> دولة الإمارات العربية المتحدة دولة غنية ولا أعتقد أنها طامعة في أرض اليمن ولا ثروات اليمن أيضاً، ولم تأتِ لغرض الاحتلال، ولكن كثرت الأصوات غير الواقعية حول دور الإمارات وصلت بعض تلك الأصوات إلى أنها دولة (محتلة للجنوب)، وهو حال لسان الحوثي وغيره من العملاء.

نحن في اليمن منذ عهد قديم والخلافات قائمة والصراعات مستمرة ودائمة بين هذا وذاك، ولم يعرف الشعب اليمني يوماً هدوءاً نهائياً أو راحة نفسية في وطنه، هذه الصراعات منها سياسية ومنها قبلية. وفي بعض الأحيان يطلب أحد الأطراف مساعدة من الخارج ويأتي الضيف للنجدة، وكل ضيف يأتي من الخارج إلى اليمن للمساعدة، مع هذا أو ذاك يعود بلاده وهو مكسور الخاطر وربما مهزوماً من جميع الأطراف، من الصديق الذي جاء لمساعدته ومن العدو الذي حاربه.. يعني بالمعنى الفصيح كلهم رجعوا متآمرين على هذا الضيف.

الخيانة أصبحت عادة عند المسؤولين اليمنيين، وخاصة الإخوة في الشمال، هذه الخيانة تجري في دمائهم منذ زمن، والتاريخ يشهد على ذلك.
دولة الإمارات دولة شقيقة، ومهما اختلفنا معها تبقى هي السباقة في دول التحالف على الأرض اليمنية، وهي أول دولة وطئت أقدامها عدن ومناطق أخرى لمساعدتنا.

دولة الإمارات وصلت قواتها إلى عدن في الوقت المناسب، وكانت حافزاً مشجعاً ورافداً قوياً للمقاومة الجنوبية، ولا يخفى ذلك الدور على أحد، بل أجزم أن الانتصار على الحوثي في المناطق الجنوبية هو إماراتي بالدرجة الأولى.
لماذا ننكر دور الإمارات اليوم؟ لماذا نضع علامات استفهام حول دورها؟ ألم تخسر الإمارات خيرة رجالها في هذه الحرب واختلطت دماؤهم بدمائنا؟!

الإمارات شعرت بمؤامرة في مأرب، وأكيد سترحل من مأرب، وربما تلك المؤامرات حدثت لها في مناطق أخرى في الشمال ضمن قوات الشرعية.
وهنا في الجنوب توجد قوى مضادة للإمارات وتنكر دور الإمارات المشرّف في الحرب، وليس لتلك القوى هدف سوى ارتباطها بقوى شمالية وتنفذ أجندة شمالية دعائية ضد الإمارات أيضاً.

ألا يكفي أن دولة الإمارات جاءت في ظروف صعبة لمساعدتنا بالنسبة لنا كجنوبيين، وقد كنا محتاجين لها في تلك الظروف الصعبة؟!
نختلف مع الإمارات في بعض القضايا لكن ذلك الاختلاف لا يساوي شيئا تجاه وقوف الإمارات بجانبنا في محنتنا كشعب ووطن.

لابد من قول الحقيقة، مهما اختلفنا مع دولة الإمارات.. والحقيقة تقول إن دور الإمارات في هذه الحرب دور عظيم ومشرف لا يمكن أن ينساه شعب اليمن وخاصة الجنوبيين.