعلومات في دائرة ضيقة جداً لدى "حماس" وإسرائيل ومصر، قال مصدر من حركة "الجهاد الإسلامي"، لـ"المدن"، إن هناك تكتيكاً مشتركاً مع "حماس" يقضي بممارسة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال هذه الفترة القصيرة الفاصلة عن الإنتخابات، حتى يقبل بالثمن الذي تريده المقاومة.

ويقول المصدر إن الصاروخ الذي اطلق باتجاه مجمع أشكول الإستيطاني مساء الثلاثاء، بالترافق مع استئناف أعمال الإرباك الليلي على حدود غزة الشرقية وإطلاق البالونات الحارقة، هدف إلى تحريك المياه الراكدة، ودفع الوفد المصري للمجيء مجدداً إلى غزة وتل ابيب من أجل الدفع بمطالب المقاومة على الطاولة وعدم الإكتفاء بقاعدة "الهدوء مقابل الهدوء" التي سادت خلال ساعات نهار الثلاثاء.

وأضاف المصدر، أن "الجهاد الإسلامي" هي مَن اطلق الصاروخ من غزة، فجر الإثنين، باتجاه تل ابيب، في سياق "غرفة العمليات المشتركة"، في حين أن صاروخي تل أبيب اللذين أُطلقا قبل عشرة أيام كانا بإيعاز من القائد للعام لكتائب "القسام" محمد الضيف.
ويوضح المصدر أن فرضية الخلل الفني حول إطلاق صواريخ تل ابيب، هي للتمويه لا أكثر، لكنه واقعياً لا يمكن أن يحدث الخلل، لأن الصاروخ البعيد المدى الذي يزن أكثر من 200 كيلوغرام، يكون تحت الأرض، وحتى يتم إطلاقه يجي أن يمر بمراحل.

مصدر سياسي مطلع أكد لـ"المدن"، أن ما يجري في غزة وما يتصل بإطلاق الصواريخ باتجاه تل ابيب ومناطق أخرى، هو بقرار من رئيس مكتب "حماس" في غزة يحيى السنوار، واصفاً إياه "بالفاهم الجيد للمعادلة"، وذلك بعد شعوره بالخذلان من كل الجهود التي بُذلت لرفع الحصار عن غزة، خاصة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وخروج تظاهرات احتجاجية في غزة غضباً من الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المعقدة.

ويشدد المصدر على أن السنوار يعرف جيداً ما هو السقف الأعلى لأي عدوان إسرائيلي على غزة، لذلك بدت قيادات "حماس" في وضع "هادئ" وغير مربكة خلال العدوان على مدار ليلتين، حتى أنهم لم يغلقوا هواتفهم النقالة كإجراء أمني لحمايتهم من عمليات اغتيال.
ووفق معلومات "المدن"، فإن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، ومعه المصريون، يقولون لـ"حماس" إن "نتنياهو سيُلبي طلباتها.. لكن بعد الإنتخابات". غير أنّ الحركة ترفض ذلك وتريد شيئاً رسمياً وكاملاً بخصوص رفع الحصار قبل الإنتخابات، حتى تضمن عدم تنصل نتنياهو منها إذا ما فاز مجدداً، أو في حال وصل منافسه رئيس تحالف "أزرق-أبيض" بني غانتس إلى رئاسة الحكومة الجديدة.

إلى ذلك، تقول التحليلات الإسرائيلية إن الذهاب إلى معركة واسعة، مرهون بموقف حركتي "حماس" و"الجهاد" وما تقررانه بشأن التصعيد أو وقفه. وتشير هذه التحليلات إلى أن إسرائيل مستعدة لرد "عنيف"، على الرغم من محاولات نتنياهو تفادي ذلك عشية انتخابات الكنيست، لكن "المؤكد أن إسرائيل لا يمكن أن تبقى صامتة"، على حد تعبيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى