عن ذكرى 7 يوليو

>
عادل المدوري
عادل المدوري
تمر علينا هذه الأيام ذكرى احتلال الجنوب في السابع من يوليو عام 1994م، وسقوط دولة الجنوب بيد عصابة نظام صنعاء الهمجية، ومنذ ذلك التاريخ، ارتدت الجنوب الثوب الأسود الحزين، على مدى 25 عاماً، حيث عانت الجنوب أصناف الدمار والخراب، على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى الجغرافي.

فبعد أن كان الجنوب قبل الاحتلال دولة يشار إليها بالبنان، وكانت عدن تسابق الرياض وأبوظبي والقاهرة في التطور والخدمات والرقي والثقافة، أصبحت اليوم قرية ومأوى للمشردين والنازحين واللاجئين، وتعاني من مشاكل البنية التحتية والفوضى الخلاقة.

مآسي الجنوبيين من احتلال 7/7 لا تحصى ولا تعد، قضايا متنوعة وأماكن وأحداث لا يمكن حصرها في مقال بصحيفة أو مقطع إخباري بقناة تلفزيونية. ومهما قيل عن هذه الذكرى لن يشفي غليل وجراح المظلومين بالجنوب، ولن يعوضهم عن الأيام والسنين العجاف، والتي ماتزال آثارها مستمرة حتى اليوم، فالذاكرة الجنوبية لا تزال حية، والجراح راعفة، طالما ورموز احتلال 7/7، الذين دخلوا الجنوب على ظهور دبابات نظام الجمهورية العربية اليمنية فاتحين، موجودون جاثمون على صدور الجنوبيين الشرفاء وبأعلى هرم السلطة بمسميات جديدة.

منذ احتلال الجنوب في 7/7، تعاقبت على اليمن 12 حكومة في عهدي صالح وهادي، منذ حكومة محمد العطار، التي أعقبت حكومة السياسي الجنوبي المخضرم حيدر أبو بكر العطاس، إلى حكومة معين عبدالملك "الحالية"، هذه الحكومات عاثت في الأرض فساداً، ودمرت الجنوب وأفقرته بشكل متعمد، نرى على الجانب الأمني تدهور في الأمن، ودعم للعصابات والخلايا النائمة، وتوجيه الإرهابيين للقيام بعمليات إرهابية في الجنوب فقط، وليس سواه، واستمرت الحالة الأمنية المضطربة حتى جاءت الأحزمة والنخب الأمنية الجنوبية، المنبثقة عن المقاومة الجنوبية، دحرت كيد هذه الحكومات وأمنت المواطن الجنوبي.

تداعيات 7/7 على الجانب الاقتصادي كارثية. كيف أبدأ ومن أين؟، وعن ماذا أتحدث؟ هل أتحدث عن الإفلاس الحكومي والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة التي أصبحت عصابتها أخطر من عصابة علي بابا، ووكر يضم بداخله مافيات لسرقة الأراضي ومقدرات الشعب بالجنوب، أم سأتحدث عن حرمان الجنوبيين من الوظائف والمنح وتسريح من كان موظفاً؟ هل أتحدث عن تدمير المؤسسات الاقتصادية الجنوبية، أم عن سرقة خيرات الجنوب الغني بثرواته الطبيعية وصاحب مخزون نفطي كبير، وكيف أصبحت آبار نفطية لا ترتبط في بترومسيلة وتنقل عبر أسطول من الصهاريج والشاحنات الكبيرة يومياً من الجنوب إلى منشآت صافر النفطية بمأرب الشمالية، بإدارة أحمرية 100 % طبعاً، وما خفي أعظم؟

منذ نهار 7/7 وبعد دخول مغول صنعاء مدينة عدن نحرت الوحدة من الوريد إلى الوريد، وأصبحت الجنوب محتلة ومجرد مزرعة خلفية مليئة بالخيرات تنهشها القطط السمان الأحمرية والزيدية، وليس للجنوبيين من خيراتها نصيب سوى الاسم.

لكن رغم المآسي والجراح سالفة الذكر إلا أنها تحطمت أمام صخرة صبر وعزيمة الجنوبيين، وتحولت 7/7 من ذكرى هزيمة إلى ذكرى نصر، بعد انطلاق موجة الانتفاضة العارمة والحراك الجنوبي والثورة الجنوبية المباركة التي ستتوج بالنصر إن شاء الله، وإعلان فك الارتباط، وربما من محاسن الصدف أن تتحول ذكرى 7/7 عام 2007م، ذكرى انطلاق ثورة الاستقلال الثاني، إلى ذكرى عزيزة تمحو الذكرى السيئة لـ 7/7 عام 1994م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى