> «الأيام» غرفة الأخبار
لا تُبدي الحرب الأهلية المحتدمة في اليمن بين قوات الحكومة التي تدعمها كل من السعودية والإمارات، وقوات الحوثيين المتحالفة مع إيران أنها على شفير الانتهاء حتى اللحظة، حتى مع إعادة شركاء مهمّين في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مثل الإمارات العربية المتحدة، النظر في موقف قواتهم في اليمن.
الحوثيون يهددون عدن
قتلت قوات الحوثيين ما لا يقل عن 40 شخصاً في الأول من أغسطس، في هجوم معقد شنّته على عرض عسكري في مدينة عدن، باستخدام صاروخ باليستي وطائرة بدون طيار، وفقا لادعاءت جماعة الحوثي، وكان من بين الضحايا ضباط وأفراد من قوات الحزام الأمني، وهو قوة جنوبية تدعمها ودرّبتها الإمارات.
وقال الحوثيون إنهم استخدموا صاروخاً باليستياً متوسط المدى وطائرة بلا طيار من طراز Qasef-2K محملة بالمتفجرات لشنّ الهجوم الذي أودى بحياة العميد منير اليافعي.
هجمات متطورة وتكتيكات معقّدة
أما على الصعيد السياسي، يعتبر الهجوم أحد جهود الحوثيين للعودة إلى مسرح الأحداث في عدن بقوّة؛ فبينما ينتشر العنف القبلي والإجرامي في المدينة الساحلية، لم تتمكن قوات الحوثيين من شن مثل هذا الهجوم الضخم على القوات اليمنية التي يقودها التحالف السعودي هناك منذ طرد الحوثيين من عدن في عام 2015.
الحوثيون يتحدّون التحالف
وربما يحاول الحوثيون إظهار قدرتهم الحالية على تحدي التحالف الذي تقوده السعودية في محاولة لتقويض المفاوضات السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي تميل إلى تفضيل الحكومة اليمنية التي تحظى بالدعم الدولي والتحالف الذي تقوده السعودية.
وقد وقع الهجوم في قلب منطقة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة متحالفة مع الحكومة اليمنية المركزية في الحرب ضد الحوثيين، وتربطها علاقات سياسية قوية بالإمارات. وبمقتل اليافعي المتحالف مع المجلس، قد يلقى الحوثيون الآن ردّاً انتقامياً من الجماعة الانفصالية الجنوبية.
لماذا عدن؟
وجرى التصدّي لأول هجوم بمروحية يشنّه الحوثيون على قاعدة التحالف في عدن في يوليو 2018، حيث أسقطت قوات التحالف الطائرة بدون طيار. وبشكل عام، زاد الحوثيون من هجماتهم التي استخدموا فيها طائرات بدون طيار في جميع أنحاء اليمن في عام 2019، بما في ذلك هجوم يناير الذي استهدف عرضاً عسكرياً آخر في محافظة لحج الجنوبية الغربية، فضلاً عن أكثر من 30 هجوماً في السعودية.
تحول التكتيكات
وفي واحدٍ من أهم التحوُّلات الطارئة على الصراع البادئ في اليمن منذ أربعة أعوامٍ، قررت الإمارات الشهر الماضي الحدِّ من حضورها في الدولة المدمَّرة بفعل الحرب.
وقد ناقشت الإمارات قرار الانسحاب لأكثر من عامٍ، ولكن اكتسبت العملية دفعةً جديدةً بعد إبرام اتفاق ستوكهولم. وانسحب الحوثيون من طرفٍ واحدٍ من الحديدة شهر مايو، وترصد الأمم المتحدة تدفُّق السلع إلى داخل الميناء وخارجه.
وقال أحد المسؤولين الغربيين لـ "فايننشال تايمز": «أرى أن هناك توافقاً في المنطقة حول منطقية السلام.. لمصلحة إيران، وكذلك لمصلحة السعودية لأنه سيوقف التصعيد على حدودها المشتركة مع اليمن، ولمصلحة الإمارات بسبب الأضرار المُلحَقة بسمعتها. هذا منظورٌ تفاؤليٌّ.. لكنه ليس خارج حدود المستطاع».
ومن جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، هذا الشهر إن التحالف العسكري يستعد «للمرحلة التالية» في اليمن، بينما شدّد الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، على دعمه لإيجاد «حلٍّ سياسيٍّ». ولكنه أبرز كذلك الحاجة إلى «إنهاء التدخل الإيراني في اليمن».
من سيملأ الفراغ؟
يُذكر أن حجم النفوذ الإيراني على الحوثيين أمرٌ مثيرٌ للجدل. إذ تعتبر الرياض وأبوظبي وواشنطن قوات المعارضة وكلاء لإيران، وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر بأنه يرغب في «إخراجهم من اليمن».
وعلَّق المحلل السياسي لدى مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية فارع المسلمي قائلاً: «ليس مأزقاً يُحال الخروج منه. يمكن (وقف إطلاق النار) في وجود الوسيط المناسب. والحدُّ من نفوذ إيران في اليمن أبسط من لبنان أو سوريا».
هل ينتهي الصراع؟
وجاء على لسان بيتر سالزبوري، خبير الفريق البحثي Crisis Group في شؤون اليمن: «لم تتغير الشروط الأساسية لإنهاء الصراع، ولا العوائق في طريق السلام. يقول السعوديون إنهم يريدون إنهاء الصراع بنهاية عام 2019، لكن هل هم مستعدون لتقديم التنازلات المطلوبة لتحقيق ذلك؟».
الحوثيون يهددون عدن
قتلت قوات الحوثيين ما لا يقل عن 40 شخصاً في الأول من أغسطس، في هجوم معقد شنّته على عرض عسكري في مدينة عدن، باستخدام صاروخ باليستي وطائرة بدون طيار، وفقا لادعاءت جماعة الحوثي، وكان من بين الضحايا ضباط وأفراد من قوات الحزام الأمني، وهو قوة جنوبية تدعمها ودرّبتها الإمارات.
ووفقا لموقع "عربي بوست" الذي ترجم عن مواقع غربية، فإن الصاروخ الباليستي سقط خلف منصة المتحدث بالضبط بعد أن اختتم الجنرال حديثه مباشرة.
هجمات متطورة وتكتيكات معقّدة
من الناحية التكتيكية، يُبرز الحادث قدرة الحوثيين على شن هجمات متطورة ودموية في جميع أنحاء اليمن كما يقول مركز الدراسات الأمريكي Stratfor. وتوضح الطبيعة التنسيقية للهجوم أن الحوثيين أصبحوا أكثر كفاءة في تنفيذ الهجمات باستخدام صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار، كما تبرز القدرات التي يمتلكها الحوثيون وسيستخدمونها في هجمات مستقبلية في اليمن والسعودية. واستهداف عرض عسكري أثناء تنظيمه وخلال خطاب أحد متحدّثيه يبيّن أن الحوثيين تمكنوا من جمع معلومات استخباراتية يمكنهم الاعتماد عليها لاتّخاذ خطوة عملية في عدن.
الحوثيون يتحدّون التحالف
وربما يحاول الحوثيون إظهار قدرتهم الحالية على تحدي التحالف الذي تقوده السعودية في محاولة لتقويض المفاوضات السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي تميل إلى تفضيل الحكومة اليمنية التي تحظى بالدعم الدولي والتحالف الذي تقوده السعودية.
وقد يمثل الهجوم أيضاً محاولة لاختبار مدى قدرة الإماراتيين، الذين سحبوا قواتهم مؤخراً من أجزاء من اليمن، على توحيد قوات التحالف المتفرّقة التي تقاتل في صف الحكومة اليمنية. وربما كان هدف الهجوم كذلك هو تقويض معنويات قوات التحالف في أعقاب الانسحاب الإماراتي.
لماذا عدن؟
فقد الحوثيون السيطرة على عدن لتسيطر عليها قوات التحالف عام 2015، بعد عدّة أشهر من إحكام قبضتهم على المدينة الساحلية الإستراتيجية التي تعدّ ثاني أهم مركز تجاري في اليمن بعد العاصمة صنعاء. ومنذ عام 2015، لم تكن هجمات الحوثيين هناك تضاهي في دمويتها هجمات الأول من أغسطس؛ فعلى سبيل المثال، أُحبِط هجوم شنّه الحوثيون باستخدام صاروخ باليستي في سبتمبر 2018 على المدينة، ولم يتسبب في وقوع إصابات.
تحول التكتيكات
وفي واحدٍ من أهم التحوُّلات الطارئة على الصراع البادئ في اليمن منذ أربعة أعوامٍ، قررت الإمارات الشهر الماضي الحدِّ من حضورها في الدولة المدمَّرة بفعل الحرب.
لكن السؤال الآن هو: هل كانت هذه الخطوة من الإمارات - التي هي حتى الآن جزء أساسي في التحالف بقيادة السعودية لمحاربة قوات الحوثيين الموالية لإيران في اليمن- ستعزِّز المجهودات لإنهاء الصراع، أم ستترك فراغاً يؤدِّي إلى تصعيد العنف؟
وخمَّن بعض الأطراف كذلك أن خروج الإمارات قائمٌ جزئياً على رغبةٍ في إعادة القوات والعتاد العسكري إلى الديار في حال أسفرت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الشهور الماضية إلى نشوب صراعٍ أكبر حجماً. وقد أوضح مسؤولٌ غربيٌّ أن هذا الخوف سيُجبر جميع الأطراف على وقف التصعيد لتلافي تكوين «جبهةٍ ثانيةٍ».
ومن جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، هذا الشهر إن التحالف العسكري يستعد «للمرحلة التالية» في اليمن، بينما شدّد الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، على دعمه لإيجاد «حلٍّ سياسيٍّ». ولكنه أبرز كذلك الحاجة إلى «إنهاء التدخل الإيراني في اليمن».
من سيملأ الفراغ؟
يُذكر أن حجم النفوذ الإيراني على الحوثيين أمرٌ مثيرٌ للجدل. إذ تعتبر الرياض وأبوظبي وواشنطن قوات المعارضة وكلاء لإيران، وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر بأنه يرغب في «إخراجهم من اليمن».
لكن يقول الدبلوماسيين والخبراء إنه «تحالفٌ انتهازيٌّ» في الأساس وأقل أيديولوجيةً من دعم طهران للميليشيات في لبنان والعراق وسوريا. ويضيفون أن هناك توتراتٍ بين أوساط الحوثيين حول إلى أي درجةٍ ينبغي لهم ربط أنفسهم بطهران.
هل ينتهي الصراع؟
ستعتمد عوامل كثيرةٌ على إذا كان السعوديون والحوثيون ما زالوا مؤمنين بقدرتهم على الوصول إلى حلٍّ عسكريٍّ. ويقول محللون إن المعارضة الذين يحكمون سيطرتهم على شمال اليمن قد يحاولون استغلال انسحاب الإمارات للزحف جنوباً. وبينما تصرُّ الرياض على إنهاء الصراع، فقد صدرت تقارير بأنها تنشر قواتاً في الوقت الحالي لسد الفجوة التي خلَّفها الإماراتيون.