حلقة نقاش في الكونجرس حول كارثة الألغام باليمن

> واشنطن «الأيام» عن سبأ

>  نظمت السفارة اليمنية بواشنطن، أمس الأول، حلقة نقاش بمقر الكونجرس الأمريكي عن كارثة الألغام في اليمن بهدف تسليط الضوء على هذه الآفة الخطرة التي تفتك بمئات الضحايا سنوياً، والتي تستخدمها جماعة الحوثي بشكل عشوائي وتخريبي لنشر الرعب وترويع المواطنين.
وخلال الحلقة النقاشية، تطرق سفير اليمن د. أحمد بن مبارك إلى الأثر الإنساني لهذه الألغام وانعكاساتها على المجتمع وتحديدا فئتي النساء والأطفال الأكثر عرضة لمخاطرها.. مشيرا إلى أن إصرار الحوثيين على استعمالها رغم كونها محظورة بمعاهدات دولية فإنهم بذلك يؤكدون طبيعتهم الوحشية ورغبتهم في إحكام قبضتهم على السلطة بالرعب والقتل لقناعتهم بأنهم يفتقدون المشروعية والمصداقية.

وأضاف السفير بن مبارك: «إن التقارير الدولية وضحت بدقة أن تقنيات تصنيع الألغام والمواد الداخلة في تركيبها والقطع التي تتكون منها هي من صنع إيراني».
وقال بن مبارك: «هذه هي هدية النظام الإيراني لشعبنا، وهذه إسهاماتهم في تنمية بلادنا بقطع أطراف الأطفال وتشويه النساء والشباب وقتل المسنين».

وتفيد التقارير بأن استخدام الحوثيين للألغام ونشرها في اليمن يتم بمعدل مرتفع جداً ومثير للقلق، وأن زراعة مليون لغم أرضي في اليمن جريمة شنعاء وغير مسبوقة، وينبغي على المجتمع الدولي ألا يسكت عليها، وأن يجرم ويعاقب من يقوم بها ويشارك في تصنيعها وتصديرها، وعلى المجتمع الدولي أن يسهم بجدية في صنع السلام المنشود في اليمن.
وتحدث خلال الفعالية عدد من المختصين والمهتمين بالشأن اليمني، وهم: مدير المركز الدولي لتثبيت الاستقرار والتعافي من آثار الصراع كين ريثرفورد وهو شخصيا من ضحايا الألغام الأرضية، والحائز على جائزة نوبل جيري وايت المدير التنفيذي لمكتب التأثير الإستراتيجي الدولي، والباحثة المتخصصة في الشأن اليمني والعربي بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى إيلانا دوزير، ورئيس معهد مارشال السيد بيري بالتيمور.

وخلال النقاش، تم استعراض الإحصائيات والتقارير الدولية التي تتضمن أعداد الضحايا وعدد الألغام التي زرعها الحوثيون والمناطق التي تتركز فيها.
وتضمنت تقارير دولية للأمم المتحدة ووزارة الدفاع الأمريكية وهيومن رايتس وواتش وأطباء بلا حدود ومنظمات متخصصة في دراسة آثار هذه الألغام.

وأوضحت أن الألغام لا يستهدف بها الحوثي فقط أرواح المدنيين؛ بل أيضا مصادر رزقهم من خلال زرعها في المزارع وقرب مصادر المياه، وفِي أماكن رعي الماشية والمدارس، كل ذلك بهدف إرهاب وترويع المواطنين، وقد اتضح ذلك جلياً وبكل وحشية في محافظة تعز؛ حيث معظم الحوادث والضحايا.
كما تم استعراض جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي يدعم مشروع «مسام» لنزع الألغام، والذي يعمل على إزالتها من المدارس والمساكن والمزارع وآبار المياه والطرق في اليمن.

واتفق المجتمعون أن استخدام جماعة الحوثي للألغام ليس بغرض الدفاع عن النفس أو تكتيك عسكري؛ بل هو سياسة ممنهجة لبث الرعب في نفوس المواطنين وإخضاعهم للسيطرة الحوثية وإرغامهم على دعم حربهم العبثية ضد اليمنيين والسماح بتجنيد أبنائهم واستخدام مناطقهم كمواقع عسكرية للجماعة.
وصدر عن المجتمعين بياناً طالبوا فيه المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة بإيلاء هذه القضية اهتماماً أكبر وبذل جهود أكثر لمنع استخدام الألغام، وكذلك المساعدة في رعاية ضحاياها سواء بالتطبيب أو بالعلاج النفسي وإعادة التأهيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى