الجولان.. ستبقى عربية

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتن ياهو): “على رئاسة وزراء إسرائيل الحالية أن تفخر بعلاقاتها المتميزة وغير المسبوقة مع الرئاسة الأمريكية الحالية”، مؤكداً أن مستوى العلاقات غير المسبوقة هي ما تميز علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب.

ورغم الردود العاصفة بشأن قرارات ترامب سواء بضم القدس كعاصمة لإسرائيل أو القرار الأخير الصارخ بشأن قضية الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967م، إلا أن ميزة الإدارة الأمريكية الحالية هي عدم الأخذ بالقرارات الدولية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، فالرئيس الأمريكي الذي قال مراراً إنه ملتزم بوعوده الانتخابية يشير بتناقض إلى مسيرة السلام التي ربما مارس بشأنها عدة ضغوط على الجانب الفلسطيني، وهي مسيرة سلام لم تحقق أدنى تقدم يذكر على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي الذي ساهمت الإدارة الأمريكية الحالية في تعقيده وفق كافة المعطيات.

 قرار الجولان دون شك أثار ردود عاصفة عربياً ودولياً، إلا أن الرئيس الأمريكي يدرك تلك الردود سلفاً، وهو ماض في تدعيم حظوظ رئيس الوزراء نتن ياهو في حملة ترشيحه أو إعادة ترشيحه لرئاسة الوزراء الإسرائيلية من ناحية، ومن جانب آخر محاولات الرئيس الأمريكي فرض إيقاعات جديدة في التعاطي مع الصراع القائم منذ عقود، وتدعيم حظوظه في ولاية جديدة للبيت الأبيض رغم المنافسات الشرسة التي تواجه إدارته.

ووفق مواقف العالم بأسره من قرارات الرئيس الأمريكي فلا يبدو أن هناك سبل تراجع تذكر في سياسات إدارة واشنطن الحالية. فالاتحاد الأوربي والهيئات الدولية يشيران إلى أن قرارات ترامب لا تغير في واقع الأمر شيئاً، فالأراضي العربية المحتلة ستظل عربية دون ريب من ذلك وجوهر الصراع ربما يأخذ مناحي أكثر حدة وتعقيداً من منظور الانحياز الأمريكي الفاضح الذي وصف بأنه جزء من المشكلة وليس الحل.

ومرتفعات الجولان السورية الإستراتيجية بالنسبة للعرب لا يمكن أن يتجاوزها الرئيس الأمريكي بهذا التفرد العجيب في مواقفه التي زادت من حدة الغضب العربي وولدت استنكاراً واسع النطاق على الصعيد الدولي.
فهل تمكن قرارات ترامب المتوالية بشأن القدس ثم هضبة الجولان حليفه نتن ياهو من تحقيق انتصار على منافسيه في إسرائيل.

وفي حال تحقق ذلك هل خطوات ترامب تسهم في مصلحة الصراع العربي الإسرائيلي المقعد أصلاً والممتد منذ عدة عقود، ذلك ما ستجيب عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة والصراع أيضاً في الوصول إلى البيت الأبيض.
في حين تظل ساحة الصراع العربي الإسرائيلي في جوهرها بعيدة عن الحلول جراء عدم الواقعية وتعثر مسيرة السلام التي لم تحقق تقدماً يذكر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى