محاكمة جندي أميركي لارتكابه جرائم حرب في العراق

> لوس انجليس «الأيام» أ ف ب

>  يحاكم قريبا في الولايات المتحدة ضابط صف في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية «نيفي سيلز»، لارتكابه جرائم حرب في العراق، من طعن فتى سجين حتى الموت إلى قتل فتاة ورجل مسن ببندقية عالية الدقة واستهداف مناطق سكنية برشاشات ثقيلة بدون سبب ظاهر.
وما زال الكثير من الأمريكيين ينظرون إلى إدوارد غالاغر (39 عاما) الذي يحمل العديد من الأوسمة، ومعهم شبكة التلفزيون «فوكس نيوز» التي يتابعها المحافظون، على أنه بطل وطني وقد يتحول إلى أحدى قضايا الانتخابات.

وكتب نحو أربعين جمهوريا من أعضاء الكونجرس رسالة طلبوا فيها الإفراج عنه حتى محاكمته، بينما أعلن الرئيس دونالد ترامب في تغريدة الشهر الماضي أنه تدخل لتخفيف شروط اعتقال هذا العسكري المثير للجدل «تقديرا للخدمات التي قدمها لبلادنا».
ويفترض أن تبدأ محاكمة غالاغر الذي كان من عناصر القوات الخاصة لتابعة للبحرية الأمريكية «نيفي سيلز»، في 28 مايو أمام محكمة عسكرية في قاعدة سان دييغو البحرية بولاية كاليفورنيا، حيث يحتجز الجندي الذي أوقف في سبتمبر 2018.

وقد قام رجال تحت إمرته، روعتهم أفعال المسؤول عنهم بالإبلاغ عنه على الرغم من معارضة قيادتهم العليا في هذه القوات الخاصة، كما كشفت وثائق سرية نشرت في نشرة «نيفي تايمز» المتخصصة بالبحرية الحربية الأمريكية وصحيفة «نيويورك تايمز».
ويواجه غالاغر اتهامات بالقتل العمد ومحاولة القتل وعرقلة عمل القضاء.

وتعود الوقائع المرتبطة بقضية غالاغر إلى 2017 وجرت في الموصل في العراق، حيث نشرت حينذاك قوات أمريكية إلى جانب القوات العراقية لاستعادة أحياء في المدينة سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وينفي العسكري الذي يمكن أن يحكم عليه بالسجن أمد الحياة، كل التهم الموجهة إليه.

ورفض محاميه الرد على أسئلة وكالة فرانس برس.

«دعاية إعلامية هبطت من السماء»
كشفت إفادات تليت خلال جلسة تمهيدية للمحاكمة عقدت في نوفمبر، أن بعض عناصر وحدة «ألفا» التي يقودها غالاغر كانوا مصدومين بسلوكه إلى درجة أنهم سرقوا بندقية القنص التي يملكها لجعلها أقل دقة، وأطلقوا عيارات نارية في الهواء ليتيحوا للمدنيين الفرار قبل أن يتمكن قائدهم من إطلاق النار عليهم.
وصرح جو واربينسكي الذي يعمل في «إدارة التحقيقات الجنائية البحرية» في المحكمة إن الجنود «قالوا إنهم أمضوا وقتا أطول في حماية المدنيين مما فعلوا في محاربة الدولة الإسلامية».

وأكد تقرير التحقيق الذي نشرته «نيويورك تايمز» أن قائد «الفا» كان يتفاخر بعدد الأشخاص الذين قتلهم بما في ذلك نساء.
وفي مايو 2017، أسرت القوات العراقية مقاتلا عدوا جريحا يبدو أنه في حوالى الخامسة عشرة من العمر.

وكشفت إفادتي اثنين من عناصر قوات «نيفي سيلز» أنه بينما كان طبيب يوصي بطرق علاج الفتى، اقترب غالاغر من الأسير بدون أن يقول شيئا وقام بطعنه مرات عدة في رقبته وصدره بسكين.
وبعد دقائق، جمع غالاغر والضابط المسؤول عنه اللفتنانت جاكوب بورتييه عناصر القوة الموجودين في المكان لالتقاط صورة بالقرب من جثة الفتى.

ويشير محضر الاتهام إلى أن جنود الوحدة حاولوا مرات عدة إبلاع رؤسائهم في قوة «نيفي سيلز» بهذه الأفعال التي تشكل جرائم حرب، من دون جدوى. وأكد سبعة منهم أنهم تلقوا تهديدات بإجراءات انتقامية إذا كشفوا القضية ونجحوا في رفع القضية إلى مستوى أعلى.
ويلاحق اللفتنانت بورتييه لأنه لم يبلغ بهذه الوقائع وقام بإتلاف أدلة، لكن القضية لا تشمل أي ضابط آخر في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية.

ورأى كريس كزابلاك مدعي البحرية أن «القائد غالاغر قرر التصرف بالوحشية التي يتهمنا بها الإرهابيون». وأضاف مدينا ذلك في جلسة تمهيدية أنه «قدم إلى الدولة الإسلامية دعاية إعلامية هبطت عليها من السماء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى