الصحافة.. وإخلاص المهنة

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه
أحمد عبدربه
الصحافة هي أغلى مهنة على قلب الوطن، إنها غرة الضمير، ونحن نعشقها كي تبقى على صلة بالله والأرض والزمن والبشر، وهناك خيط رفيع جداً بين حرية الصحافة وحق المواطنين في الاطلاع والمعرفة والمعلومات وبين الحق في حماية الحياة الخاصة للأفراد وحمايتهم من السب والقذف والتشهير، وتلك قضية خلافية منتشرة في المجتمعات المختلفة لن ينتهي الجدل حولها طالما أن هناك أقلاماً تكتب، وعيوناً تقرأ، ومن المعروف أن الصحافة صوت من لا صوت له، وقناة شرعية محترمة من أهم وظائفها توصيل مطالب وآلام ومشاعر المواطن البسيط لأسماع المسئولين، وعن طريقها يتم حل الكثير من المشاكل المستعصية والصحيفة اليومية، هي مرآة الوطن والمجتمع بآماله وقضاياه وهمومه، وكما هي زاد متجدد للثقافة اليومية، فهي مصدر للمعلومية والترفيه، لهذا تخيلوا حياتنا بدون صحف بدون شك ستكون أمراً مزعجاً، فقد ارتبط فنجان شاي الصباح بعلاقة حميمة وتنافسية مع الصحيفة، وأصبح هذا التلازم عادة تحمل الكثير من المتعة..

وليعلم من لا يعلم أن الصحافة أصبحت صناعة تتجاوز السياسة والاقتصاد لتقترب من العوامل الضرورية والأساسية لخلق الوعي الجماعي بقضايا الوطن والمواطن، وأداة مهمة للتنمية، ولخلق تآلف وتحالف حول القضايا العامة، وليعلم من لا يعلم أن قراءة الصحيفة لم تعد ترفاً؛ بل هي وسيلة ضرورية لإحداث التنمية الحقيقية، وللقضاء على الأمية تجاه قضايا الوطن، وإحداث نقلة في الاعتياد على قراءة الصحيفة اليومية لدى مسئولية جماعية كل من موقعه.

والصحافة علاوة على أنها فن وثقافة وسياسة واقتصاد وإعلام وإعلان وموهبة ورسالة، فهي فوق ذلك كله صناعة متكاملة، إن لم تحافظ على تطوير نفسها فنياً وتقنياً، وتواكب التطورات المتلاحقة في عالم الطباعة والتصوير والتحديث، فإنها لن تتمكن من مماشاة روح العصر، ولن تستطيع أن تصمد أمام المنافسات الإقليمية وغيرها، ولن تستطيع أن تحافظ على مكانتها في أيدي القراء وعقولهم.

الصحافة موهبة ومعرفة وعلاقات عامة، الصحافة فن البقاء، فن الكفاح اليومي للعوم في مهنة المتاعب، مهنة زئبقية لا تعرف الأمان، صقل هذه الشروط الثلاثة يضمن التألق والنجاح للصحفي والكاتب المحترف، صقل الموهبة يتم بتجويد الأسلوب، وصقل المعرفة يتم بتعميق المضمون من خلال الاطلاع الواسع والثقافة العامة، أما العلاقات العامة فهي النافذة التي يطل منها الصحفي على شئون الحياة كلها تعددت صداقاته توسعت مصادر أخباره واتسعت خبرته باتجاه الريح.

ويبقى أن أقول: إن نجاح الصحفي مشروط بأمانة الكلمة وشرف المهنة واحترام القلم، أما صحافة الخبطات واقتناص الفرص وإثارة الخلافات والنعرات المناطقية والادعاءات فإنها إساءة لكل القيم والمبادئ التي يحملها الصحفي أينما كان، وحيثما حل، ومع أي شخص التقى، وفي أي مناسبة وجد، أما كلام الترهات فلا هناك فائدة منه.

وليعلم من لا يعلم أن الصحافة ليست مهنة للارتزاق والتعيش؛ إنها عمل رسولي، رسولي بالمعنى السليم، كما أن الصحافة ليست حرفة كسائر الحرف، إنها أكثر من مهنة، وهي غير صناعية، إنها طبيعية من طبائع الموهبة، إنها في منزلة بين منزلتي (الفن والعبادة).

ومن مهمة الصحافة هي تعريف المواطن وأعلامه بكل ما يدور في وطنه وفي العالم الذي يعيشه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً.. إلخ، وللموضوع بقية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى