ترويج لسلام زائف مع الحوثيين يضاعف مخاطر الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار

> بدّد الحوثيون المدعومون من إيران التفاؤل الذي أبدته مصادر في الأمم المتحدة بشأن التزام الأطراف اليمنية بالموافقة على إعادة الانتشار في ميناء الحديدة، بسياسة المراوغة التي يلجؤون إليها لكسب الوقت؛ إذ لم تبد الجماعة أي تجاوب حيال اتفاق ستوكهولم بخصوص محافظة الحديدة بل كانت المماطلة وعدم الالتزام بتعهدات الاتفاق السمة الأبرز للجماعة منذ بداية مفاوضات السويد.
وقال مسؤول عسكري يمني أمس «إن جماعة الحوثي تتعمد إفشال اتفاق ستوكهولم بخصوص محافظة الحديدة الإستراتيجية».

وأضاف مأمون المجهمي، الناطق باسم ألوية العمالقة المتمركزة في الساحل الغربي، إن «الحوثيين واصلوا ارتكاب المزيد من خروقات الهدنة بقصف مدفعي مستمر في عدة محاور بمحافظة الحديدة».
واتهم المجهمي جماعة الحوثي بتعمد إفشال اتفاق ستوكهولم، مشيرا إلى أنه لا يوجد مطلقا أي بوادر أو نوايا حوثية للالتزام بالهدنة، وتنفيذ الاتفاق الخاص بالحديدة.

ولفت إلى أن الحوثيين قصفوا خلال الساعات الماضية بالقذائف المدفعية، مواقع في مديريتي التحيتا وحيس جنوبي الحديدة، موضحا أن القصف الحوثي أصبح شبه يومي في هاتين المديريتين.
كما أكد أن «مليشيا الحوثي صعدت مؤخرا من خروقاتها للهدنة في الحديدة بمهاجمة مواقع الجيش في الوقت الذي يتم التصدي لها».

وقال المجهمي إنه تم رصد تعزيزات عسكرية للحوثيين وصلت إلى بعض المحاور في جبهة الساحل الغربي، مشيرا إلى أن الهدنة في الحديدة أدت إلى مقتل وجرح العديد من المدنيين بخروقات حوثية.
يذكر أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قد اتفقت مع الحوثيين خلال مشاورات في العاصمة السويدية ستوكهولم على حل الوضع في الحديدة وتبادل قرابة 16 ألف أسير ومعتقل من الجانبين.

وعلى الرغم من طول فترة الاتفاق، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي تقدم على الأرض وسط اتهامات متبادلة بشأن عرقلة التنفيذ.
وما يزال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس منذ ذلك الحين يحاول الإبقاء على جذوة الأمل بتنفيذ الاتفاق بالإعلان بين الحين والآخر عن تقدّم باتجاه التنفيذ دون أن يُلمس أي أثر لذلك على الأرض.

ويعني عدم التقدّم في تنفيذ الاتفاق انسداد آفاق الحلّ السلمي في اليمن، وتواصل معاناة اليمنيين من الحرب وتبعاتها الثقيلة على الأوضاع الإنسانية في البلد.
وتحاول الأمم المتحدة إنقاذ اتفاق الهدنة، ووصلت تلك العملية إلى طريق مسدود بسبب الخلاف على الجهة التي ستتسلم السيطرة على الحديدة المطلة على البحر الأحمر عبر مينائها الذي تدخل منه أغلب الواردات الغذائية للشعب اليمني البالغ عدده نحو 30 مليون نسمة.

إلى ذلك حذر مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي من الترويج لسلام زائف مع ميليشيات الحوثيين الانقلابية، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يفهمون سوى لغة الحرب، والحديث عن السلام محاولة للحصول على وضع أفضل في التفاوض.
وقال مستشار الرئيس اليمني في تصريحات صحفية: «الحوثيون سيتعنتون في مواقفهم حتى اللحظات الأخيرة من هزيمتهم الوشيكة».

واتهم عبدالملك المخلافي الانقلابيين بعدم السعي لتحقيق السلام والأمن في اليمن «خدمة لمصالح أسيادهم، ولا يوجد في الطرف الحوثي يد تقابل اليد الممدودة للسلام من جانب الشرعية».
رئيس البرلمان اليمنى سلطان البركانى قال إن عدم تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة يضع مصداقية المجتمع الدولى على المحك، مؤكدا أن «ميليشيات الحوثى لا تحترم أى اتفاقات».

وأضاف البركاني، فى تصريحات أوردتها قناة «العربية الإخبارية» أمس الأول، أن تعثر الاتفاق يشكل انتكاسة لعملية السلام التى تقودها الأمم المتحدة.
وشدد على حرص مجلس النواب على تحقيق السلام ‏واستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، وأن يعود اليمن عامل استقرار فى المنطقة كدولة تمارس الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الشعب اليمنى أصبح يعانى ظروفا قاسية، والمأساة الإنسانية تتفاقم بسبب عدم خضوع الميليشيات الحوثية إلى السلام.
وبعد النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها المقاومة والجيش بدعم من التحالف العربي تسعى الحكومة اليمنية لتضييق الخناق على المتمردين، وذلك بالعمل على قوانين تصنفهم جماعة إرهابية.

وقرر البرلمان اليمني، الثلاثاء الماضي، إحالة مشروع قانون لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية إلى لجنة خاصة لدراسته قبل عرضه مرة ثانية على المجلس.
وكان البرلمان عقد، السبت الماضي، جلسة استثنائية لأول مرة في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت منذ 4 سنوات بدعوة من الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأكد البرلمان في البيان الختامي أن كل القرارات التي أصدرها الانقلابيون في مناطق سيطرتهم لن يتجاوب معها الشعب، داعيا اليمنيين إلى التضامن لمواجهة جرائم الانقلابيين ووحشيتهم.
وأكد البيان على ضرورة مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتخليص اليمن منها، إضافة إلى اعتماد المرجعيات الثلاث كأساس وحيد للحل السياسي.. في إشارة إلى المبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرار 2216، مثمنا جهود التحالف بقيادة السعودية في تجاوبها مع دعوة الرئيس اليمني لعقد الاجتماع الاستثنائي للبرلمان، ودعم الشرعية السياسية في مواجهة الانقلابيين.

وندد البرلمان بممارسات المليشيات الانقلابية في تكريس الطائفية والتغيير الفكري والمذهبي في اليمن طيلة سنوات من حكم الحوثيين الممولين من طهران.
وأبلغ المبعوث الأممي الخاص إلي اليمن مارتن جريفيثس مجلس الأمن، أمس الإثنين، موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين على الخطة المفصلة لإعادة الانتشار في محافظة الحديدة بمرحلته الأولى.

ويأتي إعلان جريفيثس بعد جولات أجراها في الفترة الأخيرة التقى خلالها طرفي الأزمة واصطدم مرارا باشتراطات حوثية دفعت بقوة اتفاق السويد الذي تم التوصل له في نهاية العام الماضي إلى حافة الانهيار.
وسبق للمتمردين أن نقضوا تعهداتهم المتعلقة بسحب مسلحيهم من المدينة الساحلية والانسحاب من موانئها.

ويواصل الحوثيون جرائمهم بحق الشعب اليمني وممثلي الشرعية حيث عمدت جماعة الحوثي على اقتحام منزل الشيخ سلطان البركاني رئيس البرلمان اليمني في صنعاء يناير الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى