ماذا لو أجرى الحوثيون انتخابات؟

> أحمد عمر حسين

>
ما من شك بأن الحوثيين قد قاموا بمغامرة الاستيلاء على صنعاء، وساعدهم في ذلك الرئيس السابق علي عبدالله صالح. تلك المغامرة جلبت تدخلا إقليميا لم يكن بحسبان قطبي المغامرة (صالح والحوثي). الحرب اليوم أصبحت عملا استثماريا لدى الأطراف جميعا، وبالتالي تركت دمارا نفسيا واقتصاديا ودمرت البنية التحتية الخدماتية، ناهيك عن ما خلفته من قتلى وجرحى ومعاقين.

الانقلاب مدان، ولكن كذلك هناك انقلابات عن طريق الاحتيال والقفز على لوائح وأنظمة مؤتمر الحوار، وهذه نفذتها أحزاب كبرى كالمؤتمر والإصلاح، مستندة إلى قانون القوة والنفوذ الذي تمتلكه، وكان ذلك تحايلا على القضية الجنوبية، وكان الاستنساخ للمكونات طريقا آخر للانقلابات، وهو علامة تجارية ابتدعها عفاش.

الحوثيون لديهم قوة جاهزة من قبل حروب صعدة الستة، أما الحراك السلمي فكان بدون أنياب وأظفار حينها أي قبل 21/9/2014م.
ولأنه قد تم التجاوز والتحايل باستخدام القوة ولم ينته مؤتمر الحوار وفقا واللوائح فقد وجد الحوثيون وبإيعاز من عفاش فرصة ثمينة لاقتناص الفرصة السانحة، وجرت بعد تلك القفزة حوادث كثيرة.

الشرعية الانتخابية معروف عنها أنها بواسطة صندوق الانتخابات، ولكن من انتخب الرئيس هادي هم شعب الشمال، وهم للأسف من ساند مسيرات الجرعة وإسقاط الحكومة، وبالتالي السيطرة على السلطة كاملة. وهم أيضا من خرج بالمليونيات تضامن مع الحوثيين، وهم من يمدونه بالرجال والمال.

تشارك صالح الخفي هو ما منعه من القيام بإجراء انتخابات، لأن الحوثيين هم المتصدر للحرب علنيا، فأجل ذلك حتى تأتيه الفرصة، ولكن شاءت الأقدار أن يختنق بالغصة. اليوم مع تضخم الملف الإنساني والذي يضغط به الحوثيون ومعهم المنظمات الدولية، ومع تحول الحرب لمشروع استثماري، فهل إذا أعلن الحوثيون انتخابات في الجزء الذي يسيطرون عليه وهو غالبية الناخبين وغالبية الدوائر الانتخابية، هذا إذا أعلن الحوثيون ذلك، هل ستسقط الشرعية التي تتمسك بها «الشرعية» التي رغم أن الأمم المتحدة ومنظماتها تتعامل معهم كسلطة الأمر الواقع إلا أنها في خطر ما لم يعاد بناؤها بناءً سليما وعادلا يقبل بشركاء الحرب وإن اختلفوا معها في الأهداف.. لننتظر الأيام القادمة بماذا ستفاجئنا؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى