الحراك: الاستقلال لن يستقيم عوده إلا بوحدة الصف والقبول بالآخر

> عدن «الأيام» خاص

>
قال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي فؤاد راشد إن اشتعال المعارك على بوابات الجنوب يحتم تجسيد الوحدة الوطنية التي عرفها شعب الجنوب في العام 2015، للتخلص من نتوءات ومزالق الخصومات الجنوبية التي يؤججها أكثر من طرف لكسر مشروع التحرير والاستقلال.

وأضاف راشد، في كلمة ألقاها أمس، خلال فعالية نظمها المجلس الأعلى في عدن بمناسبة يوم الأرض: «إن مشروع الاستقلال لن يستقيم عوده ويؤتي ثماره إلا بالوحدة الوطنية الجنوبية والقبول بعضنا بعضاً على خلافاتنا البسيطة والمتواضعة».

نص الكلمة:
«في مثل هذا اليوم من العام 1994م، أعلنت صنعاء من ميدان السبعين، بملء الصوت ورباطة الجأش وعنفوان التحدي وزهو المقتدر، الحرب على الجنوب وتجيش القبائل وتحريك الجيوش.

في مثل هذا اليوم تم عملياً الغدر بالوحدة اليمنية الطوعية وبكل اتفاقاتها والتزاماتها، وكانت تلك الحرب الظالمة على الجنوب مجيشة بالأحزاب والمكونات القبلية والاجتماعية والثقافية اليمنية، ترافقها الفتاوى الدينية.

أجمعوا على الحرب والتوجّه للجنوب، الذي كان يئن تحت وطأة الانقسامات الوطنية الجنوبية، وجراح الماضي التي لم تندمل.
بسطوا على الأرض وأغرقوا الحياة بكل المساوئ، غير أن شعب الجنوب كان يتشكل من المعاناة فولاذاً سينطلق بعد حين، وما كان له أن ينطلق حتى يتجاوز نقطة الضعف التي بها انهارت دولته، وذهبت حطاماً لوحدة غير طبيعية.

كان مشروع التصالح والتسامح الأرض الصلبة التي وطئت عليها أقدام الجنوبيين بثبات، تمهيداً للانطلاق.
وللحقيقة لم يستكن الجنوب للهزيمة وتتهاوى عزائمه كلياً، بل كانت إرهاصات الثورة سريعة عقب الاحتلال مباشرة، ووقائع الانتفاضات والعمليات العسكرية شاهدة على ذلك، غير أن الانطلاقة المؤسسيّة كانت عقب مضامين التصالح والتسامح التي أعلنت في العام 2006م، ومهدت لانطلاق الحراك الجنوبي في 7 يوليو 2007م.

إننا ونحن نستعرض مسيرة الحراك الجنوبي المباركة، نقف إجلالاً للتضحيات الجسيمة، والثبات في المسيرة رغم كل المعوقات.
لقد مهد الحراك الجنوبي المتكئ على مشروع التسامح والتصالح للوحدة الوطنية الجنوبية العظيمة، التي تجلت في أسمى معانيها في حرب 2015م، التي تمكن الجنوبيون فيها من صد الغزو الثاني بدعم عسكري مباشر من دول التحالف العربي، ولازالت المعركة قائمة إلى يومنا هذا.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فها هو تحالف الشر الذي تجمع في 1994م، يتشكل اليوم بألوان جديدة منها ما هو معلن، ومنها ما هو مبطّن.

إن المجلس الأعلى للحراك الثوري، وهو ينظم هذه الفعالية وسط اشتعال المعارك على بوابات الجنوب (الضالع، يافع، مكيراس، المسيمير، الصبيحة)، يدعو بكل إخلاص إلى تجسيد الوحدة الوطنية الجنوبية التي عرفها شعبنا في حرب 2015م، والتخلص فوراً من نتوءات ومزالق الخصومات الجنوبية التي يؤججها أكثر من طرف لكسر مشروع التحرير والاستقلال، الذي لن يستقيم عوده وتؤتي ثماره إلا بالوحدة الوطنية الجنوبية والقبول ببعضنا بعضاً على خلافاتنا البسيطة والمتواضعة.

إن مشروع استعادة دولة الجنوب هدف يصطف اليوم حوله كل الجنوبيين قاطبة، لكن لابد من التأكيد بكل مصداقية، على أن الكثير من العوائق المحلية والإقليمية والدولية تعترضه، وحتى نستطيع مواجهة العوائق الإقليمية والدولية، لابد من إنهاء العائق المحلي الذي بيدنا إنجازه وهو وحدة الصف الجنوبي.

ووحدة الصف الجنوبي أولى خطواتها والاعتراف ببعضنا البعض وعدم الاستقواء على بعضنا البعض.

ومن هنا فإنني أدعو باسم المجلس الأعلى للحراك الثوري إلى حوار وطني جنوبي صادق ومسؤول يقرأ اللحظة التاريخية الفارقة التي نعيشها في ظل عودة الحرب إلى حدودنا وأراضينا وعودة تحالف كل قوى الجمهورية العربية اليمنية لغزونا من جديد.
أيها الأحرار
أيتها الحرائر..
إن الحراك الجنوبي الأصيل الثابت على العهد والوعد سيظل صامداً في وجه كل المؤامرات التي تستهدف حرف مسار القضية الجنوبية وتجتث وجوده وسيقاوم الضغوطات المختلفة ليبقى شامخاً مصوناً لهدف قضية الجنوب الذي حملها على عاتقه منذ انطلاقته في 2007م، وسيواصل مسيرته النضالية حتى استكمال تحرير الجنوب وإعلان دولته المستقلة، وأدعو من هنا من العاصمة عدن، إلى التوجّه لكل جبهات القتال والالتحام بها مع الأحرار الصامدين والذائدين عن حياض الوطن وأتوجّه بالتعازي إلى أسر الشهداء الذين سقطوا في معارك أمس دفاعاً عن الجنوب، ونسأل الله أن ينزلهم منزلة الشهداء الأبرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى