أكو عرب في الطيارة!

> نجيب صديق

>
* في مؤتمر السلام الذي انعقد في باريس (1919/ 1920م) أي قبل مائة عام أحضر الفرنسيون مهرجاً من جبل لبنان يدعى “شكري غانم” ليلقي خطاباً في المؤتمر (ما أشبه الليلة بالبارحة!)، يؤكد هذ الغانم فيه على حق فرنسا في استعمار سوريا كلها.. وأن الشعب السوري كله يطالب بالاستعمار الفرنسي على سوريا.

* فمنذ مائة عام والعرب يقعون تحت هيمنة الأطماع الاستعمارية، فقد خرجت الحرب العالمية الثانية وتركيا منكسرة.
* ومنذ ذاك الزمن خلا وجه العالم العربي مستسلماً للغزاة الاستعماريين، لم تكن تركيا أيضاً إلا محتلة لأجزاء كبيرة من الوطن العربي، فما إن سقطت الدولة العثمانية إلا وكشف الذئب الاستعماري عن مخالبه كلها بعد أن كان يخفيها تحت عباءة الإرساليات التبشيرية والمدارس والمستشفيات الخاصة وتحت ما كان يسمى بالدفاع عن حقوق الأقليات المضطهدة. لقد كان مؤتمر باريس للسلام (1919 / 1920) إلا تتويجاً لهذه الأطماع..

* والحال لا يختلف اليوم عن تلك وذاك الزمن.. فلا زال شكري غانم بيننا.. ولا زال مؤتمر باريس يتنقل من بلد غربي إلى بلد غربي آخر.. لكن نفس التسميات لا زالت تتواصل.. والعرب لا زالوا منذ مائة عام يقعون تحت المخطط الغربي لتفتيته.. إن الغرب لازال وباستمرار يخترع لنا (شكري غانم) وذلك لكي يجد لنفسه المبرر الكافي والشرعي لاستعمار أرضنا، ومثل هؤلاء المهرجين كثيرون في تاريخنا العربي، ربما كان أولهم (يهودا) الذي كان من حواريي المسيح ثم خان المسيح.. لكن آخرهم ليس شكري غانم بالتأكيد.. لذلك لا زال هناك (أكو عرب بالطيارة!).

* عرب اليوم جميعهم بالطيارة.. نزل البعض منهم في محطات مختلفة.. البعض منهم كان (شكري غانم) طريقاً ثم العبور عن إشارات منه.. والبعض الآخر ينتظر دوره في النزول من (أكو عرب بالطيارة).. ولعلنا قابعون في المقاعد الأولى ننتظر إشارة (شكري غانم)
(فأكو عرب في الطيارة) يا عرب!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى