الخيارات المحدودة لدونالد ترامب بمواجهة الأزمة مع ايران

> واشنطن «الأيام» فرانشيسكو فونتيماجي:

>  تتأرجح الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران بين الحرب والدبلوماسية، حتى أن دونالد ترامب نفسه قال "إن الأمور بكل بساطة قد تتجه نحو هذا الخيار أو ذاك"، إلا أن الأكيد أن الاستراتيجية الأميركية تبقى غير واضحة المعالم، وخيارات واشنطن باتت محدودة لوقف التصعيد القائم.
تقول سوزان مالوني من مؤسسة بروكينغز للتحليل في واشنطن "وصلت ادارة ترامب الى مفترق طرق بشأن ما عليها اتخاذه من قرارات".

وتضيف هذه الخبيرة لوكالة فرانس برس أن ترامب "يواصل اندفاعه في تطبيق سياسة العقوبات الأقصى" على ايران، لكن هذه السياسة وفي خضم التوترات القائمة منذ ثلاثة أشهر، لا تبعد شبح المواجهة العسكرية المباشرة.
وردا على سؤال بهذا الشأن الاثنين لم يقدم ترامب جوابا مطمئنا للذين يطالبون بمزيد من الوضوح في إدارة احدى أخطر الازمات الدولية في الوقت الحاضر.

واختصر ترامب موقفه بعبارة "الخياران يناسبانني"، وهو واصل فرض عقوبات على ايران تزداد شدة، لكنه في الوقت نفسه كرر الدعوات للحوار مع القادة الايرانيين.
إلا أن القادة الايرانيين رفضوا الدخول في حوار تحت الضغط. وتكررت الحوادث بين الطرفين في منطقة الخليج: اسقاط طائرة مسيرة، ثم هجمات غامضة على ناقلات نفط، ثم تبادل ضبط ناقلات نفط بين طهران ولندن ...

وتعتبر سوزان مالوني ان ايران تحاول اختبار "الخطوط الحمر" الاميركية. فالرئيس الأميركي ذهب الى حد القول الاثنين "نحن مستعدون للأسوأ على الإطلاق"، لكنه في الوقت نفسه أكد على رغبته بتجنب تدخل عسكري في الخليج.
وكشف ترامب في يونيو الماضي أنه الغى في آخر لحظة توجيه ضربات عسكرية ردا على قيام طهران باسقاط طائرة مسيرة أميركية.-"صورة ضعف"-

تعتبر المحللة في "مجلس اتلانتيك" للتحليل في واشنطن باربرا سلافين أن هذه المواقف "عكست صورة ضعف للولايات المتحدة"، والخطورة تكمن في مواصلة الأحداث التي يمكن أن تودي الى نزاع لا أحد يريده من حيث المبدأ.
والمشكلة بنظر باربرا سلافين أن دونالد ترامب وضع نفسه في وضع معقد عندما انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع مع ايران عام 2015 والذي يمنع ايران من صنع قنبلة نووية، من دون أن يكون له تصور لما بعد هذا الانسحاب.

وتابعت في حديثها لفرانس برس "التصعيد الايراني كان متوقعا خاصة عندما تقرر في نوفمبر الماضي وقف الاستثناءات التي كانت تتيح لايران تصدير قسم من نفطها" لعدد من الدول بينها الصين والهند.
ويعتبر العديد من الخبراء والدبلوماسيين أن طهران إنما تبغي من وراء هذا التوتر الحصول على "نفحة أوكسجين" اقتصادية لأن العقوبات الأميركية تخنق البلاد فعليا.

ويضيفون أن إفساح المجال أمام ايران لتصدير بعض من نفطها أو عدم التشديد كثيرا في فرض العقوبات، يمكن ان يخففا من حدة الأزمة القائمة حاليا.
الا ان واشنطن وجهت للتو إشارات معاكسة تماما عندما اتخذت اجراءات عقابية بحق شركة صينية متهمة بمواصلة شراء النفط الايراني، وهذا ما يدفع اليه دعاة التشدد الأقصى بوجه ايران داخل ادارة ترامب.

من جهتها تعتبر "مجموعة الأزمات الدولية" ان "استراتيجية ترامب بفرض الضغوط القصوى على ايران لم ينتج عنها حتى الآن سوى ارتفاع المخاطر الى الحد الأقصى وتحقيق الحد الأدنى من النتائج".- "اتفاق جديد"؟ -
أمام هذه الوقائع يواصل العديد من المراقبين التساؤل عن الهدف الذي يريد دونالد ترامب تحقيقه، خاصة وأنه سمح للسناتور الجمهوري راند بول بالاتصال بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.

هل سيمهد هذا الامر للتوصل الى "اتفاق جديد" مع ايران وهو التعبير الذي يستخدمه ترامب؟ تقول سوزان مالوني إن ترامب يعتقد ذلك "لكنه واهم جدا اذا كان يعتقد أنه سيكون من السهل التوصل الى اتفاق حول أمور شديدة التعقيد". أما جواب باربرا سلافين فهو قاطع "الامور سائرة نحو الفشل".
هل يكون الهدف ربما زيادة الضغوط بشكل متواصل لإضعاف النظام وربما اسقاطه كما يأمل بعض صقور ادارة ترامب؟.

قد يكون بامكان الولايات المتحدة تشديد العقوبات ضد الشركات الاجنبية التي تواصل الاتجار مع طهران، وتشديد الضغوط على البرنامج النووي المدني الايراني الشرعي، وربما زيادة الضغوط على بعض الشخصيات مثل محمد جواد ظريف مثلا. لكن كثيرين يعتبرون أن ذروة العقوبات تحققت مع انهاء الاستثناءات بشأن بيع النفط الايراني.
وتقول باربرا سلافين بهذا الصدد "لم يعد هناك الكثير من المجالات على الصعيد الاقتصادي".

وختمت سلافين بالقول "اذا كان الهدف الوحيد هو اضعاف ايران والقضاء على الاتفاق النووي، فسيعني ذلك تصرف ايران أكثر فأكثر كدولة مارقة".
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى