عميد كلية ناصر للزراعة: الكلية تعرضت لنهب كبير بعد الحرب

> تقرير/ طه منصر

>
طلاب: نطالب المعنيين بفتح الأقسام الدراسية المغلقة واستعادة السكن

تعد كلية ناصر للعلوم الزراعية بمحافظة لحج واحدة من أهم الكليات التابعة لجامعة عدن واليمن عامة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1972م، وأصبح هذا الصرح الشامخ الذي وهبه السلطان العبدلي - رحمه الله - للعلم والتعليم؛ كحطام بعد الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات الهالك علي صالح على المحافظة والجنوب بشكل عام في مارس 2015م.
وبات الكثيرون اليوم يأملون بعد أكثر من أربعين عامًا من التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع بإعادة لهذا الصرح مكانته من خلال التأهيل والترميم وما إلى ذلك؛ لتعاد الكلية إلى سابق عهدها الذي عُرفت به خلال العقود الماضية.


أضرار كبيرة
وطالب الدارسون والمواطنون وأبناء المحافظة الجهات ذات العلاقة في قيادة جامعة عدن والسلطة المحلية بالمحافظة والمسئولين في الكلية بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الصرح العلمي الهام، لاسيما بعد أن تعرض لكثير من الأضرار بعد الحرب، وما نتج عنها من حاجة ماسة إلى ترميم الكثير من أجزائها كمختبر الكلية، والذي أصبح أيضاً بحاجة إلى محاليل كيميائية جديدة، خصوصاً بعد انتهاء مفعول الكثير منها، فضلاً عن تحول السكن الطلابي ذو الثلاثة الأدوار إلى مأوى للنازحين جراء الحرب منذ فترة طويلة، الأمر الذي أجبر الطلاب لاسيما الدارسين من المحافظات الأخرى على افتراش قاعات الدراسة ومسجد الكلية أثناء المبيت أو المذاكرة.

وطالب الدارسون في أحاديث متفرقة لـ“الأيام” عميد الكلية، د.فؤاد السلامي، بالعمل على استعادة السكن الطلابي من النازحين، كما لفتوا إلى وجود عدة أقسام دراسية في الكلية مازالت حتى اليوم مغلقة، وإلى الإهمال أيضاً الذي طال مكتبة الكلية بعد الحرب على الرغم من احتوائها على مراجع علمية في جميع التخصصات باهظة الثمن، متمتين أن تعود إلى سابق عهدها في أقرب وقت ممكن؛ لما لها من أهمية بالغة في سير العملية التعليمية.
مشاتل الكلية بعد إعادة زراعتها
مشاتل الكلية بعد إعادة زراعتها

مخزن لمحاليل منتهية الصلاحية
مخزن لمحاليل منتهية الصلاحية

وما يلفت نظر من يزور هذه الصرح العلمي هو انتشار القمامة التي تملأ مقصف التغذية الخاص بالكلية، وكذا انتشار البنايات في أطراف المزرعة التي وهبها السلطان العبدلي للكلية لإجراء التجارب والدراسية، بعد الحرب الأخيرة حتى العام الماضي، ومن شأن هذه الأمر أن يتحول إلى ملكية خاصة إذا لم تقم الجهات المعنية بدورها في هذا الجانب.
وفي المقابل، شاهدت “الأيام” ما يدعو إلى التفاؤل يتمثل في إعادة الإصلاح والبناء في الكلية، كانتشار البساط الأخضر في كل الأجزاء الداخلية للكلية، وكذا حقول من الخضار والأعلاف وغرسات من الفاكهة تم زرعها مؤخرا، بالإضافة إلى ترميم حظيرة دواجن وفي انتظار تزويدها بـ “الكتاكيت” لبدء العمل، وكذا ترميم مدرج (قاعة الكلية) وباتت في التشطيبات الأخيرة.


تعرض للنهب
من جهته، أوضح عميد الكلية، د.فؤاد السلامي، والذي تم تعيينه قبل أشهر في هذا المنصب، جانباً مما تعرضت له الكلية من خراب أثناء حرب 2015م بالقول: “تعرضت الكلية بعد انتهاء الحرب إلى نهب كبير جدًا مع الأسف من داخل المنطقة، وتم ترميم أجزاء مهمة منها من قِبل بعض المنظمات، واستطعنا استئناف الدراسة فيها رغم عدم استكمال التجهيزات الضرورية لأي مؤسسة علمية أكاديمية تطبيقية وحتى الآن المشكلة قائمة، ولكن هذه المعوقات لم تقف أمام دكاترة الكلية المحبين لها، واستمرت الدراسة في حدها الأدنى بفضل جهود شخصية من قبل محبي الكلية من موظفين وهيئة تدريس، وكان يتوجب علينا العمل على فتح باب للإيراد طالما توجد مقومات الزراعة البسيطة التي هي الأرض والماء واليد العاملة، وكان ما ينقصها الإرادة والتنظيم والحزم فقط، لهذا كانت هذه أولى الخطوات التي عملت على تنفيذها بقوة، ومنها انكشفت الرؤية للتوسع التدريجي واستخدام بعض العائدات لتغطية النواقص للعملية التعليمية المتعثرة من الأعوام السابقة مثل التطبيقات العملية بالدرجة الأولى وغيرها، وما زلنا بحاجة إلى أجهزة وأدوات مختبرية لجميع الأقسام، وقد تحصلنا على وعود بشرائها، وهذا ما يتعلق بالشق الأكاديمي، أما ما يخص بترتيبات الأقسام والإدارات من تأثيث وأجهزة كهربائية وأجهزة اتصال وتصوير.. وغيرها فموضوعها آخر، ونحن نعمل على إيجادها”.
جانب من المراجع العلمية في مكتبة الكلية
جانب من المراجع العلمية في مكتبة الكلية


وأضاف السلامي في تصريحه لـ “الأيام” بالقول: “هذه الجهود التي نقوم بها تأتي بمباركة ودعم من رئاسة الجامعة التي تقف معنا وتساندنا في صرف ما تستطيع من أجهزة ومعدات بالدرجة الأولى، إضافة إلى وقوف محافظ المحافظة وأعضاء المجلس ومأمور المديرية بقوة لمساندتنا وتقديم كل الدعم، ولا ننسى هنا أننا ما زلنا نقبع في حالة حرب عرقلت كل مخططات التنمية في البلد، وهناك أيضاً جهود تبذل من قبل زملائي نواب العميد الذين لم يألوا جهدًا في سبيل هذا الهدف، الذي هو استعادة الكلية لموقعها الريادي الطبيعي، والذي بفضلهم وتكاملنا استطعنا أن نحرز المركز الأول في المعرض العلمي بين كليات جامعة عدن”.

وتمنى طلاب الكلية في أحاديث متفرقة لـ“الأيام” من المعنيين توفير الخدمات المطلوبة ومنها استعادة السكن الطلابي وترميمه، وتوفير الأجهزة الخاصة بالمختبر، وفتح الأقسام التخصصية المغلقة.
أقسام دراسية مغلقة
أقسام دراسية مغلقة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى