صحيفة الأيام: لا يصح إلا الصحيح

> أحمد عبدربه علوي

>
من المعروف أن الصحافة صوت من لا صوت له، وقناة شرعية محترمة، من أهم وظائفها توصيل مطالب وآلام ومشاعر المواطن البسيط لأسماع المسؤولين، وعن طريقها يتم حل الكثير من المشاكل المستعصية، ولكن يبدو أن هذا الكلام لا يعجب البعض من المتنفذين الكبار (من العيار الثقيل)، والبعض من الناس ممن لا يريدون أن تتعدى فضائحهم وممارستهم الخاطئة كالفساد والمحسوبية والمناطقية، لأبعد من حدود جدران مكاتبهم المكيفة، فبمجرد نشر أي شكوى مهما كانت بساطتها ضد هذا المسؤول، سواء كانت طلب مستحقات متأخرة أو الحصول على علاوة مستحقة، أو رصف طريق، أو شراء أرضية، أو توفير وسيلة مواصلات، تقوم الدنيا ولا تقعد، فيشحذ المسؤول كل همته لتكذيب المواطن والبحث عن أسرع وسيلة للتنكيل به، إما بنقله إلى مرفق آخر بعيد المسافة، أو الخصم من راتبه أو حرمانه من علاوته ومستحقاته، وكأن الشكوى جريمة يعاقب عليها القانون وليست أبسط الحقوق في التعبير عن المشاكل، ومحاولة لتسوية أوضاع مقلوبة، أو كأننا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف دون أن يستطيع الجهر بآلامه. الأمثلة كثيرة والمفاهيم المغلوطة سائدة، والخوف دائماً هو سيد المعركة..

إنني أتساءل: ماذا لو تفرّغ كل مسؤول في مكانه لحل مشاكل موظفيه، بدلاً من تضييع الوقت والجهد فيما لا طائل من ورائه ومحاولات مستميتة لتكميم أفواه المظلومين ومنعهم من قول (الآي) أو (أح)؟!.  
نقول بهذا الكلام، سالف الذكر، من خلال صحيفة “الأيام”، لأننا نعتبرها هي سفيرة بلادنا الإعلامية في الداخل والخارج ونبراسها الساطع، فهناك أيضاً تلك السيدة التي دائماً بيتها مفتوح مثل (دار الضيافة الحكومي)، فهي تقدم أشهى اللقاءات والندوات السياسية وألذ الأمسيات الرمضانية الثقافية اليمنية الجميلة، وأعذب مناقشة للشؤون الاقتصادية وغيرها..

ولا يخالجنا الشك أن صحيفة “الأيام” استطاعت، وخلال مسيرتها التي امتدت لأكثر من ستة عقود تقريباً، أن تصبح الصحيفة اليمنية الجنوبية الأولى وعن جدارة، فقد جمعت حرية القلم وحصانة الفكر ومصداقية الخبر، والتقت على صفحاتها الأطياف والمشارب وبقيت متميزة ورائدة في مسيرتها اليمنية والعربية الظافرة. وأتاحت للجميع حق التعبير في زوايا دافئة وصفحات مضيئة وأبواب ثابتة، وشيء جيد أن صحيفة الأيام ظلت رافعة للرأس بالرغم من المتابعات ضدها والمضايقات والعراقيل والمصاعب وتوقيفها أكثر من مرة من قِبل الأنظمة الحاكمة السابقة الجائزة إلا (أن الحق لأهل الحق)، وكل باطل يزول.. كما نرى اليوم القادة العرب وهم في زوال متواصل، منهم من سحل، ومنهم من سجن، ومنهم فقد وضاع قبره، ومنهم من هرب، ومنهم من نكلوا بجثته (ويا قافله عاد مراحل طوال).

فإنني أود أن أقول بذلك بكل صراحة ووضوح، وحتى نكون على بينة بطبيعة وحقيقة الأشياء، بعيداً عن الغمز واللمز والطنطنة الجوفاء والادعاءات غير الصحيحة، وحملة الهجوم التي يشنها البعض في بعض الصحف على الصحف الأخرى وهم زملاء مهنة واحدة، تحت وهمٍ كاذب بأن ذلك يمكن أن يجلب الأحقاد والمشاكل، وحال الكثير منا لم يعد يستحمل ذلك لأن ما يعانيه كل واحد هذه الأيام من ظروف مادية خانقة من فقر وقهر وباطل كافٍ إلى أبعد الحدود، أو يجعل البعض يخالف الحقيقة، أو يسكت عن الحق. بل والأدهى من ذلك والأكثر مرارة أنهم يتصورون أن تلك هي البطولة، وأن تلك هي الشجاعة. وانطلاقاً من ذلك نقول بوضوح: إن على الصحفي أن يتحلى بالمواصفات التالية:

إن نجاح الصحفي مشروط بأمانة الكلمة وشرف المهنة واحترام القلم، أما صحافة الخبطات واقتناص الفرص وإثارة الخلافات والنعرات المناطقية والقبلية والادعاءات فإنها إساءة لكل القيم والمبادئ التي يحملها الصحفي أينما كان وحيثما حل، ومع أي شخص التقي، وفي أي مناسبة وجد.
الصحيفة اليومية كحالة (صحيفة “الأيام” الغراء) هي مرآة الوطن والمجتمع بآماله وقضاياه وهمومه، وكما هي زاد متجدد للثقافة اليومية، فهي مصدر للمعلومة والترفيه، لهذا تخيلوا حياتنا بدون صحف! بدون شك سيكون أمراً مزعجاً، فقد ارتبط فنجان القهوة أو الشاي في الصباح بعلاقة حميمة مع الصحيفة، وأصبح هذا التلازم عادة تحمل الكثير من المنعة، قراءة الصحيفة لم تعد ترفاً بل هي وسيلة ضرورية لإحداث التنمية الحقيقة، وللقضاء على الأمية تجاه قضايا الوطن، وإحداث نقلة في الاعتياد على قراءة الصحيفة اليومية كصحيفة “الأيام” التي تتداولها الجماهير صباح كل يوم أصبحت لدى الناس مسؤولية عن الهوى من أجل مستقبل واعد بإذن الله، وتأكدوا أنه (لا يصح إلا الصحيح)، وهذا ما تتبناه صحيفة “الأيام” ورئيس تحريرها الأستاذ القدير تمام باشراحيل وكوادر الصحيفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى