​حول اجتماع مجلس النواب

> بقلم: قاسم داوود

>
قاسم داوود
قاسم داوود


عام 2003م تم انتخاب مجلس النواب لولاية حددها الدستور بست سنوات,وهو النص الذي كان اساس العقد الشرعي بين الناخب من جهة وممثل بالبرلمان من جهة اخرى.

وهي ولاية انتهت عمليا قبل عشر سنوات وتحديدا عام 2009م, ومن يومها يعتبر المجلس منتهي شرعا, ووجوده والعدم سوا بعد أن مات وشبع موتا غير مأسوف عليه والطعن في جثة الميت حرام ,كما بات منتهي الصلاحية وعبارة عن بضاعة فاسدة غير صالحة للاستخدام.

كان المجلس أحد مكونات نظام بائد ثار الشمال لإسقاطة, بعد ان ثار الجنوب للتخلص من احتلاله وكان مؤسسه فاشلة وتتحمل جزء من المسؤلية عن ما آل إليه حال البلاد والعباد.

كان مقبولا لو أن الحركة الحوثية هي من دعت لاجتماع باسم المجلس في إطار سعيها للبحث عن سند شرعي لانقلابها, أما أن يتم ذلك من قبل "الشرعية" فهذه هي الطامة الكبرى ليس مفهوما أن تقدم الشرعية وقوى تدعي الدفاع عن الشرعية بانتهاك صارخ لنص دستوري لايقبل الاجتهاد و تزور إرادة الناخبين وتصادر حق الشعب المالك للسلطة والمنتج لها ,بعد أن صادرت حقه في الانتخاب الدوري لممثليه ونوابه كما ينص الدستور والمواثيق الدولية.

لا نناقش لماذا لم تتم انتخابات النواب في موعدها, خاصة وقد جرت انتخابات رئاسية , ولكن النقاش يدور حول دعوة المجلس للانعقاد بعد كل هذه السنين وضدا مما ينص عليه الدستور والعقد الشرعي بين الناخب وممثله.

اجتماع المجلس يضاف للأعمال العبثية والأخطاء الفادحة التي ارتكبت كما ويندرج في إطار الحسابات الصغيرة, والمؤكد انه لن يفيد الشرعية في شيء ولا مايتطلع  الناس لتحقيقه , وبالعكس من ذلك سوف يصب مزيد من الزيت على نار الحرب ,كما أنها خطوة قد تخدم سلطة الأمر الواقع التي تسيطر على محافظات ومدن يسكنها غالبية الكتلة الناخبة.

المثير للاهتمام أن من ملوء الأرض ضجيجا بالحديث عن مخرجات الحوار والإقلمة هم الداعين لإحياء هيئة "ميتة" ينتمي غالبية أعضاؤها لقوى سياسية سبق لها أن أعلنت رفضها لمخرجات الحوار ومشروع الأقاليم والفيدرالية...فماذا نصدق!!؟

دلالات الزمان ورمزية المكان تشيران بوضوح إلى أن الدعوة لاجتماع المجلس "السابق" في مدينة سيئون وبعد أسابيع من اجتماع الجمعية الوطنية الجنوبية في المكلا هي رسالة عدائية واستفزازية للجنوب ,ومحاولة خسيسة لتأجيل التباينات بين القوى الجنوبية وصولا الى اصطدامها ببعضها , وبما يعطي للقوى الشمالية المتربصة بالجميع والمستهدفه للجنوب المبررات لإطلاق عمليات الحرب الثالثة على الجنوب وتحت شعار حماية الشرعية. 

اثق تمامآ أن الجنوب قد تجاوز هذا الخطر ومرحلة المراهقة وان كل القيادات والقوى والمؤسسات تدرك حقيقة ما تخطط له القوى الشمالية , وتقدر عظمة المسؤلية التي تتحملها, وان المعنيين يدركون أن نتائج المجلس ستعمق الاختلال القائم فى إطار الشرعية بتمكين الأطراف والقوى الشمالية من أحكام سيطرتها على مؤسسات الشرعية وأدائها وتهميش كامل للجنوبيين وإنهاء  اي تأثير لهم.

لوجه الله لا أحد يراهن أو يخدع نفسه بما سيخرج به الاجتماع إن عقد,فالقاعدة القانونية تقول ما بني على باطل فهو باطل, أما إذا استخدم كغطاء لتمرير مشاريع ما... فلكل حادث حديث. . وحذار من وقت قد يقال فيه للبعض  (أن القانون لا يحمي المغفلين).


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى