«حمراء» في المقاطرة.. منطقة تحاصرها المعاناة من كل اتجاه

> تقرير/ سليم المعمري

> يبلغ عدد سكانها 350 أسرة
قرية حمراء إحدى قرى عزلة الأشبوط في مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، يعاني سكانها، والبالغ عددهم (350) أسرة، الكثير من منغصات الحياة، حيث اجتمعت فيها المعيشية الصعبة وظروف الطبيعة القاسية، وهو ما زاد من صعوبة الحياة لدى المواطنين.
جغرافياً تجاور هذه المنطقة من الجنوب عزلة الصوالحة، ومن الشرق عزلة الأثاور، وغرباً عزلة الأنبوة، وشمالاً عزلة الأحكوم، وبهذا الموقع تُعد قرية حمراء هي المنفذ والطريق لكل من عزلة الصوالحة والأثاور للوصول إلى مركز المديرية أو إلى المناطق المجاورة لها.
- مواطنون: غياب الخدمة الصحية عرّض الكثير من المرضى للموت
- مواطنون: غياب الخدمة الصحية عرّض الكثير من المرضى للموت

مشاريع متعثرة
يقول المواطن فهيم راوح الشبوطي: "يوجد في قرية الحمراء طريق بطول ثلاثة كيلومترات ولكنها تحتاج إلى لفتة كريمة من الجهات المعنية أو المنظمات ذات العلاقة، لإصلاحها جراء تضررها بسبب السيول الموسمية"، مؤكداً أنها تمثل الشريان الرئيسي للقرية وللقرى المجاورة.
ويضيف، في حديثه لـ«الأيام»: "هناك أيضاً مشاريع في هذه المنطقة ولكنها قديمة، مثل مدرسة الأنوار، ومشروع المياه المقطوع والذي لا يصل إلى القرية، فضلاً عن الكهرباء المتوقف العمل فيها ولم يكتمل بعد بسبب ظروف الحرب".
- أزمة مياه حادة وغياب لدور الجهات المسئولة والمنظمات المعنية
- أزمة مياه حادة وغياب لدور الجهات المسئولة والمنظمات المعنية

ويعتمد المواطنون في الحصول على المياه من خلال ما يجمعونه في موسم تساقط الأمطار، وإن كان غير كافٍ، بحسب الشبوطي، والذي أكد بأن الأهالي يلجؤون إلى شراء دبة الماء سعة 20 لتراً في كثير من أيام السنة بمائة ريال، وهو ما يكلفهم الكثير.
وتابع قائلاً: "يوجد في المنطقة نشاط لبعض المنظمات ولكنه لا يفي بتوفير احتياج المواطن، فمثلاً منظمة الغذاء العالمي تستهدف من المواطنين (132) حالة فقط، وهذا عدد قليل جداً بالنسبة للسكان فضلاً عن التحيز أثناء تسجيل الحالات إلى بعض الأسر على حساب أخرى من قِبل المسئولين عن التسجيل، إذ أن أغلبها لا ينطبق عليها معايير المنظمة"، لافتاً إلى أن قرية حمراء تحتاج إلى إصلاح الطريق بدرجة أساسية ومن ثم توصيل مشروع مياه الأشبوط المتعثر إلى القرية، وإيجاد حلول لدعم المنظمات للمنطقة، لاسيما أنها تقع على خط النار، ويجاوز عدد الفقراء والمعوزين فيها إلى أكثر من 85 بمائة.

فيما لفت المواطن رمزي طاهر ثابت سعيد إلى أن "مشروع مياه الأشبوط المتعثر سيستفيد منه أبناء قرى العزلة وهي قرية: المصنمة، الرفد، السوداء، وحمراء، في حال وجدت صيانة لخطوطه، وكذا الخزان والشبكة الموصلة للمواطنين".
وناشد سعيد عبر «الأيام» الجهات المعنية بسرعة إصلاح المشروع لإنقاذ المواطنين من أزمة المياه التي يعانون منها وأجبرتهم على شراء الدبة الواحدة سعة 20 لتراً بمائة ريال.

وأضاف، في سياق حديثه لـ«الأيام»: "سبق لنا أن ناشدنا بهذا الخصوص المنظمات المعنية والمسئولين من بينهم المدير العام للمديرية، جمال شمسان، وغيره من المسئولين ولكن دون جدوى، بل لم نلتمس منهم أي فعل إيجابي بهذا الشأن، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة والعزل المجاورة بمنعطف خطير بسبب جفاف الآبار والخزانات التي يعتمد عليها أبناء الأشبوط بهذه المنطقة".

مدرسة في دائرة الإهمال
من جهته تحدث المعلم فيصل محمد عبدان لـ«الأيام» عن واقع التعليم في المنطقة قائلاً: "توجد في قرية حمراء مدرسة واحدة وهي مدرسة "الأنوار" أسست بجهود أهلية في عام 1981م، قبل أن يتدخل مشروع تطوير التعليم الأساسي ببناء أربعة فصول دراسية إضافية مع ملحقاتهم، ويتراوح حالياً عدد طلابها ما بين (270 - 300) طالب وطالبة".

وأوضح عبدان في حديثه لـ«الأيام» أن هذه المدرسة باتت في الوقت الحاضر بحاجة ماسة إلى ترميم المبنى القديم ومعلمين في بعض التخصصات الناقصة، مثل اللغة العربية والرياضيات والاجتماعيات، مع ضرورة إكمال السور الرابط بين حوش المدرستين القديمة والجديدة بالإضافة إلى تزويدها بالإذاعة المدرسية.

غياب للصحة
الوضع الصحي هو الآخر في حالة متردية، فقد خلق مزيداً من الأعباء الإضافية على السكان.
يقول المواطن علي ثابت معلقاً لـ«الأيام»: "نعيش في وضع صحي في هذه القرية لا يحسد من كل والجوانب في ظل غياب تام لدور السلطة المحلية في كل من المديرية والمحافظة، والتي تركتنا نواجه جحيم المرض"، مشيراً إلى أن هناك حالات كثيرة تعرضت للموت نتيجة غياب المجمع الصحي في المنطقة ذات التضاريس الصعبة.

وطالب ثابت عبر «الأيام» الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية بتسليط الضوء على القرية التي تقطنها (350) أسرة، بضرورة توفير أبسط الخدمات الصحية لمواجهة الأمراض وللتقليل من تكاليف نقل وإسعاف المرضى إلى مستشفيات بعيدة خارج المديرية في ظل حياة مادية في غاية الصعوبة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى