رجال في ذاكرة التاريخ: 1-عبدالله عبدالكريم.. شاعر غنّى له كل الفنانين 2-علي أفندي.. مخبازته ارتادها كل العدنيين
رجال في ذاكرة التاريخ: 1-عبدالله عبدالكريم.. شاعر غنّى له كل الفنانين 2-علي أفندي.. مخبازته ارتادها كل العدنيين
> نجيب محمد يابلي
>
█ 1 - عبدالله عبدالكريم
الميلاد والنشأة
عبدالله عبدالكريم محمد أحمد، من مواليد الشيخ عثمان (قسم (B) المشهورة بحافة الدبع)، يوم 5 ديسمبر 1944م، وتصدّر عبدالله قائمة إخوته وهم: عبدالله، متوفية، فضل، علي، نصر، وفردوس.
عبدالله عبدالكريم يطرق باب التدريس
أكمل عبدالله عبدالكريم دراسته الثانوية في كلية عدن، والتحق بسلك التدريس في وزارة المعارف Ministry of Education عام 1963م، وفي أكتوبر 1978م انتقل إلى مصنع الإسفنج (مع تواصل الخدمة، لأن المصنع كان تابعاً للدولة قطاع عام)، وفي 31 مارس 1989م غادر إلى صنعاء، وهناك نصحه عبدالله أحمد غانم بالعودة إلى عدن، لأن الوحدة على الأبواب، وأدار عبدالله عبدالكريم ظهره للنصيحة فغادر إلى الحديدة، وفي 7 أغسطس، 1989م التحق بمصنع أثاثكو، وعمل فيه حتى 31 مارس، 1995م
ماذا يعني العام 1995م لعبد الله عبدالكريم؟
غادر عبدالله عبدالكريم الحديدة إلى عدن في العام 1995م، لمتابعة ممتلكات الأسرة، وكان من نصيبه في التركة العمارة التي سكنها، وباعها وانتقل إلى قسم (C) في الشيخ عثمان، واشترى بيتاً قديماً وأعاد بناءه.
عبدالله عبدالكريم من كارثة خدمته إلى كارثة أسرته
نهبت التأمينات الحقوق المشروعة لخدمته المسروقة خلال الفترة (1963 - 1989م)، وانتقل من كارثة الخدمة المسروقة إلى كارثة أسرته، حيث غرق ولده مع زوجته وطفليه البالغين من العمر (13) و(14) عاماً، يوم 21 أغسطس، 2012م، ولحقت تلك الكارثة فاجعة أخرى عندما توفت أم أولاده، يوم 12 يوليو 2015م.
مشوار عمر مع الأغنية
بلغ عدد أعمال عبدالله عبدالكريم (250) عملاً غنائياً، وكان أول عمل له وهو طالب عندما قدم للفنان فاروق عبدالقادر أغنية لرمضان وأخرى للعميد.
سر حكاية بن عبدالكريم مع أم الفال
أفرغ شاعرنا الكبير عبدالله عبدالكريم أوجاعه في قصيدة طويلة عنوانها (حكايتي مع أم الفال) مطلعها:
قالت لي أم الفال ما با تشوف المال
إلا إذا تصبح في دنيتك محتال
أصل الزمن فينا قد غير الأحوال
قد شجع الظالم على ضعيف الحال
وأصبح من الباطل كل اللصوص أبطال
من للفساد شادوا من حولهم تمثال
في كل مستنقع له دونوا الأمثال
شوف سوقهم حامي بالرقص والطبال
ما يستفيد منه إلا خسيس دجال
أما العزيز مهتان متقطع الأوصال
مثل الجمل بارك في ملعب الجمال
قالت لا تشكي مهما عذابك طال
إلى أن يقول:
ما دمت متمسك بالصدق في الأعمال
صم عني يا ابني لازم تكون طربال
غير لهم جلدك روح كيل مع الكيال
غمض على عينك لو مال وجهك سال
القصيدة طويلة وجميلة..
█ 2 - علي أفندي
الميلاد والنشأة
علي أحمد محمد يوسف (اسم الشهرة علي أفندي) من مواليد دبع (قضاء الحجرية) عام 1927م، ويفيد علي أفندي:
علي أفندي يعرفه أبناء عدن
علي أفندي أحد شهود الكونترول وزيارة السيف أحمد
علي أفندي من عشاق أيام الربابي
حدثني علي أفندي عن أيام الزمن الجميل في رأيه وهي أيام الربابي بالتعبير الشعبي، أي أيام الروبية الهندية وكانت تنقسم إلى عانات وارادي وكانت البيسة تساوي ثلاثة ارادي والاردي كما قال: مغرف حق العننيص ماء مقطر (بمبه) والكوز كان بـ “بيستين” مبخر مُعمّل لا نظير له اليوم”، وقال لي: “كل هذا كان أيام الكفار”.
علي أفندي عاشق للرياضة
علي أفندي من عشاق رياضة أيام زمان وهو يعتز بأنه كان من مشجعي نادي الاتحاد المحمدي (Mcc) الذي تأسس عام 1905،م وحدثني عن نجوم الفريق منهم عبيد بارزيق ومحمد عمر الزيدي وصالح الربيح وحسن هوريه والسيد أبوبكر وعبدالله كوكيه وأحمد عبداللاه.
علي أفندي: “أصبحنا وأصبح الملك لله”
قال علي أفندي كلاماً مريراً وهو في الـ 92 من عمره: “أصبحنا وأصبح الملك لله، ويا فصيح لمن تصيح كنا على حكومة وعلى نظام وأمن عسكري (يقصد شرطي) كان إذا دخل الشارع كان له هيبة”.
علي أفندي متزوج وله ولد واحد (ياسين) وابنة واحدة وله أحفاد وأحفاد الأحفاد.
عبدالله عبدالكريم
الميلاد والنشأة
قسم (B) في الشيخ عثمان التي خططها الفني الهندي موشنجي، قسم سكنت فيه قامات وهامات أمثال الشيخ حاتم ومحمد مرشد ومحمد مخشف، والسادة علي إسماعيل وعبده إسماعيل وعمر إسماعيل ومحمد عبادي، والتجار من آل دُبع: عبدالكريم وعبدالواحد وحميد محمد، وأولاد المقطري: محمد عبدالله مقطري وإخوانه وعبدالعزيز سالم باوزير وشقيقه عبدالرحيم، وبيوت العقربي: محمد سعيد وصالح عبدالله، وبيوت هاشم فارع ومحمد صالح وعبدالله صالح، والقائمة طويلة، وليعذرني الأحباب من السكان في القسم.
تلقى عبدالله عبدالكريم دراسته الابتدائية في المدرسة الشرقية (ردفان) حالياً، في الشيخ عثمان، وتلقى دراسته المتوسطة في كريتر ثانوية (لطفي أمان) حالياً، لمدة عامين وأكمل العام الثالث في متوسطة الشيخ عثمان، وافتتحها السير وليم لوس، حاكم عدن عام 1958م، ورافقه في حفل الافتتاح السلطان علي عبدالكريم فضل.
انتقل عبدالله عبدالكريم إلى كلية عدن Aden College في الشيخ عثمان خلال الفترة (1958 - 1962)م، ومن زملائه هشام باشراحيل، وجيه لقمان، يونس حسن إبراهيم، أبراهيم صعيدي، عمر علي جابر، وأحمد مصطفى غانم.
أكمل عبدالله عبدالكريم دراسته الثانوية في كلية عدن، والتحق بسلك التدريس في وزارة المعارف Ministry of Education عام 1963م، وفي أكتوبر 1978م انتقل إلى مصنع الإسفنج (مع تواصل الخدمة، لأن المصنع كان تابعاً للدولة قطاع عام)، وفي 31 مارس 1989م غادر إلى صنعاء، وهناك نصحه عبدالله أحمد غانم بالعودة إلى عدن، لأن الوحدة على الأبواب، وأدار عبدالله عبدالكريم ظهره للنصيحة فغادر إلى الحديدة، وفي 7 أغسطس، 1989م التحق بمصنع أثاثكو، وعمل فيه حتى 31 مارس، 1995م
وعاد إلى عدن يوم الفاتح من أبريل 1995م.
غادر عبدالله عبدالكريم الحديدة إلى عدن في العام 1995م، لمتابعة ممتلكات الأسرة، وكان من نصيبه في التركة العمارة التي سكنها، وباعها وانتقل إلى قسم (C) في الشيخ عثمان، واشترى بيتاً قديماً وأعاد بناءه.
شغلت بال عبدالله عبدالكريم قضية خدمته مع الدولة منذ العام 1963م حتى 1995م، حتى لا تُطرح عليه حجة الخدمة على أنها شطرية، وتعاطف معه المحافظون: طه أحمد غانم، وأحمد محمد الكحلاني، ود. عدنان الجفري، وأحضرت ملفات خدمته، وصدرت توجيهات باحتساب ومعالجة فترة خدمته وتقدر بـ (26) عاماً، وتمثل 74 % من الخدمة القانونية أو الفترة القانونية، إلا أن التوجيهات وصلت إلى طريق مسدود مع مكتب التأمينات في عدن.
أصدر فخامة الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية (آن ذاك) توجيهات إلى الجهات المختصة بصرف راتب ثابت للأخ عبدالله عبدالكريم، الشاعر الذي خدم الوطن في قصائد وطنية وحماسية معروفة، أو العمل على توظيفه، ولم تنفذ التوجيهات حتى الساعة، وظلت قضيته العادلة حبيسة الأدراج، والظلم ظلمات يا هيئة التأمينات.
نهبت التأمينات الحقوق المشروعة لخدمته المسروقة خلال الفترة (1963 - 1989م)، وانتقل من كارثة الخدمة المسروقة إلى كارثة أسرته، حيث غرق ولده مع زوجته وطفليه البالغين من العمر (13) و(14) عاماً، يوم 21 أغسطس، 2012م، ولحقت تلك الكارثة فاجعة أخرى عندما توفت أم أولاده، يوم 12 يوليو 2015م.
ظل عبدالله عبدالكريم يرفع صوته عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وكان آخرها “الغد المشرق”، وظل المعنيون بالأمر مصرين على نهب حقوقه، والرجل الآن في عامه الـ 75 من العمر، ولا من حقوق خدمته، ولا من حقوق عطاءاته.
بلغ عدد أعمال عبدالله عبدالكريم (250) عملاً غنائياً، وكان أول عمل له وهو طالب عندما قدم للفنان فاروق عبدالقادر أغنية لرمضان وأخرى للعميد.
شكل عبدالله عبدالكريم مع فرسان خليفة ثنائياً وبدأ تعاونه معه بأغنية (صدقيني لما أقول لك) وذلك قبل أن يتعرف على أحمد قاسم عام 1964 عندما أعطاه نصوص أربع أغاني منها: “بعد هجرك بعد غدرك”، “وأخاف منك”، كما غنى لعبد الله عبدالكريم: محمد رشد ناجي، محمد سعد عبدالله، حسن فقيه، علي أحمد جاوي، جعفر عبدالوهاب، فتحية الصغيرة.
صدر له ديوان (يا سلام عليك يا حب) وله ديوان مخطوط (قلب يحترق).
أفرغ شاعرنا الكبير عبدالله عبدالكريم أوجاعه في قصيدة طويلة عنوانها (حكايتي مع أم الفال) مطلعها:
قالت لي أم الفال ما با تشوف المال
إلا إذا تصبح في دنيتك محتال
أصل الزمن فينا قد غير الأحوال
قد شجع الظالم على ضعيف الحال
وأصبح من الباطل كل اللصوص أبطال
من للفساد شادوا من حولهم تمثال
في كل مستنقع له دونوا الأمثال
شوف سوقهم حامي بالرقص والطبال
ما يستفيد منه إلا خسيس دجال
أما العزيز مهتان متقطع الأوصال
مثل الجمل بارك في ملعب الجمال
قالت لا تشكي مهما عذابك طال
إلى أن يقول:
ما دمت متمسك بالصدق في الأعمال
صم عني يا ابني لازم تكون طربال
غير لهم جلدك روح كيل مع الكيال
غمض على عينك لو مال وجهك سال
القصيدة طويلة وجميلة..
عبدالله عبدالكريم متزوج (أرمل) وأولاده: 1 - ميرفت (متزوجة) 2 - رافت 3 - أماني (متزوجة) 4 - ملاك (معلمة ومتزوجة) 5 - إنتظار 6 - مرسي 7 - إفتكار 8 - حلمي.
علي أفندي
الميلاد والنشأة
علي أحمد محمد يوسف (اسم الشهرة علي أفندي) من مواليد دبع (قضاء الحجرية) عام 1927م، ويفيد علي أفندي:
“نزلت إلى عدن وأنا ابن 7 سنين (أي عام 1934م) نزلنا بالجمال إلى مخبازتنا وكانت عبارة عن كوخ.. جدي شغّل المخبازة ومن بعده والدي وأنا من بعد والدي، وأنا الذي بنيت المخبازة بشكلها الحالي وجددت بناءها عام 1978م”.
خلال فترة (85) خمسة وثمانين عاماً عاشها علي أفندي في عدن مكنته من أن يصبح صاحب دائرة اجتماعية واسعة على مستوى عدن، وكم ارتاد مخبازته من الأسر العدنية لتناول الفطور (القراع) أو الغداء في المخبازة مباشرة، أو تناول الفطور أو الغداء غير مباشرة إلى البيوت التي عرف أصحابها علي أفندي، مثل بيوت: علي أحمد والقربي والصحبي والسوقي وباشراحيل والمهتدي ودحوة والعطار والحمزي ومحبوب وبازرعة وباصهي وبركات والعولقي والميسري وخليل والنياعي والبدوي وخدابخش ودعالة وشمشير وعبادي والسعيدي والصعيدي وربيع وفقيه وادن وعبدي والماس وخليفة والحداد والزوقري والزيد والكتبي ومصطفى عيسى والكعكي والسندي وعبدالستار ومانع وشماخ والسبراتي والشيكو وفقيرة والدبعي والمنيباري والحاجب والباهارون والكوكني والعزعزي والسودي وباحميش وباحشوان وأمان وناجي وحميدان والعمودي وباعبيد والقائمة طويلة، وناهيكم عن الوافدين إلى كريتر سواء للعمل أو مشاهدة كرة قدم وأغراض أخرى، وهي حقيقة يؤكدها علي أفندي كل: أبناء عدن أصدقائي.. أولاد العراقي وأولاد المكاوي وأولاد الحداد وعلي حيرو.
مخزون ذكريات علي أفندي جاذب في الحديث، فقد حدثني عن فترة الأربعينات فترة الحرب العالمية الثانية، وقال: أنا أجيت على أيام الكونترول، أي توزيع المواد الغذائية ببطاقة. وقال لي: شفت السيف أحمد، ولي عهد المملكة المتوكلية اليمنية عندما زار عدن عام 1946، وقال لي شفناه وهو نازل في قصر السلطان في الريزميت.
حدثني علي أفندي عن أيام الزمن الجميل في رأيه وهي أيام الربابي بالتعبير الشعبي، أي أيام الروبية الهندية وكانت تنقسم إلى عانات وارادي وكانت البيسة تساوي ثلاثة ارادي والاردي كما قال: مغرف حق العننيص ماء مقطر (بمبه) والكوز كان بـ “بيستين” مبخر مُعمّل لا نظير له اليوم”، وقال لي: “كل هذا كان أيام الكفار”.
قال علي أفندي “التنك السمن الجبلي بـ 25 روبية والرقاقة بعانتين كان الشميز بروبية والفوطة بروبية ونص، وكان يوردها البديجي وشوكة الصومالي وحيدر سعيد قاسم وذيبان (سوق الطعام) هذون كانوا يوردوا السمرندة والصابوني...”.
علي أفندي من عشاق رياضة أيام زمان وهو يعتز بأنه كان من مشجعي نادي الاتحاد المحمدي (Mcc) الذي تأسس عام 1905،م وحدثني عن نجوم الفريق منهم عبيد بارزيق ومحمد عمر الزيدي وصالح الربيح وحسن هوريه والسيد أبوبكر وعبدالله كوكيه وأحمد عبداللاه.
كما أفادني علي أفندي بأنه أعجب بعمالقة نادي الأحرار: التمباكو والموشجي وتوفيق الأسمر وعباس غلام ومحمد ميه والسكران وجعفر مرشد وعلي الماس وناصر الماس وعبدالمجيد مرشد.
وقال لي أفندي “معك نادي الحسيني كان معهم فريق قوي ولاعبين كبار معك جلال خان وخليفة عبدالله حسن خليفة وجعفر محمد سعد وسعيد مسكينة وعباسو وسعيد الأسد وأبوبكر شفيق ومن بعدهم أولاد دعاله وعلي حسن.
قال علي أفندي كلاماً مريراً وهو في الـ 92 من عمره: “أصبحنا وأصبح الملك لله، ويا فصيح لمن تصيح كنا على حكومة وعلى نظام وأمن عسكري (يقصد شرطي) كان إذا دخل الشارع كان له هيبة”.
كلما راني علي أفندي يبادرني بالسؤول: كيف الأستاذ أحمد قعطبي؟ وردي المعتاد: الحمد لله. ودائما ما أردد هذا السؤال للأستاذ أحمد قعطبي: أيش سويت لعلي أفندي؟ يقول لي الأستاذ القعطبي: يا أخي هذا الرجل كان كبيراً في السبعينات واليوم بعد أربعين عاماً وقد أصبح 92 عاماً وهو في هذا الحال الله يعطيه الصحة.