نقطة.. سطر جديد

> شوقي السقاف

>
الأحداث الأخيرة التي حدثت بين ما تسمى بـ "قوات الحماية الرئاسية وحكومة الشرعية"، من جهة وقوات المجلس الانتقالي من جهة أخرى لمدة ثلاث أيام وكان النصر فيها حليف الانتقالي، هو الانتقال من مرحلة فسخ عقد الوحدة إلى مرحلة جديدة، وهو الإعلان غير الرسمي على الواقع لفك الارتباط وإلغاء سيطرة الحكومة الشرعية (حكومة الفنادق المهاجرة) على كل مفاصل الدولة ابتداء من القصر الرئاسي وانتهاء بالأجهزة الخدمية وأولها الإغاثة والطوارئ، وهذا ما أكدته أحداث 10 أغسطس 2019م في عدن.

وأن ما يعرف بألوية الحماية الرئاسية إنما هي ألوية هشة كرتونية لا تستطيع الدفاع عن بوابة، فكيف لها أن تدافع عن وطن ممثلا بقصر الرئاسة.

وعندما كان يطالب المجلس الانتقالي بالجلوس للتفاوض ممثلا عن الشعب الجنوبي لفك الارتباط كانت النخب في الشمال ترفض مجرد ذكر فك الارتباط للجنوبيين، ولكن عندما فقدت أعصابها جماعة الإخوان من النخب الشمالية والجنوبية في موكب التشييع لأحد قادة المقاومة، أدركت أن الجنوبيين يقدرون ويحترمون من أخلص للوطن وليس لمن أخلص لنفسه وحزبه، وأطلقت النار على شعب أعزل، هنا تدخل المجلس الانتقالي من خلال قوات المقاومة الجنوبية لحماية الشعب وتعريف العالم من المسيطر على الأرض في الجنوب وخاصة العاصمة عدن.

وهنا تتضح الرؤية في وجود الرغبة في محاربة الجنوبيين دون محاربة الحوثيين رغم الدعم الكبير الذي قدم للشرعية ممثلا بالجيش الوطني لتحرير أراضي الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقد أثبتت أحداث أغسطس الأخيرة في عدن ألا وجود لحكومة في الجنوب ولا قوات قادرة على حماية حتى القصر الرئاسي، وأن من يسيطر على الأرض هي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
هنا أدرك تحالف دعم الشرعية أنه لابد من إشراك المجلس الانتقالي في أية مفاوضات يمنية قادمة لإيقاف الحرب والتفاوض مع من يسطر على الأرض وفقا للمتغيرات الأخيرة في الجنوب.

تسارعت الأحداث في عدن وبينت ضعف وهشاشة من كان يعتمد عليهم في حماية حكومة الفنادق وأن من يستطيع أن يحمي الجنوب ويحارب الإرهاب هو المجلس الانتقالي.
إن ما يقوم به المجلس الانتقالي إنما هي بداية مرحلة فك الارتباط وبداية إعلان القدرة على إدارة وحماية الجنوب من خلال الجنوبيين بعيدا عن الإخوان، وهو ما يخطه المجلس على الواقع بعيدا عن الفوضى والخيانة والابتزاز والاستنزاف.
فأول الخطوات والمراحل التي يخطوها المجلس الانتقالي الجنوبي هي المرحلة الأولى، السيطرة وإدارة الجنوب من خلال العاصمة عدن.
فلتكن نقطة وسطرا جديدا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى