ماذا بقي لنا؟!

> نجيب صديق

> الذي يتفرس ويدقق ويشاهد وجه مدينة عدن سيرعبه ويهاله ما يجري فيها، وهي المدينة التي كانت تحمل من سمات البحر عنفوانه ومن سمات الإنسان بساطته ورقيه.
 ففي عدن اليوم ترتكب كل يوم جريمة تمسخ وجه المدينة وتحولها إلى نسخ مشوهة من بعض المدن الغائبة في التاريخ. تلك ضريبة تدفعها عدن، هكذا يقولون.

إن جريمة اغتيال الطابع المدني لمدينة عدن مستمرة وأبشع ما في هذه الجريمة أن أحداً لم يتصد لها ولم يحاول وقف زحف البلاطجة المجنون والمنتشر في معظم شوارعها وأزقتها.
ومعنى ذلك أننا وفي غضون سنوات قليلة سنسكن بيوتاً غير بيوتنا وسنعيش غرباء في مدينتنا وسنتحول جميعنا إلى كومبارس ضمن ديكور كبير اسمه (مدينة عدن)، إذا لم يخرج من بيننا قائد شجاع يصرخ في وجوهنا:
أوقفوا هذا العبث!

تاريخ المدينة وقد شوهناه.. ووجه مدينة عدن قد طلبناه بالأصباغ ومساحيق البارود.. وفي أعماق بعض منا تحول الإنسان إلى حيوان يلهث وراء كل شيء، وراء الملذة في الامتلاك لكل شيء، وراء المال الحرام والنهب، وراء البسط العشوائي، وراء الإخلال بالأمن وبالنظام والقانون.
وفوق كل ذلك سعينا إلى مسخ الأخلاق التي أسقطت ورق التوت من عوراتنا.

ماذا بقي لنا من بريق الزهو لمدينتنا عدن؟!
نعم.. ما ذا بقي لنا؟! وقد تحولت النخوة إلى مهادنة، والأخلاق إلى عملة قديمة لم يعد يحتفظ بها غير شيوخنا في دواليبهم القديمة الباهتة..
لقد تحول كل شيء فينا إلى نصل يصيب بعضنا البعض في ساحة التيه!!

نعم.. ماذا بقي لنا؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى