> "الأيام" غرفة الأخبار:

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن بشكل مفاجئ وقف الحملة العسكرية الأميركية ضد الحوثيين، بعد 30 يومًا فقط من بدئها، رغم غياب نتائج حاسمة أو نجاح واضح في تحقيق أهداف العملية.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس ترامب، الذي وافق على شن الحملة لاستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، طالب منذ البداية بنتائج ملموسة خلال شهر فقط من الضربات، وأبدى مخاوفه من التورط في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة أن الحملة، التي شملت أكثر من 1100 ضربة جوية، كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار خلال الشهر الأول فقط، دون أن تنجح في تحقيق التفوق الجوي على الحوثيين أو وقف هجماتهم على السفن. وأسقط الحوثيون خلال تلك الفترة سبع طائرات أميركية بدون طيار من طراز MQ-9 ريبر، كما أصيبت طائرات مقاتلة أميركية، بينها إف-16 وإف-35، بنيران دفاعاتهم الجوية.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن اثنتين من مقاتلات إف/إيه-18 سوبر هورنت، تقدر قيمتهما بـ67 مليون دولار، سقطتا من حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" في حادثين منفصلين، أحدهما خلال مناورة لتفادي نيران الحوثيين.

وذكرت الصحيفة أن ترامب أبدى انزعاجه من مسار الحملة، وتلقى في أوائل مايو مقترحاً عبر القناة العمانية يقضي بوقف الضربات الأميركية مقابل التزام الحوثيين بعدم استهداف السفن الأميركية، دون التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الشحن الدولي.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي بدا وكأنه يعبّر عن إعجاب بصلابة الحوثيين خلال إعلانه وقف الهجمات، وقال: "لقد ضربناهم بقوة، وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمل العقاب... يمكنك القول إن هناك قدراً كبيراً من الشجاعة هناك". وأضاف: "لقد أعطونا كلمتهم، ونحن نحترم ذلك".

لكن الهجمات لم تتوقف، بحسب الصحيفة، إذ أطلق الحوثيون بعد ذلك صاروخاً باليستياً على إسرائيل، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب. وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من اعتراضه.

وأكدت "نيويورك تايمز" أن فشل الحملة لم يكن مفاجئاً لبعض المسؤولين العسكريين الذين أبدوا منذ البداية تحفظاتهم. فقد اقترح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد، تقليص الجهد العسكري ضد الحوثيين خشية استنزاف الموارد اللازمة لمواجهة تهديدات محتملة في المحيط الهادئ، خصوصاً من الصين.

وأفادت الصحيفة أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أطلق على الحملة اسم "عملية الفارس الخشن"، وكان من المقرر أن تمتد لثمانية إلى عشرة أشهر لتدمير أنظمة الدفاع الجوي للحوثيين وتنفيذ عمليات اغتيال لقادتهم، غير أن البيت الأبيض قيد المدة إلى 30 يوماً فقط.

وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين دعموا الحملة وقدّموا قائمة بـ12 قائداً حوثياً مستهدفين، لكن الإماراتيين أبدوا شكوكاً، استناداً إلى صمود الحوثيين الطويل في وجه حملات سابقة.

وبينت الصحيفة أن الحملة تسببت بإصابة طيارين وجندي من طاقم الطيران، فيما اضطرت "هاري ترومان" إلى مناورات حادة لتفادي الصواريخ، الأمر الذي أدى إلى سقوط طائرات إضافية في البحر الأحمر. كما أصابت إحدى الضربات منشأة للمهاجرين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بحسب ما أفادت جماعة الحوثي ومنظمات إغاثية.

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أكدوا أن البيت الأبيض بدأ يطالب بمقاييس واضحة للنجاح، بينما لم تتمكن القيادة المركزية الأميركية سوى من تقديم بيانات حول عدد الذخائر المستخدمة. وقدّر مسؤولو الاستخبارات أن هناك "بعض التدهور" في قدرات الحوثيين، لكنهم شددوا على أن الجماعة تستطيع إعادة تشكيل نفسها بسرعة.

وذكرت الصحيفة أن نقاشات عديدة دارت داخل مجلس الأمن القومي الأميركي حول الخيارات المقبلة، تضمنت مقترحاً بتمديد الحملة شهراً إضافياً، أو الاكتفاء بمناورات بحرية لإثبات حرية الملاحة في البحر الأحمر، على أن يُعلن النصر إذا توقفت الهجمات الحوثية. لكن التوافق لم يتحقق، فيما كان ترامب قد اتخذ قراره مسبقاً.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن نائب الرئيس جيه دي فانس، ومديرة الاستخبارات تولسي جابارد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، إضافة إلى رئيسة طاقم البيت الأبيض سوزي ويلز، أبدوا تحفظهم على إطالة أمد الحملة.

وفي نهاية المطاف، قالت الصحيفة، إن الرئيس ترامب قرر وقف العمليات وإعلان النصر، فيما احتفى الحوثيون بالإعلان وأطلقوا وسم "اليمن يهزم أميركا" على وسائل التواصل الاجتماعي.