حماية الجبهة الداخلية والخارجية

>
عادل المدوري
عادل المدوري
​الصورة التي ارتسمت في معارك جبهة الضالع جلية وواضحة المعالم، ولا تحتاج إلى تفسير، حرب قوية وشرسة بين دولتين على حدود دولية وبقوات وطنية جنوبية تدافع وتحمي الجهة الخارجية للوطن، وأخرى قوات معادية غازية تهجم وتتوغل خارج أرضها تحلم بالاحتلال والسيطرة على أراض لا تملكها، وكان استبسال قوات مقاومتنا الجنوبية ووقوف ومتابعة من نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الشيخ هاني بن بريك، للمعارك في الجبهة بالضالع هو تأكيد للدفاع عن السيادة الوطنية الجنوبية، والذود عن الوطن الغالي الذي نفديه بأرواحنا ودمائنا، وبكل غالي ونفيس.

لأن الوطن هو الروح، وحبه من الإيمان، والدفاع عنه والرباط في الثغور من جهاد في سبيل الله، وهو المكان الذي عاش وترعرع فيه الإنسان منذ الطفولة، ويجمعنا الهدف والمصير المشترك، فالخير إذا جاء سيعم الجميع وينعم به، والشر كذلك إن حل سيلحق الجميع دون استثناء، وحماية الوطن من المخاطر التي تهدد وجود الشعب، سواء كانت داخلية أو خارجية واجب مقدس ومعيار لمدى صدق الفرد وحبه وانتمائه لوطنه، ولا يقتصر حماية الوطن فقط في الجبهات وحمل السلاح على الرغم من الأهمية القصوى لهذه الطريقة بهذه المرحلة، ولكن هناك طرق أخرى يقوم بها أبناء الوطن للدفاع عن وطنهم وكلا في موقعه جندي يحمي ويدافع عن الوطن، حتى تكتمل اللوحة الجميلة والرائعة المعبرة عن حب الفرد لوطنه.

هناك جبهتان يجب حمايتهما وهما أساسيتان لإعادة بناء الدولة الجنوبية الفدرالية كاملة السيادة، وهي الجبهة الخارجية والجبهة الداخلية، فالمعارك التي دارت رحاها في جبهة الضالع الحدودية ومعارك الشريط الحدودي الممتد من لحج إلى حضرموت، هي شكل من أشكال الحماية للجبهة الخارجية المتمثلة في حماية الحدود الوطنية من العدوان الخارجي، حيث دفعت قوات الحزام الأمني والعمالقة بثقلها وقوتها وحسمت المعركة لصالحها، وأثبتت أصالتها وانتمائها الحقيقي للجنوب، فلولا توفيق من الله ووجود قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل عام لكانت عناصر الحوثي قد ارتكبت أبشع الجرائم في الضالع مثلما فعلت في حجور.

أما الجبهة الداخلية فيشترك في حمايتها كافة قطاعات الشعب ومن أشكالها رص الصفوف واليقظة والوعي للمخططات والمؤامرات التي تستهدف الجنوب، وعدم منح الأعداء فرصة للتسلل وبث سمومهم داخل المجتمع، فهناك مخططات كبيرة تدعمها جهات معروفة للشعب، تركز على ضرب المواطن الجنوبي من الداخل، والتشكيك في قدرة قيادته في تحقيق أهدافه، بهدف النيل من عزيمته وإصراره، والإخلال بمبادئه وإضعاف تماسك الجبهة الداخلية، وما يحدث هذه الأيام بردفان الثورة والشموخ من قطع الطرقات على منطقة الضالع البطلة وتحميلها وزر شخص قاتل مارق يفترض أن يأخذ جزاءه العادل من القضاء، علينا أن ندين عملية القتل والوقوف مع الضحية لتحقيق العدالة، وإدانة قطع الطرقات أمام المسافرين والمرضى والحذر من المتربصين بالجنوب وقضيته.

نحن نجحنا في حماية وتأمين الجبهة الخارجية، فقواتنا الجنوبية البطلة حمت الأراضي الجنوبية على حدودها؛ بل إنها تعدت الحدود ووصلت إلى عمق الأراضي الشمالية، وباقي بعض المناطق في حضرموت جاري العمل على تحريرها والقيادة الجنوبية توليها اهتمام بالغ، وهناك أخبار سارة سنسمعها في الأيام القادمة، ولم تعد الجبهة الخارجية تشكل خطراً مثلما كانت بالسابق، وتبقت معنا مهمة تأمين الجبهة الداخلية التي تحتاج إلى خطة وإجراءات أمنية وخدمية تبث الطمأنينة في نفوس المواطنين وتردع محاولات البعض للخروج عن النظام والقانون، تعزيزات تؤدي إلى تأمين وحماية المنشئات الجنوبية الهامة والأهداف الحيوية وحماية المواطن ثم منجزات الشعب ومكتسباته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى