كفى.. كفى!

> أحمد عبدربه علوي

>
يضحك الإنسان عندما يتعرض للمحن والشدائد، وحقاً شر البلية ما يضحك، ليس سخرية أو عدم اكتراث؛ وإنما حفاظاً على صحته وحتى يقوى على تحمل الصدمات والتغلب عليها، فالشدائد هي التي تضع الرجال، وها هي بلادنا بعد أن تعرضت لهجمات إرهابية متتالية في كل من شمال اليمن وجنوب اليمن استهدفت تعطيل تنمية البلاد وعرقلة تقدمها وازدهارها، جعلت البلاد في خراب ودمار وفوضى وفساد.

حروب من صنع أهلها أحرقت الأخضر واليابس، أصبحت المسئولية الآن لم تعد مسئولية الأمن وحده؛ بل هي مسئولية مجتمع بأسره، شعارها (الأمن المجتمعي) يكون فيه المواطن شريكاً مع الجهاز الأمني في استتاب الأمن والكشف عن الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد البلاد والعباد، والفتن التي تتعرض لها البلاد خاصة، إن الضرر الناجم عن هذه الاقتتالات والفوضى تتعم ولا تخص.
* وهذا ليس غريباً على شعب الجنوب، وذاكرة التاريخ لا تنسى تغلبه على المحن والشدائد، ثم تقع على الجهاز الأمني بكافة قطاعاته مهمة إعادة بناء حوار الثقة مع المواطن حتى يثق فيه ولا يقع فريسة للأفكار المتطرفة والدنيئة..

فالحوادث التي وقعت في بلادنا كثيرة يصعب حصرها يؤكد أن من قاموا ويقومون بها أشخاص لا يشعرون بالمسئولية ولا يراعون الأمن والاستقرار والسمعة الطيبة للوطن وأهله، كتبوا نهايتهم بأياديهم نتيجة الجهل ونقص الوعي.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ بل أن مؤسسات الدولة مجتمعة لابد أن تقف صفاً واحداً في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية التخريبية العمياء الذي لم يعودوا يفرقون بين الصالح والطالح، ويقع على الجهات الأمنية دور مهم وحيوي لتوعية الناس صغيرهم وكبيرهم، وقد آن الأوان لعقد أكثر من عقد لمؤتمر محلي ودولي لمكافحة المخربين - الإرهابيين، طبقاً لما تنادي به الجهات ذات العلاقة في البلاد والمنظمات الدولية المعنية.. للأمانة التاريخية أن بلادنا تنبذ الإرهاب وترفضه، فهو مرض سرطاني يمتد ليصيب جسد الأمة، ويقتل أحلامها وطموحاتها، لم يعد أمامنا سوى العمل تم العمل والمصارحة والمكاشفة، لكسب ثقة أفراد المجتمع حتى يكونوا عناصر فعالة في كل الاتجاهات، ويعرفون أن مسئولية حماية الوطن مسئولية الجميع، وأن الثقة هي مفتاح التحدي.

* وليدرك البعض من الأشخاص في بلادنا الذين لا يهتمون بمصلحة الوطن والمواطن؛ بل الاهتمام بمصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية، يتصارعون على كراسي الحلم مع أن البلاد ضائعة، يذكرون بحكاية الأشخاص الذين ذهبوا لاصطياد الدب وتقاتلوا على فرو الدب، والدب لا يزال في الغابة لم يصطادوه بعد.
لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن بلادنا الآن تمر بمرحلة غاية في الأهمية، بل وأيضاً بالغة الدقة والحساسية، هي بالقطع مرحلة مفصلية في مسيرتها عبر الزمن، تفصل ما بين واقع نعيشه، وأمل نتطلع إليه ومستقبل نهدف للوصول إليه، عبر بوابة الزمن الرديء، إنه عبور للمستقبل إذا استطعنا أن نجلب الأمن والاستقرار، وتحقيقه بأكبر قدر من الجدية والمسئولية والأمان كان لنا شأن آخر، شأن تختلف فيه أشياء كثيرة، وتتغير فيه أحوال الناس وحال المجتمع، وتحقق فيه أمالهم وطموحاتهم التي يحلمون بها، ويعملون للوصول إليها وتحويلها إلى واقع ثابت يلمسونه بأيديهم ويعيشونه بوجدانهم.

* الناس يحلمون الآن بالعبور الآمن إلى الأمان والاستقرار في كل الأحوال وهذا حقهم. يحلمون بالهدوء، يحلمون بالقضاء على البطالة، وإتاحة فرص العمل الشريف أمام كل شاب من أبناء البلاد الحقيقيين وهذا حقهم.
إنها اختيار لمن هو قادر على التقدم بنا إلى الأمام يكفي أننا ضيعنا من أعمارنا أكثر من خمسين عاماً ونحن في حروب وأزمات وخراب وتدمير المحلات وجميع المجالات.. كفى.. كفى!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى