قبور جماعية لمهاجرين أفارقة ماتوا بالكوليرا في لحج "صور"

> تقرير/ هشام عطيري

>
مدير مستشفى ابن خلدون بلحج يناشد المنظمات التدخل للسيطرة على الوباء

ارتفعت حصيلة الوفيات بين أوساط اللاجئين الأفارقة غير الشرعيين بلحج والمصابين بمرض الكوليرا إلى 25 حالة وفاة خلال أقل من ثلاثة أيام، بحسب مسؤولين صحيين، فيما العشرات لازالوا يتلقون العلاج في مركز العزل لمعالجة الإسهالات المائية الحادة بمستشفى ابن خلدون العام بمدينة الحوطة عاصمة المحافظة.


حيث نقلت جثامين 18 جثة من ضحايا الكوليرا، أمس الأول، إلى إحدى مقابر مدينة الحوطة ليتم دفن جثامينهم في مقبرة جماعية وبتعاون العديد من الأهالي بالمدينة، فيما لازال عدد من الجثث لأفارقة في انتظار الدفن.


ولجأت إدارة مستشفى ابن خلدون إلى دفن جثث ضحايا الكوليرا من الأفارقة عقب توجيهات من السلطة المحلية نتيجة امتلاء ثلاجة المستشفى بالعديد من الجثث بعضها لها سنوات عديدة لم يتم اتخاذ إجراءات الدفن رغم مطالبات إدارة المستشفى من قِبل الجهات القضائية المختصة باستكمال الإجراءات القانونية والدفن للجثث الموجودة.


ويشهد مستشفى ابن خلدون موجة تدفق غير عادية من الأفارقة المصابين بالإسهالات تفوق طاقة المستشفى في ظل غياب الدعم الدولي، حيث أعلن مسؤولون صحيون عن توقف المستشفى عن استقبال المصابين ومعالجتهم في أي لحظة بسبب عدم نقل من تم معالجتهم من الأفارقة إلى أماكن تجمعهم من قِبل الجهات الأمنية أو المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الأفارقة، مشيرون إلى أن المستشفى يوجد به حالياً ما يقارب 500 أفريقي تم معالجة بعضهم من الإسهالات المائية الحادة.


وقال مسؤول في الصحة بلحج: “إن الوضع كارثي والأعداد تتزايد كل يوم في ظل عدم تقديم أي دعم من قِبل المنظمات الدولية والوزارة للمستشفى لمعالجة الأفارقة المصابين بالإسهالات المائية”.


وأشار المصدر إلى أن قيادة الصحة بالمحافظة وجهت نداء ومناشدة لرئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء والمنظمات الدولية لتقديم الدعم.


مدير عام مستشفى ابن خلدون، محسن حسن محمد، قال: “إن المستشفى يستقبل هذه الأيام المئات من الأفارقة المصابين بالإسهالات المائية الحادة والذين كانوا محتجزين في بعض أماكن الحجز”.. مشيراً إلى أن المستشفى لأول مرة يستقبل هذا الحجم والأعداد الهائلة من المصابين رغم أن قسم العزل قدرته الاستيعابية 40 حالة فقط.


وأوضح د. مرشد أن “إمكانيات المستشفى وطاقمه لا يكفي لمعالجة هؤلاء المصابين”، كاشفا عن وفاة 25 حالة تم دفن 18 جثة منها فيما لازالت بقية الجثث في إطار التجهيز لعملية الدفن.  وناشد مدير المستشفى الجهات الرسمية والدولية بالإسراع بعمل اللازم للحد من هذه الكارثة وانتشار الوباء في المستشفى، كاشفا أن هؤلاء الأفارقة المهاجرين بعد أن تم معالجتهم لازالوا في المستشفى ويتم تقديم الطعام لهم بحسب الإمكانيات وبمساعدة فاعلي الخير.


وطالب د. مرشد المنظمات الدولية بمساعدة المستشفى وتوفير طواقم طبية ومستلزمات خشية انتشار هذا الوباء في المستشفى كونه لا يتحمل هذا العدد، فيما التوافد مستمر ويصل في اليوم ما بين 50 - 60 حالة يوميا، والإسراع في حل المشكلة.


وعبر عن خشيته من إصابة الكادر الطبي الذي كاد أن يصبح عاجزاً عن مواجهة الحالات الكثيرة الوافدة للمستشفى وفقدان السيطرة على المرض وانتشاره بصورة وبائية وخطيرة على المجتمع، مطالباً بحل المشكلة جذرياً والتخلص من الكارثة الوبائية.


أحد المهاجرين الأفارقة قال إنهم يطالبون بالعودة إلى بلادهم بعد أن أتوا لليمن بغرض الذهاب إلى السعودية لطلب الرزق، مشيراً إلى أنهم يعانون من الجوع.



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى