أحفاد أبي رغال

>
أحمد عمر
أحمد عمر
يبدو أنَّ لدينا في الجنوب بقية أو ذرية من ذرية أبي رغال، فكما باع أبو رغال أيام الغزو الحبشي المسيحي أشقاءه العرب وبيت الله الحرام بدنانير حقيرة وبعض الإبل مقابل خيانته وتعاونه مع أبرهة وجيشه، ولكن مشيئة الله كانت بالمرصاد، واليوم تتكرر المأساة لدينا في أرض الجنوب، مع اختلاف المقامات وبيت الله لا يعلو عليه مقام آخر.

لدينا أحفاد لأبي رغال وهم قلة قليلة ينهجون نفس النهج الرغالي وبكل أسف. عند بداية الحراك وحتى 2011م كنت، وهذا رأيي الشخصي ولا ألزم به أحداً، وحتى ما قبل 21 سبتمبر 2014م، كنت كما قلت أجد بعض العذر للواهمين أو المستفيدين من مصالح ذاتية بالشراكة مع قوى النفوذ الزيدية (وستظل كذلك زيدية ولا تقر بوطنية عامة ومساواة وعدل، فلا تزال لدى بعض الجنوبيين الذين عاشوا بالجمهورية العربية اليمنية بطائق تعريف تقول لحاملها جنوبي مقيم بصنعاء أو الحديدة أو تعز... إلخ) ولا يستطيعون نكران ذلك، وهم على نفس الدرب سائرون.

إلا أن الرغاليين والذين حصلوا على حصص في الشركات، أو نهبوا جزءاً من الثروات بمساعدة وضوء أخضر من قوى النفوذ ذاتها، هؤلاء الرغاليون، يصرون على تلميع أو النواح على الوحدة حتى بعد الانقلاب في 21 سبتمبر 2014م، ومحاصرة الرئيس الشرعي الذي انتخبوه بمكيدة منهم فارتدت عليهم.

هؤلاء حتى بعد الانقلاب وغزو الجنوب 2015م وتدميره وقتل الآلاف من أبنائه، هؤلاء لا يزالون يصرون على النواح على الأطلال لوحدة لم تعد موجودة.

فهل بعد تحرير الجنوب بتضحيات أبنائه ومساعدة التحالف، وهي تضحيات جسيمة جداً جداً، هل بعد كل هذه التضحيات والتي كانت تتويجاً للتضحيات منذ 1994م مروراً بـ 2007م، هل بعد كل ذلك يأتي الرغاليون ويتصدرون الحرب ضد الجنوب أرضاً وشعباً لكي يعيدونه مرة أخرى لهيمنة وحكم قوى النفوذ بالهضبة، وتكون هذه المرة على شكل ملهاة مبكية بذات الوقت؟!

الرغاليون ومن معهم ماذا تريدون؟ أفصحوا.. أتريدون حكم الجنوب القادم فتقدموا صف التضحيات لتحرير ما تبقى من الجنوب.
هل تريدون الشراكة في الجنوب القادم؟ حسناً تقدموا للحوار الجنوبي الجنوبي على النهج الواضح والذي لا لبس فيه وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وستكونون محل ترحيب واحترام.
أما التمترس خلف أجندة قوى نفوذ الهضبة، وتقولون هي رؤية وأجندة جنوبية، فهذا استغفال على من يقف مغروراً معكم تحت نزعة مناطقية أو جهوية أو حزبية فقط، أما غالبية الشعب الجنوبي بمختلف مكوناته فلن تنطلي عليه مكائدكم وحيلكم الرغالية وبثوب عصري مهترئ!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى