البقاء لله

>
بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص انتقل إلى جوار ربه المغفور له بإذن الله السفير محمد هادي عوض، أستاذ الجميع والمربي الفاضل الذي  يندر في هذا الزمن أن يكون له مثيلا في الحصافة والدبلوماسية وحسن المعشر والخلق.. لم يكن دبلوماسيا فحسب بل وطنيا وإنسانا ومربيا فاضلا وأبا حنونا وإدارياً ملما، كلنا تربينا على يديه وتعلمنا منه فن التعامل وحسن الأداء والعمل.

عظم الله أجرنا جميعا برحيل هذا الدبلوماسي الجنتل مان، والذي كان أحد مؤسسي وأعمدة  الدبلوماسية الجنوبية إلى جانب الكثير مثل الرجال الأوائل المخلصين والنزهاء الذين كانوا رجالا يبنون ويخدمون الناس والوطن ولم يعرفوا غير الحق والعدل، ولم يسيروا في طريق الارتزاق ولا العنصرية والانتهازية والنفاق. كان طريقهم الشجاعة والعمل والتضحية مثل مطيع ومحمد صالح عولقي والدالي والسلامي والشاعر والأشطل والبيحي وياسين أحمد صالح والعكبري رياض وآخرين كُثر منهم من لقي ربه ومنهم من ينتظر، والأستاذ والوكيل الفقيد محمد هادي عوض من هؤلاء الرجال الأفذاذ عرفته وتعملت منه وعملت تحت إداراته فيما بعد وقبلها، لن أنسى موقفه في مساعدتي بعد اتصالي بشخصه الكريم وطلبي بعض الوثائق والمعلومات، وقد بادر وأرسل لي الكثير من الوثائق المهمة أثناء دراستي وأيضا النصائح المكتوبة بخط يده وتجشم عناء المتابعة والاتصال والإرسال بالبريد بطيبة نفس، وهو في الوزارة والجامعة ألعربية ودون معرفة سابقة به، وقبل أن التحق بالخدمة.. وكنت أذكر له هذه اللفتات الإنسانية عندما نلتقي فيبتسم بطيبة يلفها التواضع ..

كم كان أمثاله عملة نادرة بالأصالة والطيبة، وكم نحن بحاجة لأمثالهم الآن في هذا الزمن الصعب والناس المتغيرة والمتحفزة لسوء العمل.. تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة وأدخله الله فسيح جناته، والعزاء موصول لأخيه العزيز السفير سعيد هادي عوض وآل هادي عوض جميعا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. 
السفير الدكتور محمد صالح الهلالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى