مليونية شعب الجنوب الكبرى

> سعد ناجي أحمد

>
شهدت ساحة العروض في العاصمة عدن يوم الخميس 15 أغسطس 2019م مهرجاناً جماهيرياً كبيراً شارك فيه أبناء الشعب الجنوبي الذي قدم من كل المديريات والمحافظات الجنوبية، من حضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع والمهرة، وكل الرجال الأوفياء والمخلصين للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، رجال هتفوا بصوت واحد ونشيد واحد، بتلاحم جنوبي واحد، لا طائفية ولا مناطقية ولا إخوانجية، واقسموا بالله بالعهد للشهداء والجرحى والسير في درب التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، بدون تراجع ولا جدال، لا وحدة ولا أقلمة ولا فيدرالية، والهدف استعادة الدولة الجنوبية، فعلاً كانت مليونية الحسم والانتصار، جسدت اللحمة الجنوبية عملاً بمبدأ التصالح والتسامح، مليونية التمكين والثبات جددت العهد والثقة والتفويض للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة المناضل والبطل رجل المرحلة الصعبة والمواقف التاريخية الرئيس عيدروس الزبيدي الذي سطر ملحمة تاريخية مع المقاومة الجنوبية البطلة في احتواء الأوضاع والأحداث التي شهدتها العاصمة التاريخية عدن في العشر الأولى من شهر ذي الحجة 1440هـ، التي نتجت بسبب الأعمال الإرهابية التي استهدفت معسكر الجلاء، واستشهاد القائد المناضل أبو اليمامة وعدد من زملائه، وكذلك استهداف مركز الشرطة بالشيخ عثمان، كان عملا إرهابياً من قِبل التمرد الحوثي وحلفائه الإرهابيين الإخوانجيين في حزب الإصلاح في حكومة الشرعية الفاشلة وبدعم إيراني - قطري - وتركي.

وذلك العمل التآمري الذي استهدف عدن، كان يهدف إلى تحويل الانتصارات التي تحققت في الساحة الجنوبية إلى هزيمة، ولكن بفضل من الله وتوفيقه، ثم بفضل وحنكة المجلس الانتقالي الجنوبي وأبطال المقاومة الجنوبية وكل الشرفاء من أبناء الجنوب، تم إفشال ذلك المخطط التآمري، وانتصر الجنوب ومجلسه الانتقالي ومقاومته البطلة، وكشف ذلك الانتصار الكثير من الأوراق الخطيرة التي كانت تلعب بها الشرعية، والقوى المتآمرة، والتي كشفت المصادر وجود بعض من العناصر الإرهابية المطلوبين للعدالة كانوا في معسكرات الشرعية بالعاصمة عدن، وهذه هي الخيانة التاريخية للإنسانية، التي لم ولن يقبلها شعب الجنوب العربي الأصيل، ولا تعبر عن أخلاقياته وثقافته، بقدر ما تعبر عن أخلاقيات وثقافة نظام صنعاء وقياداته التي أثبتت الحقائق السابقة إدارتهم للإرهاب من قصر الرئاسة، أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تجرع الشعب الجنوبي مرارتها منذ وحدة المكر والخيانة، والإرهاب المنظم حتى لحظة اغتيال القائد البطل أبو اليمامة الذي وبكل تأكيد مثلت تضحيته بروحه الطاهرة، نقلة تحول في حياة الجنوب، حيث احتشد الشعب في ساحة العروض بالعاصمة التاريخية عدن، ليستنكر كل أساليب القمع والإرهاب التي تعرض لها الشعب الجنوبي وقياداته العسكرية والأمنية والمدنية، في ظل صمت مريب من قِبل المجتمع الدولي، وهذه المليونية الأخيرة تمثل رسالة هامة ومستعجلة للمجتمع الدولي، والدول المجاورة ودول التحالف العربي، وهي واضحة واقعياً، بأن الجنوب دولة وشعب وهوية ويجب أن تحترم إرادته، ولا يمكن أن تقهر، لأنه تواق للحرية والاستقلال واستعادة الدولة.

ومن ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن أكد الشعب الجنوبي الأصيل العلاقة الوطيدة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وجددت مواصلة الشراكة الحقيقية والنضال ضد التمرد الحوثي وحلفائه حتى تحقيق النصر للسيادة العربية بالساحة الشمالية، والتأكيد على مبدأ التفاوض في طريق استقلال الجنوب واستعادة دولته، وكذلك التأكيد  على أهمية الحفاظ على الانتصارات السابقة، والحالية بالساحة الجنوبية المحررة، التي مثلت انتصار السيادة العربية والثبات على الأرض بكل حزم ومسؤولية، وإدارة الساحة الجنوبية من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية البطلة، وكذلك التأكيد على أهمية مواصلة الحوارات من قِبل قيادة المجلس الانتقالي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، بما يخدم مصلحة الشعب الجنوبي واستقلاله وتحقيق عملية السلام على مستوى المنطقة العربية، والتأكيد على أهمية اتخاذ الخطوات والمشاورات والإجراءات والقرارات الهامة الناضجة والمدروسة من قِبل قيادة الانتقالي وهيئاته الاستشارية على مختلف الاتجاهات لإدارة الساحة الجنوبية المحررة، فهنيئاً لشعبنا الجنوبي هذه الانتصارات العظيمة، وتحية خاصة للمقاومة الجنوبية البطلة، وسلام وتعظيم للقائد الرئيس عيدروس الزبيدي رجل المرحلة وربان سفينة الجنوب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى