رضية شمشير الصحفية الأولى

>
عبد الباري طاهر
عبد الباري طاهر
رضية شمشير صحفية رائدة في الجزيرة والخليج. بدأ نشاطها الصحفي والسياسي مع بداية جبهة التحرير. تذكر الناشطة الرائدة أن وعيها السياسي ارتبط بالثورة القومية في مصر، وتحديداً مع العدوان الثلاثي، وتأميم قناة السويس 56. تعتبر رضية شمشير من أوائل الصحفيات اللائي ارتبطن بالحركة الوطنية والكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني. اثنان من إخوانها كانا من عناصر جبهة التحرير، واستشهد أخوها حيدر شمشير في معارك التحرير. دورها الصحفي برز في خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً منتصف الخمسينات.

انتمت باكراً لاتحاد الشعب الديمقراطي، وهي رائدة في العمل الصحفي، وناشطة في المجال الحقوقي. من المؤسسات للحركة النسوية، ارتبط أو تفتق وعيها السياسي والحقوقي مع الإضرابات والمظاهرات العمالية والنقابية والطلابية في عدن. اشتركت رضية في دعم حركة الكفاح المسلح عبر الانخراط في مختلف أشكال وأساليب النضال السلمي، فشاركت في توزيع المنشورات، ونقل المواد الغذائية للمقاتلين، وفي الاعتصامات والاحتجاجات المدنية.
تعتبر الناشطة شمشير أول خريجة صحفية في الجزيرة العربية، فقد ربطت بين التحصيل العلمي والاهتمام بالعمل السياسي في جبهة التحرير.

اهتمت بتدوين كفاح المرأة العدنية، مشيرةً إلى نضال المرأة العدنية منذ 45 عند تأسيس «نادي سيدات عدن»، والذي ضم عدداً من البريطانيات في البداية، فجرى الانشقاق، وتشكيل «جمعية المرأة العدنية»، وقد اهتمت الجمعية بتعليم الفتيات وتدريبهن على الخياطة والتطريز، مشيدةً بدور الرائدات في الكفاح الوطني: "رضية إحسان الله، نعمة سلام، نجوى مكاوي، فوزية محمد جعفر، فوزية ذو الفقار، عائدة علي سعيد، زهرة رحمة الله، أنيسة الصايغ" واعدةً بإعداد دراسة عن دور المرأة، وإعطاء كل ذي حق حقه، كما ورد في مقابلة صحفية أجراها معها الصحفي حربي العامري 21 أبريل 2009، مؤكدةً أن الكفاح المسلح لم يكن حكراً على الرجال، فقد شاركت المرأة في هذا الكفاح، فتذكر ليلى الجبلي، ونجوى مكاوي، وعايدة علي سعيد، ورضية إحسان، ونعمة الفلاح، وبشرى خورشيد خان، من الرعيل الأول. وتذكر أن مجلس الشعب الأعلى قبل الوحدة كان يضم إحدى عشر امرأة من مختلف مناطق الجنوب.

تنتقد رضية الصراع الدامي سواء بين التحرير والقومية، أو داخل القومية نفسها، كما تنتقد الروح التي سادت عقب الوحدة، وترسيم اتحاد نساء اليمن، وتنقد بصورة عامة تجربة الحكم في الجنوب، وتغيب النظام والقانون.
عرفت رضية أثناء مؤتمر جمعية الصحفيين في (ج.ي.د)، وكانت هي والعزيز واثق شاذلي ذوا حضور في المؤتمر، ثم تعارفنا أكثر أثناء ترأسها المؤتمر الأول لنقابة الصحفيين اليمنيين التوحيدي عام 1990، وقامت مع زميلتها سلوى صنعاني بصياغة ميثاق الشرف الصحفي المكون من 11 بنداً، والذي لا يزال حتى اليوم أهم ميثاق يحتاج لإحياء النقابة بعد أن مات العمل النقابي والمجتمعي والحزبي في اليمن كلها بسبب الحرب العبثية.

تعرضت الرائدة المكافحة لامتحان قاسٍ وأليم. ففي انتخابات العام 2002 نافسها عضو قيادي في حزبها، وحصدت أصواتاً كثيرة تكفل لها النجاح، لولا خذلان حزبها الاشتراكي، فقد نافست كمستقلة.
الخذلان الثالث كان في اعتراض قيادة حزبها مرة ثانية عندما ترشحت في صنعاء في مواجهة أحمد علي عبد الله صالح كممثلة للحزب. انتخبت رضية الفادية مع كوكبة من أبناء الجنوب ككتلة وطنية جنوبية في مؤتمر الحوار، ولكن عبدربه منصور انقلب عليهم وعين بدلاً منهم بعض أتباعه، مما أدى إلى إقصاء الجنوب من مؤتمر الحوار 2011.

ريادة المرأة الصحفية والمثقفة وأعمالها واسعة وطويلة؛ فقد شاركت في لجنة الثقافة والعلوم التي أسست للوحدة اليمنية، وكانت ذات حضور قوي في النشاط النسوي يمنياً وعربياً. حضرت العديد من الندوات والمؤتمرات، وكرمت من جهات عديدة، منها «مؤسسة العفيف» مع زميلتها زهرة رحمة الله.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى