تزايد المطاعم والأفران المخالفة للشروط وللمعاير المطلوبة بالعاصمة عدن

> تقرير/ وئام نجيب

> انتشرت في الآونة الأخيرة المطاعم والأفران في مختلف مديريات العاصمة عدن، والأكثرية منها لم يلتزم مالكوها وخاصة المطاعم الشعبية بالمعايير المطلوبة؛ بل كثير ما تجد مطعماً أو فرناً وعلى مقربة منه مكب للقمامة، وهو ما يؤدي إلى تسهيل انتقال ووصول الذباب والحشرات النقالة للأمراض إليه.
وعلى الرغم من أن هناك معايير لاختيار موقع المطاعم والأفران في المدينة، منها أن تكون على الشارع العام لتسهل الرقابة عليه وضبط أي مخالفة، غير أن الواقع عكس ذلك؛ حيث باتت تنتشر بأعداد كبيرة في الشوارع والحارات الخلفية، وهو ما يجعلها أكثر مخالفة للمعايير الصحية.

وقال مواطنون في أحاديث متفرقة لـ "الأيام": "نأسف بأن يكون المظهر الخارجي جذاب بينما الداخلي مغاير لذلك، وقلما نجد في مطاعم وأفران العاصمة عدن من تلتزم بذلك، حيث تجدها متسخة من الداخل، ومن ينظر إليها سيحسبها ورشة لحام وإصلاح للسيارات، نتيجة لانتشار الأوساخ في جميع أنحاء المكان، فضلاً عن تكدسها في السقف والجدران، وهناك من يوضع طاولات لتناول الطعام في قارعة الطريق حيث يتشاركون في ذلك المكان مع الحشرات والذباب والقطط وحتى كلاب، بالإضافة إلى الغبار الذي عادة ما يتسبب بتلوث الطعام لاسيما مع طفح المجاري بشكل مستمر في معظم شوارع المدينة".

وطالبوا من الجهات المسئولة بضرورة نشر تعميم على جميع المطاعم والأفران بعمل أبواب وحواجز زجاجية لواجهة المحلات لعزلها عن البيئة والشارع اللذين عادة ما يكونا مليئين بالملوثات، وكذا منع وضع أي طاولات خارج المطعم، وأن تكون براميل القمامة الخاصة ذات غطاء متحرك سريع الفتح والإغلاق لمنع انتقال الرائحة والحشرات منها إلى الأكل.

ضبط المخالفين
من جهته، أكد مدير مكتب صحة البيئة في مديرية صيرة، علي عبدالكريم، بأن هناك متابعة مستمرة على المطاعم والأفران، وإغلاق المخالفين منها بعدد خمسة مطاعم، مضيفاً: "في الفترة الحالية لم يتم ضبط حالات تسمم غذائي من خلال تفقدنا للأفران والمطابخ والمطعم، وفي حال ضبطنا طعاماً تعرض لسوء تخزين أو فرناً مخالفاً فسرعان ما يتم إغلاقه لمدة يحددها مدير عام المديرية أو المدير العام لشئون صحة البيئة في المحافظة حتى استيفاءه الشروط، وأكثر ما نعانيه يكمن في المطاعم الشعبية والتي تزايد ظهورها في المدينة القديمة (كريتر) كون أكثرية العاملين فيها قادمين من الأرياف ولا يلتزمون بالزي ولباسهم غير ملائم ويتحججون بالحر، ونحن بدورنا نضع لهم الإرشادات واللوائح، وإجمالاً؛ من الصعب تطبيق المعايير كاملة على المطاعم والأفران، ولكننا نعمل بقدر المستطاع، فضلاً عن كون تقسيم المطاعم في عدن صغيراً جداً وتخلو من التكييف، أما بالنسبة للمطاعم التي تبقى أبوابها مفتوحة فذلك يعود للحر، ولهذا تجنبنا إغلاق المطعم، كما أن وضع الطاولات في الشارع وجلوس الناس فيها فذلك أيضا يعود إلى الحر الشديد، وعند ملاحظتنا لمقلب قمامة أو مجارٍ بجانب المطعم أو الفرن نقوم بإبلاغ السلطة المحلية، وإذا ما وجدنا براميل قمامة مكشوفة في المطاعم أو الأفران نعمل كذلك على توجيههم بتغطيتها، وفي حال تكرر الأمر نعتبرها مخالفة ونفرض غرامة مالية، وإذا ما استمر الأمر نقوم بالإغلاق، كما وجد أن هناك مطعماً شعبياً في كريتر يعمل على الطبخ في الشارع، وهذا يعد خطأ كبيراً وغير صحي، وقد رفعنا تقرير بشأن ذلك.

وفيما يتعلق بـ "الأفران" فنحن حريصون على مراقبة وملاحظة (البِتر) التي تخبز فيها الروتي، وهناك أفران في كريتر تعمل بواسطة الأفران الكهربائية وعددهم فرنان اثنان، ولكن فيما تعمل الأغلب منها بواسطة الحطب، والذي يعد أفضل من الطبخ بواسطة الديزل، كما أننا نحرص جيداً على نظافتها من الداخل، وقد ضبطنا أربعة بسبب المخالفة ولديها إشعارات بذلك، وهناك مدة محددة في حين أنها لم تضبط وضعها فإننا سنقوم بإغلاقها، ونؤكد بأن مهامنا مقسمة، فكل يوم يتم النزول إلى المطاعم، والأفران، والبوفيهات، والبقالات، ومكافحة الحشرات فيها، على الرغم من أننا نعمل بجهود ذاتية ودون ميزانية تشغيلية منذ فترة ما بعد الحرب، ومتى ما وجد تنسيق وعمل مشترك سوف نخرج بشيء مُجدٍ، وقد رفعنا كافة مطالبنا بهذا الخصوص إلى الجهات المعنية، وما نتمناه أيضاً من الشباب الذين نعمل جاهدين بأن يحصلوا على طعام نظيف، أن يقوموا كل في حيه بتنفيذ مبادرات طوعية لتنظيف الأحياء التابعة لهم".

غياب الحماية
وأوضح في تصريحه لـ "الأيام" جانب من الصعوبات التي تواجه مكتبه بالقول: "المعوقات كثيرة، ولكن يتمثل أبرزها في افتقارنا للحماية الأمنية حين نزولنا لإجراء التفتيش، فقد تعرضت شخصياً للاعتداء وتكسير سيارتي، وبعض من ملاك المطاعم من يعمل على توجيه السلاح بوجهنا، وذلك في فترة بعد الحرب، وفي هذه الحالة نقول من سيحاسب من؟، وذلك يرجع إلى عدم وجود هيبة الدولة، ومتى ما وجد الأمن سينعكس ذلك إيجاباً على كافة المجالات، وفيما وصلت إليه مراكز الشرط في مديريات عدن أمر مقصود، كما يشكل المواطن عائقاً بالنسبة لنا، حيث يقومون بالتدخل في حال تم إغلاق أحد المواقع المخالفة".

صعوبات وعراقيل
بدوره، أوضح مدير مكتب صحة البيئة في العاصمة عدن، طه علي، بأنه من أبرز الصعوبات والعراقيل التي تواجه عمل المفتشين في صحة البيئة بالمدينة هي الوساطة وتدخل الجهات النافذة في حال تم إغلاق موقع مخالف، وكذا التعدي من قِبل المخالفين على كسر العدادات (الساعات) الخاصة بالمياه واستخدام الحنفيات في أحد أحياء في مدينة كريتر، محملاً مسئولية ذلك المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.

وأضاف في تصريحه لـ "الأيام": "أيضاً هناك شروط أساسية ومعايير يلزم توافرها في الأفران والمطاعم وخصوصاً المطاعم الكبيرة كالنظافة، ونظافة العمال واللباس الموحد، علاوةً عن اختيار الموقع المناسب للمطعم أو الفرن كأن يكون بعيداً عن مواقع ورش اللحام وإصلاح السيارات".
وطالب علي من الجهات ذات العلاقة بتوفير ميزانية تشغيلية، لاسيما أن المكتب يعمل دون ميزانية تشغيلية ويخلو من الحماية الأمنية، مشدداً في السياق على تعاون المؤسسات الحكومية والمتمثلة في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، والبلدية، وصحة البيئة إضافة إلى السلطة المحلية في المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى