> تقرير/ خاص
يُعاني أبناء مديرية القبيطة شمال محافظة لحج من الافتقار لكثير من الخدمات الأساسية نتيجة للطبيعة الجبلية للمديرية، وتتجلى بوضوح في مجالات الطرق، والصحة، والمياه وغيرها.

█ شق طريق بجهود أهلية
مؤخراً شهدت بعض مناطق المديرية بدء تنفيذ مشروع في مجال الطرق كمبادرة أهلية من قِبل بعض السكان؛ بهدف إيصاله إلى المناطق التي ما تزال محرومة منها؛ للتخفيف عن معاناة ساكنوها خصوصاً أثناء إسعاف مرضاهم.

█ ارتفاع تكلفة نقل المرضى
ويعاني أبناء الكثير من المناطق في هذه المديرية ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية خصوصاً من لم تصلهم الطرق بعد، حيث يجبرون على حمل مرضاهم من ذوي الحالات الحرجة كالكسور أو الولادة على البطانيات لمسافات كبيرة إلى حيث القرى المجاورة، والتي تتوفر فيها وسائل مواصلات، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى وأهاليهم على حدٍ سواء.
وكانت المنطقة قد شهدت خلال العام الماضي إنجاز مشروع مياه من قِبل الهلال الأحمر الإماراتي، والذي خفف كثيراً على الأهالي بعد أن كانوا يضطرون إلى شراء دبة الماء الواحدة سعة 20 لتراً بـ 300 ريال، فيما تجبر الكثير من النساء على نقله لمسافة تزيد عن 2 كيلو صعودًا نتيجة لشحة المياه التي ضربت المديرية خلال السنين الماضية.
وتمثل أزمة المياه في الكثير من مناطق وقرى المديرية مشكلة أساسية، نتيجة لاعتمادهم على مياه الأمطار فقط، كما تُعد الطرقات معضلة أخرى تواجههم بشكل يومي، لاسيما في أوقات نقل المرضى وإيصال مستلزمات الحياة المعيشية كالمواد الغذائية والاستهلاكية وكذا مواد البناء وغيرها.
وفي الوقت الذي تصل فيه أجرة نقلها إلى مبالغ كبيرة لبعض المناطق الجبلية، يضطر أبناء قرى أخرى على حملها لمسافات طويلة؛ لعدم وجود طرق في مناطقهم، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين والذين يعتمد السواد الأعظم منهم على الأعمال الخاصة أو تربية المواشي كمصدر وحيد للرزق.

مؤخراً شهدت بعض مناطق المديرية بدء تنفيذ مشروع في مجال الطرق كمبادرة أهلية من قِبل بعض السكان؛ بهدف إيصاله إلى المناطق التي ما تزال محرومة منها؛ للتخفيف عن معاناة ساكنوها خصوصاً أثناء إسعاف مرضاهم.
وثمّن مواطنون في أحاديث لـ “الأيام” الدور الذي يبذله بعض أبناء ومشايخ المنطقة في هذا المجال، واصفيها بالخطوة الجبارة والتي طال ما حلموا بتحقيقها، ومتمنين إيصالها أيضاً إلى قريتي الجبح، ونجد الأقباع.
وقال المواطن حمود عبده قحطان، وهو أحد أبناء المنطقة: “إن هذا المشروع، والذي بدأ تنفيذه على أرض الواقع بتاريخ 18 من الشهر الماضي، يتم بجهود أهلية لاسيما من قِبل مدير مشروع المياه في المنطقة، فؤاد سيف مدهش وأخوه عبدالوهاب، واللذين كان لهما الدور الأبرز في إنجاحه، وذلك بسماح الأخير بهدم غرفة من بيته وخزان مياه وتحويل مساحتها كطريق ليتمكن أهالي قرية “المحرقة” من إيصال المشروع لمنطقتهم”.
ولفت قحطان في حديثه لـ “الأيام” إلى أن للشيخين القبليين أنيس عبدالقوي، وسمير عبدالحميد، أيضاً إسهامات وبصمات في إنجاح المشروع الأهلي والذي من شأنه أن يساعد السكان من نقل مرضاهم وموادهم الغذائية والاستهلاكية وكذا مواد البناء كالحديد والأسمنت وغيرها بوسائل المواصلات (سيارات وموتورات).

ويعاني أبناء الكثير من المناطق في هذه المديرية ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية خصوصاً من لم تصلهم الطرق بعد، حيث يجبرون على حمل مرضاهم من ذوي الحالات الحرجة كالكسور أو الولادة على البطانيات لمسافات كبيرة إلى حيث القرى المجاورة، والتي تتوفر فيها وسائل مواصلات، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى وأهاليهم على حدٍ سواء.
وأفاد مواطنون “الأيام” بأن تكلفة إسعاف مرضاهم إلى مستوصف الربوع كأقرب مستوصف حكومي يكلفهم أضعاف قيمة العلاج في كثير من الأحيان؛ بسبب وعورة الطريق ذات التضاريس الجبلية.