تزايد عدد الوفيات والإصابة بداء الكلب في ذمار

> تقرير/ خاص:

> مسئول: لدينا كيلو واحد فقط من السم الخاص بالكلاب
يُعاني سكان محافظة ذمار من ظاهرة انتشار الكلاب المسعورة، والتي أضحت تشكل خطراً على حياة سكان المدينة، وتنتشر بأعداد كبيرة في محيط الأسواق العامة والمركزية، وأزقة الحارات وممرات الطرق وأرصفة الشوارع وكذا وسط المدينة، بحثاً عن بقايا مخلفات المطاعم والمجازر كأحشاء الدجاج وغيرها، الأمر الذي أصبح يهدد المارة من العمال والطلاب، منذ الصباح الباكر، فضلاً عن المترددين على المساجد لأداء صلاة الفجر، وعابري السبيل الذين يسلكون الطرق والشوارع في الليل باستخدام إضاءة الجوال أو الولاعة بالتزامن مع انقطاع الكهرباء التام على المدينة منذ ثلاث سنين بسبب الحرب.
13 حالة وفاة و1800 إصابة خلال النصف الأول من العام الجاري
13 حالة وفاة و1800 إصابة خلال النصف الأول من العام الجاري

وتزايد مؤخراً تعرّض المارة لهجمات مفاجئة من الكلاب المسعورة، لاسيما الأطفال والمسنين، وهو ما أعاق حركة الحياة اليومية وبات جرائها العديد من الأطفال يرفضون خدمة والديهم كالذهاب إلى البقالات والمحلات التجارية المجاورة لمنازلهم خوفاً من تجمعات الكلاب.
وشهدت مستشفيات ذمار عشرات الحالات بسبب عض الكلاب، وبعضها تسببت بخدوش وجروح خطرة خصوصاً وجوه الأطفال وسيقانهم.
الكلاب المشردة في أحد شوارع مدينة ذمار
الكلاب المشردة في أحد شوارع مدينة ذمار

وتتزايد الشكاوى بشأن ظاهرة انتشار الكلاب في البلاد بشكل عام وفي محافظة ذمار بشكل خاص، نتيجة لتضاعف عدد الإصابات بـ "داء الكلب" فيها، والتي كان آخرها وفاة يافعين لم تتجاور أعمارهما ثمانية عشر عاماً.
صور لأطفال مصابين بداء الكلب
صور لأطفال مصابين بداء الكلب

ضحايا كثير
وسجلت الإحصائيات الطبية بالمحافظة وفاة 13 شخصاً وإصابة 1800 آخرين، خلال النصف الأول من العام الجاري 2019م وهو عدد كبير جداً، حيث يستقبل مستشفى ذمار العام بشكل شبه يومي إصابات متكررة بسبب عضات الكلاب.

في شهر فبراير الماضي، دشن مكتب التحسين بالمحافظة حملة واسعة للقضاء على الكلاب، ويومها تحدث مدير مركز مكافحة داء الكلب بهيئة مستشفى ذمار العام د. محمد سيلان عن الحملة، مؤكداً أنها كانت موفقة رغم كونها جاءت في ظل انعدام الأدوية واللقاحات لداء الكلب وارتفاع سعر الجرعة الواحدة في السوق الدوائي لأكثر من 5 آلاف ريال، لافتاً إلى أن الإصابات للعام الماضي، تجاوزت (2500) إصابة ومقتل أكثر من 12 شخصاً جراء عضات الكلاب المسعورة، وكانت نسبة الإصابات في محافظة ذمار معظمها من الأطفال والنساء.

كما أن هناك الكثير من حالات الوفاة من الأطفال بعد إصابتهم بعضة كلب، ولم يستطع الأطباء بمستشفى ذمار العام إنقاذهم بسبب قلة الأدوية.
وتزايدت حالات الإصابة بداء الكلب بالمحافظة الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بشكل كبير، نظراً لانعدام اللقاح الخاص بالكلاب فيها.

وداء الكلب هو مرض ينتقل بواسطة الكلاب المسعورة، عبر اللعاب إلى جسم الإنسان، وفي حالة عدم استخدام المصل المخصص لمنع انتشار المرض، يصاب الإنسان بحالة من عدم الاتزان العصبي والابتعاد عن الماء وصولاً إلى الموت.
وأطلق ناشطون في المحافظة حملة إلكترونية تحمل عنوان "ذمار تستغيث؛ أنقذوا أبناءنا من خطر الكلاب المتشردة"، والتي تفاعل معها كل أبناء ذمار.
السم الخاص بالكلاب
السم الخاص بالكلاب

ومن خلال الحملة، حذر الناشطون الجهات المختصة من سرعة تزايد عدد الإصابات بداء الكلب بالمحافظة، علاوة على ذلك عقدت الكثير من الاجتماعات والوقفات الاحتجاجية، ولكن دون جدوى.
وأوضح عبد الواحد منصور، وهو أحد موظفي مكتب الصحة البيئية في المحافظة لـ "الأيام"، أنه تم التجاوب مع ما تم طرحه من قِبل ناشطي المحافظة بعد الحملة الإلكترونية التي أطلقوها، لافتاً إلى أنه تم التخاطب مع منظمات المجتمع المدني بهذا الخصوص ولكن تم رفض التعاون بذريعة حقوق الحيوانات، وقلة عدد المنظمات العاملة في هذا المجال.
الكلاب المشردة في أحد شوارع مدينة ذمار
الكلاب المشردة في أحد شوارع مدينة ذمار

وأضاف: "حالياً لا يوجد لدى الصندوق إلا كيلو واحد فقط من السم الخاص بالكلاب، ونحن على استعداد للعمل على تسميم الكلاب في حالة تم التعاون معنا من قِبل عقال الحارات ووفق خطة محكمة".

استغاثات
جانب للوقفة الاحتجاجية لناشطي محافة ذمار للمطالبة بوقف أنتشار الكلاب
جانب للوقفة الاحتجاجية لناشطي محافة ذمار للمطالبة بوقف أنتشار الكلاب
وحمّل الناشط عمار دادية صندوق النظافة والتحسين ومكتب الإسكان المسؤولية عن كل ما يتعرض له أبناء المحافظة جراء الكلاب المسعورة.
وأضاف لـ "الأيام" بالقول: "ما نتمناه من الناشطين الحقوقيين والإعلاميين تحمل جزءاً من هذه المسؤولية، وذلك بإيصال استغاثة الأهالي إلى المعنيين باعتبارهم صوت المواطن في المحافظة، لاسيما أن الأمر قد استفحل ولم يعد كافياً لهذه الكلاب التي باتت تنهش وتشوّه وجوه الأطفال وتسلبهم ابتسامتهم".

المواطن محمد عبدالإله قال: "لابد لنا جميعاً من وقفة صادقة كمجتمع من أبناء محافظة ذمار لمحاربة هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير ومخيف في شوارع وأزقة المدينة التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً على الأهالي خصوصاً الأطفال والنساء وما يترتب عليه من عواقب من أمراض وإصابة البعض التي تودي بحياة الكثير بسبب داء الكلاب".
وينتقل داء الكلب الفيروسي القاتل عن طريق لعاب الكلاب المصابة بالفيروس، ويتغلغل بالجسم، ليهاجم الجهاز العصبي، ويصل إلى المخ، مما يؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم معالجة بشكل سريع.

وتظهر على الإنسان المصاب علامات الحيرة والقلق الشديدين، وعدم النوم والراحة، والخوف من المياه بمجرد سماع صوتها، والخوف من الضوء والهواء.
جانب من الأجتماعات لناشطي محافظة ذمار
جانب من الأجتماعات لناشطي محافظة ذمار
ويبدأ بالشعور بالضيق، الصداع والحمى، ويتحول ذلك إلى ألم حاد، ثم تنتاب المريض نوبات من الجنون والخمول، ويصل إلى الدماغ، مما يؤدي إلى غيبوبة، وعادة ما يكون السبب الرئيسي للوفاة هو قصور التنفس.

وتلعب قوة مناعة الشخص الذي تعرض للعض، ومكان العض، وعمق الجرح، وكمية الفيروسات التي دخلت الجسم، دوراً مهماً في سرعة ظهور الأعراض أو تأخرها، فكلما كانت قوة مناعة الشخص عالية، وكان العض في الجزء السفلي من الجسم، ولم تدخل سوى كمية قليلة من الفيروسات، تأخرت أعراض الظهور لأشهر أو ربما لسنة، حيث إن قُرب العضة من الجهاز العصبي يجعل الأعراض تظهر بسرعة، والفيروس أكثر خطورة، وتصعب عملية العلاج، وإن أخطر إصابات العض بالوجه والصدر، مؤكداً على حتمية الوفاة في حال ظهور هذه الأعراض.
وثيقة داء الكلاب
وثيقة داء الكلاب

ويتكون علاج الفيروس من 5 جرعات تعطى للمريض في العضلة الخلفية للكتف، على مدى شهر، وقد تضاف حقنة سادسة إذا كانت العضة في الوجه أو الصدر.
ويرجح تقرير حديث للبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بمحافظة ذمار أن أبرز سبب لارتفاع عدد الوفيات بالداء هو الجهل من قِبل المواطنين بخطورة المرض، خاصة في المناطق الريفية الأشد فقراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى