لقاء بومبيو وجريفثس.. اتفاق السويد يُبعث من جديد

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
مساعي الأمم المتحدة للسلام باليمن باتت أمراً شاقاً ومحفوفاً بالمخاطر
يحاول المبعوث الأممي لدى اليمن، البريطاني مارتن جريفثس، وجود أي فرصة لحلحة الأزمة وإنهاء الصراع الدائر منذ 5 سنوات في البلاد، وهو ما ظهر جليا في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء وزير الخارجية مايك بومبيو لإحياء مشاورات السويد من جديد بشأن اليمن.

لقاء الفرصة الأخيرة
والتقى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأربعاء الماضي، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن جريفثس، حيث تباحثا حول آخر تطورات المساعي الأممية من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة التي يشهدها اليمن.جاء ذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، ذكر أن اللقاء جرى بمقر الوزارة في العاصمة واشنطن.
وأوضح البيان أن الوزير الأمريكي أعرب للمبعوث الأممي عن شكره للجهود التي يبذلها من أجل التوصل لحل الأزمة اليمنية سياسيًا، وتناول معه آخر تطورات الجهود الأممية في هذا الصدد.

كما أشار البيان إلى أن الوزير أعرب خلال اللقاء كذلك عن قلقه حيال الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي باليمن بين الحين والآخر على المملكة العربية السعودية، مناشدًا كافة الأطراف المعنية التوصل لحل سياسي للأزمة ووقف الحرب الدائرة بالبلاد.
مبيو، الذي أثنى على جهود المبعوث الأممي لمحاولاته المستمرة لدفع العملية السياسية في اليمن، ناقش مع جريفثس آخر التطورات على المسار السياسي في اليمن، معرباً عن قلقه إزاء الهجمات المتزايدة للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على الأراضي السعودية، والتي تؤدي، بحسب قول بومبيو، إلى تفاقم الصراع وتعميق عدم الثقة.

من جهته، علق جريفثس على اللقاء من خلال "تويتر" قائلاً: "كان لي نقاش مثمر مع الوزير بومبيو اليوم في وزارة الخارجية الأمريكية. ناقشنا السبل لمساعدة الأطراف على وضع حد للنزاع في اليمن وتنفيذ اتفاقية ستوكهولم. لقد عبرت له عن امتناني لدعم الولايات المتحدة والتزامها".
لقاء بومبيو وجريفثس جاء متزامناً مع دعوة صادرة من الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد إيران التي تصر على إطالة أمد الحرب في اليمن.

مجلس الوزراء اليمني جدد في اجتماعه الأسبوعي الأخير إدانته لاستمرار النظام الإيراني بتزويد ميليشيا الحوثي بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية التي تستخدمها في عملياتها الإرهابية ضد المدنيين وتقويض جهود حل الأزمة سلمياً.
المجلس اعتبر في هذا السياق أن معرض ميليشيات الحوثي للصناعات العسكرية الأخير، يقدم أدلة واضحة على مصدر الأسلحة الحوثية المستخدمة في قتل الشعب اليمني، واستهداف الأعيان المدنية في السعودية، وفي تهديد الملاحة الدولية.

وكثفت جماعة الحوثي، في الفترة الأخيرة، هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ متوسطة المدى على أهداف سعودية، أبرزها مطارات مدن المملكة المحاذية لليمن.‎
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

جولات مكوكية
والأسبوع الماضي حطّت طائرة المبعوث الأممي في المحطة الأخيرة لجولته المكوكية، بلقاء عقده مع قادة مليشيا الحوثي، في العاصمة العمانية مسقط.
اللقاء، حسبما كان معلناً، رفع شعار محاولة إنقاذ اتفاق السويد المتعثر، الذي أجهضته المليشيات الحوثية بأكثر من ستة آلاف خرق في الفترة من ديسمبر إلى يونيو الماضيين.

جولة جريفثس جاءت بعد فترة ركود، تخلّلتها انتقادات أوصلت علاقته بالحكومة الشرعية التي اتهمتها بالتساهل أمام الحوثيين والجرائم التي يرتكبونها.
المعلن وفق البيانات الأممية الرسمية أنّ الجولة التي ضمّت كذلك روسيا والإمارات، حاولت استئناف جهود السلام والعمل على ضرورة إنقاذ اتفاق السويد.

وسائل إعلام حوثية قالت إنّ جريفثس التقى وزير خارجية المليشيات والمتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة، والقياديين عبد الملك العجري وأحمد الشامي.
إعلام الحوثي قال إنّ المليشيات طالب المبعوث بالبدء في مسار الحل السياسي الشامل، عقب الانسحاب الأحادي الصوري لميليشياتها من موانئ الحديدة، وعقب مبادرتها الأحادية بشأن موارد الموانئ وصرف الرواتب، وهو ما أثار سخرية على نطاق واسع لاسيّما أنّ الانقلابيين يتحمّلون بشكل رئيسي تعثر جهود السلام.

وناقش اللقاء، بحسب إعلام المليشيات، الوضع السياسي والإنساني والاقتصادي، وكذا جهود العملية السياسية وتجاوز العراقيل، فيما أوضحت مصادر حوثية أنّ المليشيات أعربت للمبعوث عن استيائها من التدابير الاقتصادية التي اتخذتها "الشرعية" في عدن، في إشارة إلى القرار 75 بشأن تنظيم عملية استيراد الوقود وتجفيف موارد الميليشيات الحوثية من النفط الإيراني المهرب عبر موانئ الحديدة.

مهمة مستحيلة
ويقول الكاتب الصحفي صالح البيضاني إن "كل الشواهد تؤكد أن مساعي الأمم المتحدة لتعبيد الطريق الوعر نحو السلام في اليمن باتت أمراً شاقاً ومحفوفاً بمخاطر حقول الألغام التي زرعها الحوثيون في المقاوم الأول ومن خلفهم إيران، التي تتعامل مع الملف اليمني كإحدى أدوات صراعها الكبير والمفتوح على مختلف الاحتمالات مع الغرب".
وعاد المبعوث الأممي مارتن جريفثس إلى المنطقة، في زيارة جديدة بعد قطيعة لم تدم طويلاً مع الحكومة الشرعية في اليمن، لكن عودته كانت باهته ومُلبدة بغيوم الفشل، تحيط بها الشكوك بمدى نجاح جهوده في دفع الفرقاء اليمنيين، لاستئناف حوار مُفرغ من أي احتمالات للنجاح.

وتؤكد القراءة المتأنية لتاريخ الحوارات السياسية في الأزمة اليمنية الممتدة منذ حرب صيف 1994 أن القوى والمكونات اليمنية لا تؤمن كثيراً بجدوى الحوارات، بقدر ما تعتبرها وسيلة أخرى من وسائل الخداع السياسي.

ويضيف البيضاني "بلغت حالة التشاؤم من تبعات أي حوار سياسي يمني درجة اقترانٍ غير مفهومة بين الحوارات والحرب في اليمن، فبعد كل اتفاق سياسي تشهد البلاد جولة جديدة من جولات الصراع المسلح، فعقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 18 يناير 1994 بين شركاء الوحدة، اندلعت حرب أفضت إلى إقصاء شريك الوحدة الجنوبي، الحزب الاشتراكي اليمني".

ويخلص إلى أن أئمة الحروب التي شهدها اليمن في تاريخه المعاصر، خلال العقود الأخيرة بما فيها حروب صَعدة الست بين الدولة والمتمردين الحوثيين تخللتها الكثير من جولات الحوار والاتفاقات، وصولاً إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مارس 2013، والذي أعقبه إكمال الحوثيين لسيطرتهم على محافظتي صعدة وعمران.
ويضيق "كما انتهى اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الأحزاب والقوى السياسية اليمنية بانقلاب الحوثيين واجتياحهم للعاصمة صنعاء، بينما لم يكن مفعول حِبر التوقيع الذي تم بحضور المبعوث الأسبق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر قد جف بعد".

ويختتم قائلا "التراث السياسي اليمني الحافل بالتنصل من الاتفاقات وعدم الركون إلى الحوارات، تزداد قتامة المشهد وتلبده، وتتراجع فرص التسوية السياسية نتيجة دخول عوامل جديدة زادت من تأزيمه، وجعلت فرص إحراز السلام بعيدة المنال، ومن ذلك تحول الصراع اليمني في جزء كبير منه إلى صراع أيديولوجي عقائدي، وخصوصاً من الجانب الحوثي الذي يتصدر «الموتُ» أبرز شعاراته السياسية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى