الانتهازية لدى بعض المصنفين جنوبيين!

> أحمد عمر حسين

> وفقاً لمبدأ الانتهازية على مقياس (مكيافيللي) أصبحت التجارة شطارة، وربما تتطّوَر إلى الاختلاط بالسياسة فتتحول السياسة والتجارة ماخور دعارة كبير.
يصيبك الغثيان عندما ترى بعض الجنوبيين يتكلمون عن عدالة ومشروعية القضية الجنوبية. ولكن يختزلها بعد ذلك في مشروع ليست له صلة بشعب الجنوب وإرادة شعب الجنوب.

فإن لم تكن القضية العادلة والمشروعة، كما يدّعون، هي استعادة الدولة الجنوبية والتي ضاعت ذات يومٍ قائض بشخطة قلم، فهذا الادعاء والانتساب للجنوب ولقضيته مرفوضاً جملة وتفصيلاً.
الجنوب دولة وشعب قائم بذاته، وكيان حر ولم يكن فرعا، كما يروّج النهابة والفاسدون، والذين يحاولون استعادة الجنوب والضحك عليه بمساعدة الانتهازيين من بعض ممن لهم صلة بالجنوب، وذلك من خلال الفيدرالية.

الجنوب بعد 2015م وما عاناه من غزو همجي بربري، وقدم في سبيل دحر هذا الغزو آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين وتدمرت البقية الباقية من البنية التحتية فيه، الجنوب بغالبية فئاته العمرية يرفض العودة إلى ما سميت ذات يوم بالوحدة، وتحت أي مسمى، وبدون استعادة الدولة الجنوبية فلن يكون هناك أي استقرار في هذه المنطقة الهامة. بعض الانتهازيين يتكلمون عن الجنوب وقضيته، وكذلك واجب الاحترام للدولة، ولكن من خلال نظرة شمالية بحته وبنظام دولة (مروا). ويتكلمون عن واجب احترام الدولة، ويعنون دولتهم الخاصة والمرتبطة بحبل سري مع النافذين من الهضبة.

يتكلمون عن الدولة وأقل واحد فيهم دمّر أو استولى على مؤسسة واحدة، على الأقل، من مؤسسات الجنوب، بل ويعمل على تدمير والاستيلاء على ما تبقى في ظل هذا الوضع الرخو والذي لا نستطيع إيجاد عنوان له.
هؤلاء المتاجرون بالقضية الجنوبية عن طريق الانتهازية وخلط التجارة بالسياسة لتحقيق مكاسب شخصية فقط، لا يمكن بحال من الأحوال ووفقاً للمنطق، أن يمتّون بصلة حقيقية للجنوب وقضيته، مهما ادّعوا ذلك!

هؤلاء وطنهم المال ولا شيء غيره، والأحرى بهم أولاً وقبل الكلام عن الجنوب والقضية الجنوبية، الأحرى بهم أن يعيدوا ما نهبوه من مؤسسات الجنوب (عقار أو أراضي أو مؤسسات) في عهد عفاش وبعد مجيء هادي والذي أصبحت للأسف الطريق بعهده مفتوحة على الآخر لكل متنفذ وناهب وما يحصل من أزمات في الغاز المنزلي والمشتقات النفطية ليس سوى صورة أخرى من الحروب التي يشنها للأسف بعض الجنوبيين، وكان الجنوب لا تكفيه المأساة التي خلقتها قوى النفوذ في الهضبة الزيدية وبالاتفاق بين من في صنعاء ومن في الرياض والعواصم الأخرى.

نصيحة لله ثم لله ثم لله.
ارجعوا عن غيكم والتحقوا والتحموا بقضية الجنوب، فمن العار بعد غزو 2015م أن نجد من يقول إنه جنوبي ولايزال يعمل لكي يعيد الجنوب بعد كل تلك التضحيات إلى هيمنة ونفوذ صنعاء، من خلال الفيدرالية أو أي مسمى آخر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى