جامعيون أميّون!!

>
أحمد عبدربه
أحمد عبدربه
مستوى مخرجات التعليم في بلادنا شيء عجيب ومريب، جامعيون يتخرجون وهم أميون. فالمراقب والمتابع للمشهد في بلادنا يلاحظ جملة من السلبيات الخطيرة، التي تهدد النسيج الاجتماعي اليمني في الشمال والجنوب بعد أن صارت هذه السلبيات تحدث تغيرات اجتماعية في مكونات هذا النسيج واتجاهاته، وخطورة هذه السلبيات أنها ناجمة عن تغير واضح وملموس في التركيبة الذهنية والنفسية لليمني في الشمال والجنوب في قدراته وكفاءاته وإمكانياته، وهو تغير لابد من التصدي لمعالجته بالاعتراف أولاً بعيوبنا ومشكلاتنا ويواطن الخلل في أدواتنا وخاصة على صعيد وسائل التنشئة للإنسان اليمني في الجنوب والشمال وأدواتها بعيداً عن أحاديث الإعجاب بالذات والتغني بإنجازاتنا المحدودة التي صار الصدأ والهرم يتسرب إلى معظمها وصارت كلها غير قادرة على أداء مهامها على الوجه المطلوب ما لم تسارع إلى عملية ترميم وصيانة وتحديث لهذه الإنجازات القليلة وفي طليعتها المؤسسة التعليمية اليمنية التي كثر الحديث عن تراجعها وعن سوء مخرجاتها.

 الكثيرون يتخرجون من المدارس والجامعات وهم يفتقرون إلى المهارات والقدرات ومعرفة أبسط القواعد حتى في مجال تخصصهم وبعضهم غير قادر حتى على تعبئة طلب التوظيف الذي يتقدم به، ولذلك لم يعد غريباً أن يشكو أرباب العمل من عدم معرفة خريج العلاقات العامة لمعنى ومفهوم العلاقات العامة أو عدم معرفة خريج الدراسات العليا لمفهوم البحث وأسس قواعد البحث العلمي وآليات استخراج المعلومات من مصادرها، وهذه كلها مؤشرات تدل على مستوى الانهيار الذي وصل إليه التعليم في بلادنا بفعل تخبط السياسات التعليمية وبفعل سياسة النجاح التلقائي للمطالب.

لذلك يجب أن لا نستغرب من أن يكون من بين أسباب البطالة في بلادنا انصراف أصحاب العمل على المستويين المحلي والخارجي عن العمالة اليمنية ليس بسبب افتقار هذه العمالة إلى المهارات فحسب بل لأنها أيضا صارت عمالة غير منتجة في نسبة عالية منها، تميل إلى الاسترخاء والكسل.. فكثيرة هي شكوى أصحاب القطاع الخاص وأرباب العمل من تدني المستوى التعليمي في كافة قطاعاته وكثيرة هي شكوى أرباب العمل من ترك العمال والموظفين لعملهم دون سابق إنذار ودون تبرئة ذممهم كما ينص القانون والأنظمة واللوائح النافذة.

وإذا كان التعليم ومخرجاته في بلادنا يتقهقران بصورة أصبحت محل نقاش على كل المستويات في بلادنا فإن واقع الثقافة في بلادنا أسوأ من ذلك بكثير ليس بدليل تدني نسبة مبيع الكتب والمجلات (إن وجدت) والصحف في بلادنا فحسب بل إن الشاب أو الفتاة سواء أثناء مراحل الدراسة المختلفة أو حتى بعد التخرج لم يعد يخجل أحدهما من الاعتراف بأنه لم يقرأ الكتب ونادراً الصحف.

وغير صحيح أن المواطن متابع ومثقف فمعلومات غالبية الشاب اليمني سطحية حتى عن الصق القضايا بحياته اليومية والوطنية بما في ذلك حقوقه الدستورية والقانونية ينعكس ذلك على مستوى أحاديثه وطروحاته واهتماماته في الحياة، فلم تعد لدى غالبية الشباب اليمني اهتمامات حقيقية بالقضايا الكبرى سواء كانت هذه القضايا وطنية أم قومية أم عالمية.. ولم يعد لديهم الاستعداد للمشاركة بنشاطات ثقافية أو فكرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى