الشرعية تحرك «خلايا إرهابية» لتقويض النصر الجنوبي في عدن

> «الأيام» عن «غرفة الأخبار»

> بدأت العناصر الإرهابية المرتبطة بالنظام اليمني وبحكومة الشرعية اليمنية تحدد عمليات مضادة تستهدف القوات الجنوبية في توجهات يبدو أنها رد على انتصارات المجلس الانتقالي وهزيمة قوات الشرعية اليمنية في عدن ولحج وأبين.
تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن العمليات الإرهابية المتزامنة التي ضربت محافظتي عدن ولحج بعد وقت قصير من حسم القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المواجهة العسكرية مع قوات حزب الإصلاح وتمكنها من بسط سيطرتها الكاملة على المحافظتين بالإضافة إلى محافظة أبين.

وتسبب هجوم بدراجة نارية مفخخة بمقتل وجرح عدد من عناصر الحزام الأمني في منطقة دار سعد شمال عدن، جراء تفجير انتحاري نفسه في حاجز للقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي تمكنت من إحكام سيطرتها على عدن ومحافظتي لحج وأبين.
ووفقاً للمصادر الأمنية في عدن، فقد تزامنت العملية مع محاولة لاستهداف قائد قوات الحزام الأمني في عدن وضاح عمر عبدالعزيز ومجموعة من مرافقيه بواسطة عبوة ناسفة أثناء تنفيذ حملة أمنية في منطقة الشيخ عثمان.

كما تعرض حاجز للحزام الأمني في محافظة لحج لاستهداف مماثل، تسبب في مقتل وجرح عدد من عناصر الحزام الأمني.
وجاءت العمليات الثلاث في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن تسرب عدد من عناصر القاعدة وداعش من مأرب ومحافظات شمالية إلى عدن بالتزامن مع تحريك قوات من مأرب موالية لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان القيادي السابق في القاعدة، عادل الحسني، قد توعد قوات التحالف العربي والأحزمة الأمنية بشن هجمات عليها في حال لم تغادر الجنوب خلال 72 ساعة، بحسب ما جاء في بيان له بثته قناة الجزيرة القطرية.
واعتبر مراقبون الهجمات الإرهابية بمثابة مؤشر خطير على اعتزام تيارات وقوى استخدام ورقة الإرهاب في مواجهة المجلس الانتقالي الذي نجح عن طريق الأحزمة الأمنية وقوات النخبة خلال السنوات الماضية في تحجيم الجماعات الإرهابية المسلحة في مختلف محافظات الجنوب وتراجع العمليات التي تنفذها الجماعات المسلحة مثل داعش والقاعدة بشكل كبير.

وحذرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها، أمس الأول الجمعة، مما قالت إنه زيادة ملحوظة لنشاط الجماعات الإرهابية وتسللها إلى الجنوب.
وأشار البيان إلى أن "التنظيمات الإرهابية بدأت بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات".

ورد بيان للخارجية الإماراتية على بيان مماثل لوزارة الخارجية اليمنية اتهم الإمارات بقصف قوات تابعة للجيش في محافظتي عدن وأبين، وأكد البيان احتفاظ الإمارات العربية المتحدة "بحق الدفاع عن النفس والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي".
وقال البيان إن ما وصفه بالتهديد "استدعى استهداف الميليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة، ووفقاً لقواعد الاشتباك المبنية على اتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني".

وساهمت الإمارات بشكل كبير في الحد من تغول الجماعات الإرهابية في المناطق المحررة مثل عدن وأبين ولحج وشبوة، عبر تأسيس ودعم قوات مكافحة الإرهاب والأحزمة الأمنية في عدن ولحج وأبين والنخب الحضرمية والشبوانية التي قامت بالدور الرئيسي في محاربة القاعدة وداعش.
وقادت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي في أبريل 2016، عملية عسكرية نوعية لتحرير مدينة المكلا (مركز محافظة حضرموت) من تنظيم القاعدة.

وعلى وقع المواجهات الأخيرة التي شهدتها محافظات الجنوب، توعد بيان حديث لتنظيم ما يعرف بـ "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" المعروف بالقاعدة بشن هجمات على القوات الإماراتية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي وصفها بالمرتدة.
وكشفت تقارير إعلامية دولية عن تنفيذ طائرات أميركية بدون طيار لعمليات عسكرية في محافظتي أبين وشبوة، جراء رصد تحركات مشبوهة لعناصر القاعدة وداعش استغلت المواجهات بين شرعية الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، ومشاركتها في نصب كمائن للنخبة الشبوانية والحزام الأمني.

وتوقعت مصادر مطلعة أن الفترة القليلة القادمة ستشهد حراكاً سياسياً يقوده التحالف العربي لدفع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي للذهاب إلى حوار جدة الذي دعت إليه الحكومة السعودية باعتباره الحل الوحيد للأزمة التي يعاني منها معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي.
وفي هذا السياق، كشفت تغريدة على تويتر لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عن مؤشرات التعامل مع الأزمة الأخيرة التي شهدتها محافظتا عدن وأبين، مؤكداً أن "البيان الإماراتي ضد الإرهاب وحماية قوات التحالف حازم".

وشدد قرقاش على أن "الأهم هي القناعة الواضحة بأن الحوار والتواصل بين الحكومة والانتقالي عبر المبادرة السعودية هو المخرج للأزمة"، مضيفا: "لمن فقد البوصلة نذكر بأن حشد الجهود ضد الانقلاب الحوثي هو الهدف وحوار جدّة المقترح هو السبيل".
وشهدت اليوميمن الماضيين تصعيداً سياسياً ودبلوماسياً غير مسبوق من جانب الشرعية اليمنية التي قالت وزارة خارجيتها إنها طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول القصف الذي قالت إن القوات الحكومية تعرضت له أثناء محاولتها اجتياح العاصمة المؤقتة عدن.

ودخلت الرئاسة اليمنية على خط الأزمة بعد أن كانت تلتزم الصمت في الأزمات السابقة بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات، حيث دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في بيان بثته وسائل الإعلام التابعة للشرعية دعا السعودية إلى التدخل لوقف ما وصفه بـ "الهجوم السافر" من قِبل الطيران الإماراتي في عدن.
وفي تعليق على البيان الرئاسي أبدى مراقبون يمنيون استغرابهم من حيثيات البيان المنسوب لرئاسة الجمهورية اليمنية الذي حمل الكثير من التضليل وتجاهل تضحيات الإمارات ودورها المحوري في التحالف العربي بقيادة السعودية.

وأشاروا إلى أن بيان الرئاسة يكشف حجم النفوذ والاختراق الإخواني لمؤسسة الرئاسة واختطاف قرارها. إضافة إلى خلوه من الحصافة الدبلوماسية وسقوطه في مربع الانفعال الذي لا يتلاءم مع طبيعة العلاقات بين الدول.
وأكد مراقبون يمنيون أن البيان جاء نتيجة ضغوطات إخوانية تخشى من استحقاقات المرحلة القادمة وتسعى لإفشال الحوار الذي دعت إليه الحكومة السعودية في جدة.

ويقول مراقبون سياسيون إن ما حدث في عدن "يكشف عن الوجه القبيح لما يُسمى بـ "الشرعية" التي تسعى إلى إلهاء اليمنيين بحروب عبثية لا معنى لها لتجد مبرراً لعجزها عن مواجهة الحقيقة المرة القائمة في صنعاء. هناك حيث تتمرس قوى لا شرعية بقوة السلاح الإيراني من أجل صناعة واقع لا يمت للحقيقة بصلة".
ويضيفون: "ما كان واضحاً ومنذ أن سيطر المجلس الانتقالي على عدن أنه ليس هناك ما يمكن اعتباره انقلاباً على الشرعية. بل إن الجنوبيين سعوا إلى تحرير تلك "الشرعية" من قيود الجماعة الإخوانية التي يمثلها حزب الإصلاح. ما لا تنكره "الشرعية" نفسها من خلال سلوكها أنها مخترقة وأن قراراتها ليست وطنية خالصة، وأن هناك قوى تقف بينها وبين أن تكون حرة ومستقلة في فهم حاجة المواطن اليمني في الجنوب إلى الشعور بوجود الدولة".

ولأن دولة "الشرعية" غائبة في عدن وحلت محلها مؤسسات يديرها الإخوان بما يتناسب مع أجنداتهم ومشروعهم الخفي الذي لا صلة له بالحرب من أجل إنهاء هيمنة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، فقد كان واجباً على المجلس الانتقالي أن ينهي تلك الأوضاع الشاذة من خلال وضع "الشرعية" في مواجهة حقيقة هروبها من واجباتها واكتفائها بالامتيازات وترك الأمور بيد الجماعة الإخوانية.

وسبق للجنوبيين أن حذروا من مغبة الاستمرار في ذلك الوضع الشاذ. ولم تتزعزع ثقتهم بالحكومة الشرعية إلا بعد أن لمسوا لمس اليد أن تلك الحكومة التي هي طرف أساس في الحرب ضد الإرهاب الحوثي تحتضن الإرهابيين من خلال استسلامها لحزب الإصلاح الاخواني.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى