عُشّاق الخراب!!

> *
عبود الشعبي
عبود الشعبي
كانت 60 مليون قطعة سلاح.. ذكرى الخراب الإعلامي.. يوم كانوا يقولون «كل هذه البنادق في اليمن، والبلد يحفّهُ السلام».. وفجأة ضُغِطَ على الزناد وكُشف الغطاء، لتجيء 4 سنوات حرب لعلعت خلالها كل هذه «البنادق» المسالمة فوق رؤوسنا.. ويذهب وَهْم بنادق السلام في مهب العاصفة..!
* هذا بلد الستين مليون «بندق» صار اليوم متسولاً.. فقيراً إلاّ من الكوليرا وحُمّى الضنك!

كان موروثا من البارود والرصاص.. فقد بندقوا أطفال المدارس حتى صارت حرباً مفتوحة بشهية أُممية!
* هذا البلد ذو الستين مليون «بندق» يحتضر اليوم في حضرة هيئة الأُمم.. يُغاث بـ«الملعقة» كطاعن في السن!

كذا وَضَعَه في النفَق إعلام النظام بصنعاء حين تحدث بعُجب عن هذا المخزون من السلاح.. على أن «الحكمة» في هذا البلد تحول دون استخدام اليمنيين هذه البنادق لقتال بعضهم..!
* قلنا لهم «خيرة الله... حمل السلاح ظاهرة غير حضارية».. قالوا «نحن أهل الحكمة لدينا البندق ولدينا (الجنبية) ولا نتقاتل»..

اليوم ثلاجات المشافي تعُج بالقتلى، ومدن صنعاء وعمران وذمار وصعدة والحديدة تضيق بالمقابر.. وفي كل بيت مأتم وربما نسمع غداً أن اليمن «بلد المليون ثكلى»..عياذاً بالله..!
* لا نُريد باروداً في مدن الجنوب.. لقد ابتكر عُشّاق الخراب أساليب جديدة لتصدير البارود المُميت إلى عدن وأخواتها.. فقد جاء في قراطيس وقناني وبودرة سماد مغلّفة ومعلّبة..

جاء « يتمخطر» فوق الدينّات والسيارات الصغيرة والدراجات النارية.. حتى ليخال للبعض أن عدن تَضوّع جوّها باروداً.. وقد كانت تفوح عبر الزمان عطراً وبخورا!
* بلد الستين مليون «بندقية» ارعوي.. فقد فتح الولع بالبندُق شهية الحوثي فالتهم «المعسكرات» وفجّر الوطن في حرب طاحنة لم تُبقِ ولم تَذَر.. حتى صار الفضاء باروداً ومن فوق البارود «البالستيات» ومن فوق البالستيات «المُسيّرات» ظُلماتٌ بعضها فوق بعض..!!

* وأعجب من ذلك أنْ يُطل قيادي من الجماعة من فصيلة «الساسة» على استوديو الأخبار وسلاحه الآلي مركوز بجانبه كأنه «بوري..»!
بينما يُحي جريفيثس هذه الروح النضالية والعقدية.. وفي الشق الآخر تزعم واشنطن أنها لن تسمح لطهران إلحاق الأذى بحلفائها في المنطقة.. بينما المراقب الحاذق لا يرى في كون عاصمة الولايات المتحدة اسماً مركباً يشبه «واشُنطْران»!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى