محمية حوف.. جنة الضباب المهملة

> تقرير/ خالد بلحاج

> تتعرض بعض الحيوانات والطيور فيها لقتل جائر
على بعد 120 كم إلى الشرق من مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة تقع مديرية حوف الخضراء التي تحولت هذه الأيام إلى قبلة للزائرين الذين يقصدونها للتمتع بأجواء الخريف البديعة والطبيعة الساحرة.
تطل حوف على بحر العرب في إقصاء الشرق بمحاذاة منطقة صلالة العمانية التي تتأثر بنفس المناخ والأجواء التي تعيشها حوف أثناء موسم الخريف.

ومن أهم مناطقها: رهن، جاذب، وصرفيت التي يقع فيها المنفذ الحدودي مع سلطنة عمان الشقيقة.
وتُعد حوف واحدة من أجمل المناطق السياحية وأروع المحميات الطبيعية في البلاد.. وفي حال حظيت بالاهتمام المطلوب من قِبل الدولة لأصبحت قبلة السياح الأولى.

تعيش المديرية هذه الأيام أجواء موسم الخريف وترتدي حلة قشيبة كأنها عروس في ليلة زفافها تأسر المحبين وتفتن الناظرين بجمالها الطبيعي وتجلياتها السياحية النادرة ومدرجاتها الخضراء.
ففي هذا الموسم (الخريف) تهب الرياح الموسمية على المنطقة فتهطل الإمطار الخفيفة التي لا تفسد متعة الزائر ويحف الضباب المكان وتتدفق المياه في الأودية وترسم خيوط الشلالات أجمل صور الإبداع الرباني.. وتنخفض الحرارة كما تكسو الخضرة كل شبر بالحشائش النادرة، فتتألق الطبيعة سحراً وجمالاً تهدأ على إثرها الأنفس العاشقة للطبيعة الآسرة.

روابٍ خضراء
يقول شوقي سعيد، وهو أحد الزوار من محافظة حضرموت: "أنا من المحبين والمتيمين بجمال الطبيعة في حوف.. زرتها مرتين وأستمتع وأسرتي بين الروابي الخضراء وتحت زخات المطر الخفيفة، وأحياناً أبيت مع الأسرة فيها لعدة أيام في الخيمة التي ننصبها".
ويضف في حديثه لـ«الأيام»: "في حوف ننسى همومنا، فكل شيء من حولك ممتع وجميل.. وأتمنى من السلطات الاهتمام بهذه المنطقة؛ كونها منطقة سياحية جميلة، والأجمل من ذلك مدنية وكرم وطيبة أهلها الذين تجد نفسك بينهم وكأنك منهم، وهي مؤهلة لتكون واحدة من المناطق السياحية في البلاد؛ بل وحاضنة للاستثمارات الخارجية وجذب السياح الأجانب لو توفرت لها الإمكانيات اللازمة ورُفع عنها هذا الإهمال غير المبرر من قِبل الجهات المعنية، حيث ما تزال تفتقر للفنادق وبعض المقومات البسيطة التي من شأنها أن تقدم خدماتها للزوار والسياح".

حركة نشطة
وأشار سعيد فرج، وهو سائق سيارة أجرة، إلى أنه "في موسم الخريف والذي يصادف أشهر: يوليو، وأغسطس، وسبتمبر، تدب حركة نشطة من قِبل المواطنين والزائرين لهذه المنطقة".
ويتابع بالقول: "في اليوم الواحد أذهب مرتين إلى حوف لإيصال عائلات أو ركاب إلى الأماكن التي يقصدونها؛ بل إنني في كثير من الأوقات لا أستطيع تلبية طلب كثير من الزبائن، والحمد لله، خلال هذه الفترة نتحصل على مبالغ مالية كثيرة".
زائرون: المحمية تتعرض لإهمال غير المبرر من قِبل الجهات المعنية
زائرون: المحمية تتعرض لإهمال غير المبرر من قِبل الجهات المعنية

أما عبد الله علي - موظف - فوصف حوف بـ "جنة خضراء على الأرض"، وأضاف: "تتمتع هذه المحمية بمزايا سياحية رائعة وبتنوع سياحي وبيئي فريد، فأجواء الخريف فيها رائعة.. وشخصياً أحرص على زيارة حوف كل خميس وجمعة وسبت مع العائلة أو مع الزملاء في العمل، حيث ننظم رحلات ونخيم فيها لقضاء أيام ممتعة وجميلة بين الخضرة وتحت الرذاذ، ولكن برغم من كل هذه المميزات إلا أن حوف مهملة من قِبل الحكومة والسلطة المحلية مع أنها محمية طبيعية رائعة وفيها غابة تحتوي على الكثير من الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور النادرة، وقد تغنى بجمالها كثير من الفنانين والشعراء.. والشيء المؤسف أنه لا توجد فنادق لإيواء الزوار مما يجعلنا نعود إلى مناطقنا بمجرد حلول المساء، وهذا يكلفنا الكثير، فحوف تبعد عن الغيظة 120 كم، وهي أقرب المديريات لها، وهذا يفسد متعة الزائر".

جمال وتفرد
ويروي سعد سالم مشاهداته لهذه الطبيعة الخلابة بالقول: "تُعد حوف واحدة من أجمل المناطق السياحية في بلادنا وهبها الله جمالاً طبيعياً نادراً وموقعاً جغرافياً هاماً في أقصى الشرق من الوطن على حدود سلطنة عمان، وتتميز بكونها جمعت بين السياحة البرية والجبلية والبحرية، وهذا تفرد نادر، ففي الخريف تتحول إلى قطعة خضراء، ويغطي سماؤها الضباب والسحب الماطرة، وتصبح ملجأ للهاربين من حر الصيف في المناطق الأخرى الذين يقصدونها من كل مكان حتى من المحافظات الأخرى لأخذ ولو سويعات بين الماء والخضرة والجو الحسن وروائع الطبيعة الخلابة. وهنا أجدها فرصة من خلال «الأيام» لإيضاح بعض ما تحتاجه منطقة حوف، وفي مقدمتها بناء منشآت فندقية ومطاعم وإقامة دورات توعوية للسكان المحليين للحفاظ على التنوع الحيوي لاسيما أن هناك احتطاباً جائراً للأشجار واصطياداً جائراً كذلك للحيوانات والطيور، وهذا يهدد المنطقة والمحمية برمتها، وكذا لابد من ترويج إعلامي لحوف كمنطقة سياحية والتعريف بمزاياها الطبيعية لتشجيع السياح خاصة الأجانب لزيارتها علماً بأنها تنفرد أيضاً بالأمن والأمان واختفاء مظاهر حمل السلاح وبساطة أهلها".

ناشد سالم السلطة المحلية ووزارتي السياحة والثقافة وغيرهما من الجهات المعنية بالعمل الجاد على إعطاء حوف الاهتمام والدعم الذي تستحقه وإعادة مهرجان حوف السياحي. وأضاف متسائلاً: "لماذا توقف المهرجان؟ وما هي الأسباب؟ فحوف تستحق أن يقام فيها وباسمها مهرجان سياحي؛ لكونها مؤهلة لذلك على غرار مهرجان صيف صنعاء ومهرجان إب ومهرجان البلدة الذي يقام سنوياً بمحافظة حضرموت وغيرها".
ولفت الرياضي علي أحمد في حديثه لـ «الأيام» إلى أنه ينظم بمعية زملاء آخرين خلال موسم الخريف رحلات سياحية ترفيهية للشباب إلى حوف بهدف الاستمتاع برؤية المناظر الخلابة والمرتفعات الخضراء وروعة الطبيعة الآسِرة فضلاً عن إقامتهم فعاليات رياضية وثقافية وشبابية وتوعوية ومبادرات للشباب وحملات نظافة للمواقع الممتلئة بالأكياس البلاستيكية وبقايا الأكل التي يقوم البعض برميها ويشوه جمال المنطقة".

اهتمام حكومي
مؤخرا بدأت السلطات المحلية بالمحافظة الاهتمام بالمحمية وتحسين البيئة ونظافتها من خلال فرض رسوم زهيدة على الزائرين مقابل صرف لهم أكياس بلاستيكية لوضع مخلفات الأكل بداخلها.
وما يزيد من متعة الزائر لحوف إلى جانب هذه التجليات الرائعة هو طيبة أبناء المنطقة وروعة تعاملهم مع الزوار كما لوحظ غياب تام لمظاهر حمل السلاح ما يشجع حتى السياح الأجانب لزيارتها والتعرف على مزاياها الطبيعية والسياحية الأمر الذي يسهم في ترويج وتنشيط السياحة الداخلية فيها وتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للمواطن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى