حكاية العيد في اليمن

> لست بصدد إبداء الرأي حول اختلاف الفتاوى الشرعية ما بين سلطة الأمر الواقع “الحوثية” والسلطة الشرعية للدولة اليمنية بقدر ما حديثي يأخذ منحنى آخر.
د.باسم المذحجي
د.باسم المذحجي

الأصل في العيد هو اجتماع الناس على يوم فرحة للجميع من التهاني وتبادل الهدايا والزيارات خصوصا بين الأقارب والأهل والجيران والأصدقاء، وتربع شريحة الأطفال على هكذا عادة ومنوال.

بل يراد هنا إيصال حقيقة مفادها أن سكان صنعاء الواقعة تحت سلطة الأمر الواقع الحوثية لجأ بعضهم إلى شراء ملابس العيد من حراج وسوق الملابس المستعملة في باب اليمن والمقابل للمؤسسة الاقتصادية، فهل تدرك جماعة الحوثي بأن اليمنيين من شدة الفقر يشترون ملابس “Second hand” مستعملة كان يرتديها اليهود والنصارى ثم جلبت لليمن؟!

كذلك هل تدرك شرعية عبد ربه منصور هادي من وزراء وضباط ومدراء ووكلاء وموظفين بأن أبناء عدن لم تحل صبيحة يوم العيد إلا وجيوبهم فارغة، فمبلغ الراتب لم يكد يؤمن أول يوم من أيام يوم العيد.

خلاصة العيد في اليمن وفرحته اختصرته السيارات اللاندكروزر الفارهة لجماعة الحوثي والملابس الغالية لمسلحيها الذين انتشروا في شوارع صنعاء لدرجة أن مركباتهم فاقت عدد مركبات المواطنين، وفي المقابل فإن مسئولي السلطة الشرعية في القاهرة والرياض وأبوظبي وغيرها بدت عليهم بهجة العيد، ولقد نجحت القنوات التلفزيونية للجميع في نشر معلومات مغلوطة عن جود فرحة عيد مخالفة للواقع.

الواقع يقول بأن نسبة 30 % من اليمنيين في الشمال اليمني والجنوب العربي لا يجدون الطعام في يوم العيد، في حين أن 40 % لم يتمكنوا من شراء ثياب جديدة، وما تبقى من اليمنيين والذين يمتلكون الطعام والكساء لم يجدوا فرحة عيد مطلقا، نظرا لأن غلبة الجوع والفقر والأحزان هي من طغت على هذا العيد، وحتى تناسي الماضي والتفكير في المستقبل لم يعد متاحا.

ليس هناك لون للعيد في الشمال اليمني ولا الجنوب العربي، بل لدينا فرحة مسروقة من رحم الحرب والاقتتال وانتشرت المنغصات في كل بيت وحي وقرية.. ولذلك حكاية العيد في اليمن ليست في موعد أول أيامه بل في أجوائها التي خفت بريقها، ويا ليتها تعود ذات يوم!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى