تقرير وزاري يحذر من عواقب اكتظاظ مراكز استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة

> واشنطن «الأيام» سيريل جوليان:

> اعترفت وزارة الأمن الداخلي االأميركية الثلاثاء بالمخاطر التي يشكلها اكتظاظ مراكز احتجاز المهاجرين السريين وغياب الأمن فيها في تكساس حيث دان مسؤولون ديموقراطيون شروط الحياة "المروعة" في داخلها.
وقالت هيئة التفتيش العامة المكلفة المراقبة الداخلية في الوزارة في تقرير "نحن قلقون من عدد المحتجزين الذي يفوق طاقتها (المراكز) واعتقالهم لفترة طويلة وهما أمران يشكلان خطرا مباشرا على صحة وسلامة موظفي وضباط الوزارة وكذلك المحتجزين".

وزار موظفون في الوزارة في يونيو خمسة من هذه المراكز تقع بالقرب من الحدود المكسيكية التي تشهد في الأشهر الأخيرة تدفقا كبيرا للمهاجرين الذين يحاولون دخول الأاراضي الأميركية بطريقة غير قانونية.
وفي مايو، أوقف 144 ألف شخص ووضعتهم الشرطة قيد الاحتجاز على الحدود. لكن الأماكن قليلة في هذه المنشآت وكذلك في مراكز إلايواء التي ينقل إليها القاصرون والعائلات عادة.

وقال التقرير إن بعض القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون وتقل أعمارهم عن سبع سنوات، كانوا ينتظرون نقلهم منذ أسبوعين على الأقل بينما يجب تسليم هؤلاء الأطفال بطبيعة الحال إلى عائلاتهم أو تتولى وكالة حكومية أمرهم خلال 72 ساعة.
ويتحدث المحققون عن نقص للحصول على مياه للاستحمام وعلى وجبات ساخنة أو ملابس، مشيرين إلى أنها شروط احتجاز لا تتطابق إطلاقا مع معايير الوزارة.

ويظهر في صور محتجون مكدسون في زنازين مكتظة أو صالات يفصل بينها أسيجة وبعضهم يغطون أفواههم بأقنعة واقية.- "قنبلة موقوتة" -
عبر العديد من المرشحين الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020 عن غضبهم من هذه الشروط التي ورد وصفها في التقرير.

وكتبت كامالا هاريس في تغريدة على تويتر "ليس هناك أي كائن بشري يستحق أن يعامل بهذا الشكل". من جهته، قال السناتور المستقل بيرني ساندرز إن المسؤولين عن مراكز الاعتقال "لا يحترمون أبسط الحقوق الإنسانية".
أما السناتورة التقدمية اليزابيث وارن فقد كتبت "أمر دنيء"، مشيرة إلى أن "كائنات بشرية محتجزة مثل حيوانات في بلدنا الآن".

ونقل التقرير عن مسؤول في المركز أن الوضع أشبه "بقنبلة موقوتة"، مشيرا إلى صدامات وقعت بين المحتجزين.
وأوضح نائب رئيس وكالة مراقبة الحدود روبرت بيريز لشبكة "سي ان ان" أن مراكز الاحتجاز "لم تشيد لاستقبال هذا العدد من المهاجرين الذين يصلون إلينا".

وجاء نشر التقرير غداة زيارة قام بها برلمانيون ديموقراطيون إلى مراكز الاحتجاز في مدينتي ال باسو وكلينت على الحدود مع المكسيك.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية غير الحكومية دانت الأسبوع الماضي ظروف الحياة في أحد مراكز كلينت الذي كان يستقبل حينذاك 300 قاصر عزلوا منذ نقلهم.

وتحدث رئيس الوفد البرلماني جواكين كاسترو أمام الصحافيين عن خلايا لنساء "بلا مياه جارية" تشرب فيها المحتجزات "من مياه المراحيض".
وفي تسجيل فيديو تم تصويره سرا في زنزانة مشتركة بلا أسرة، تظهر نساء في أكياس للنوم ويوضحن أنهن محرومات من الاستحمام ولا يحصلن على الأدوية.

من جهة أخرى كشف الموقع الإخباري المستقل "بروبوبليكا" الإثنين عن وجود مجموعة على موقع فيسبوك يتبادل فيها عناصر شرطة الحدود السخرية والإهانات للمهاجرين والبرلمانيين المعارضين لسياسة ترامب حول الهجرة.
وقالت رئيسة الوكالة كارلا بروفوست إن هذه الرسائل "غير لائقة إطلاقا" و"مخالفة لشرف وأخلاق" رجال الشرطة.

من جهته، أعلن المكتب الفدرالي لحماية الحدود عن فتح تحقيق.- سخرية وشتائم -
أعلن الرئيس ترامب في ربيع 2018 أنه لن يتسامح إطلاقا مع الهجرة. ومن بين ما وعد به وقف إجراء "اعتقال وتحرير" (كاتش اند ريليز) الذي يسمح باطلاق سراح المهاجرين على الأرض الأميركية خلال دراسة ملفاتهم.

ورأت محكمة فدرالية في سياتل الثلاثاء أنه لا يمكن لحكومة الولاية أن تبقي المهاجرين السريين محتجزين بدون منحهم فرص الإفراج عنهم بكفالة. وكانت مذكرة صدرت في ابريل أمرت بعدم السماح بتقديم طلبات الإفراج هذه.
وجاء هذا القرار بعد اسبوع شهد مآسي على الحدود.

فقد سببت صورة لمهاجر وابنته الصغيرة على ضفة نهر ريو غراندي صدمة للرأي العام وذكرت بمخاطر عبور الحدود.
ولمواجهة أزمة الهجرة، وافق الكونغرس الأسبوع الماضي على تخصيص 4,6 مليارات دولار بشكل عاجل لتمويل مراكز استقبال القاصرين ولمراقبة الحدود أيضا.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى