تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز «غير واقعية»

> «الأيام» عن المصري اليوم

> هددت إيران لأكثر من مرة خلال الأيام الماضية بغلق مضيق هرمز، وذلك كردة فعل من جانبها على القرار الأمريكي بإنهاء الإعفاءات التي كانت منحتها لـ 8 دول لمواصلة شراء النفط الإيراني، بهدف تصفير صادرات إيران من البترول، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ، الخميس الماضي.
ومضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي، فاصلًا ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، ويمر عبر المضيق حوالي 20 % من النفط العالمي (حوالي 35 % من النفط المتداول عن طريق البحر)، مما يجعله موقعاً إستراتيجياً مهماً للغاية بالنسبة للتجارة الدولية.

وتتحكم في فوهة المضيق دولتا إيران من الشمال الشرقي وسلطنة عمان من الجنوب الغربي، ويبلغ عرض المضيق 39 كيلو، فيما يبلغ عرض الممر الملاحي 10 كيلومترات ويحظى بالعمق الكافي لملاحة ناقلات النفط والسفن العملاقة.
ويمر عبر المضيق معظم صادرات البترول من الدول المصدرة الكبرى للنفط، كـ «السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق»، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كما يمر من المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال.

هل تفعلها طهران؟
يرى محمد حامد، الخبير في العلاقات الدولية، أن إيران دولة عاجزة عن فعل أي شيء فعّال حيال العقوبات الأمريكية، لافتاً إلى أنه «ليس أمامها سوى التحايل وبيع النفط سراً».
وأضاف حامد أن حل إيران هو التفاوض مع إدارة ترامب على شروط ترامب، وتقديم تنازلات حقيقية في الإقليم، خاصة في اليمن، متابعا: «في ظل خذلان المجتمع الدولي لطهران وعدم تعاطف الدول الكبرى بشكل واضح مع إيران، يبدو أن النظام الإيراني لم يجد سوى التنديد، والحرب الكلامية مع الولايات المتحدة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز».

من جانبه، يرى العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية، أن تهديد إيران بغلق مضيق هرمز أمر غير واقعي، مشيراً إلى أن ذلك يضر بالاقتصاد الإيراني، كما سيفقد إيران داعميها كروسيا والصين والدول المحايدة كالاتحاد الأوروبي، نظراً لعواقب تلك الخطوة على الاقتصاد العالمي.
وأضاف راغب: «إنه عملياً يستحيل على إيران غلق المضيق»، مشيراً إلى أنها لا تتحكم فيه بمفردها، لافتاً إلى أن الممر الملاحي في المضيق يقع بالقرب من الساحل العماني وليس الشطر الإيراني، علاوة على ذلك فإن البحرية الإيرانية لا تملك القوات الكافية للتحكم في المضيق، وتعتمد على ما يعرف بـ «أسلحة الحروب غير المتماثلة»، مثل قوارب سريعة، صواريخ محمولة، وهي أسلحة أشبه بأسلحة حروب العصابات، لكن بالتأكيد لا تضاهي البحرية الأمريكية.

وتابع قائلاً: «إنه ليس بوسع إيران فعل شيء سوى تلغيم المضيق، وضع ألغام بحرية به، مما سيجعلها في عداء مع العالم، نظراً لأن الألغام لن تفرق بين العدو والصديق».
ويرى رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية أن في حال إقدام إيران على إغلاق المضيق، ستواجه برد حازم من قِبل الولايات المتحدة، نظراً لوجود قوات أمريكية قريبة من تلك المنطقة.

وتابع: «في حال حدوث صدام بين الطرفين ستكون بمثابة شرارة لإشعال حرب إقليمية في المنطقة، قد تمتد إلى خارج الشرق الأوسط»، لكنه توقع أن تحدث مواجهات بحرية بين الولايات المتحدة والقوات الإيرانية عند قيام الأخيرة بتهريب النفط، لكن لن تمتد لتصل إلى حرب شاملة، لأن ذلك لا يصب في مصلحة الطرفين.
أما الباحث في الشأن الإيراني، علي عاطف، فيقول: «من خلال قراءة الواقع، لا يمكن عملياً لإيران أن تقوم بإغلاق مضيق هرمز، ذلك لأنه ممر مائي عالمي ولا يخص إيران وحدها، بل إن جميع دول العالم تستفيد منه اقتصادياً، حيث يمر عبره حوالي ثلث إمدادات النفط العالمية. وهو محمي بنص المادة (38) من الاتفاقية الدولية لقانون البحار المعتمدة في عام 1982.

وأضاف عاطف: «إن النظام الإيراني سيواجه عقاباً دولياً حاداً من الممكن أن ينتهي بإزالة النظام نفسه، حال أقدم على إغلاق المضيق، ولذا يعلم النظام الإيراني نفسه أن حديثه حول إغلاق هرمز هو مجرد تهديدات لا يمكن أن تتحول إلى واقع عملي».
أما حول رد فعل إيران المتوقع بعد رفع الولايات المتحدة للاستثناءات، فيقول الباحث في الشأن الإيراني: «يمكن القول إن إيران ستحاول تهريب نفطها بأي طريقة ممكنة، ويمكنها أن تستغل الحدود مع الدول المجاورة. ومن ناحية أخرى، فبعد كل هذه التطورات، من الممكن أن تعمل إيران على إشعال صراعات في الشرق الأوسط، حيث إنها تعتقد أن ذلك سيوفر لها مناخاً أكبر للتفاوض».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى