مخاوف من فتاوى إخوانية للتحشيد العسكري والقبلي ضد الجنوب

> «الأيام» غرفة الأخبار

> حذر المجلس الانتقالي الجنوبي من استغلال حزب الإصلاح الإخواني للفتاوى الدينية لتحشيد عناصر في محاولة أخرى لغزو الجنوب.
وقال نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، في تدوينه عبر موقعه على تويتر الأحد الماضي، أن ما حصل من تحشيد الإخوان للمقاتلين العرب العائدين من أفغانستان لقتال الجنوب سنة 1994 لن يتكرر مؤكدا أن الشرع مع من يدافع عن أرضه وعرضه ودينه.

وتأتي تحذيرات المجلس الانتقالي من استغلال حزب الإصلاح اليمني للدين في معارك أهدافها سياسية في وقت تشير عديد المصادر إلى وجود تحالف وثيق بين مقاتلين من الإخوان ومقاتلين من تنظيم القاعدة في بلاد العرب بموافقة من جهات داخل الحكومة اليمنية لاستهداف محافظات عدن وأبين وشبوة.
وقال بن بريك إن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤمن بفتوى العلماء القائلة بأن الإخوان هم أخطر على الإسلام والمسلمين من كل قوى الشر في العالم.

ودائما ما تستعمل تنظيمات الإخوان المسلمين في الساحات العربية على استغلال البعد الديني لتحقيق مكاسب سياسية تؤدي في النهاية إلى صراعات طائفية وفوضى عارمة على أساس ديني واليمن لا تخرج عن هذه المعادلة.
والتطورات العسكرية والميدانية الأخيرة في جنوب اليمن أظهرت العلاقة المريبة بين جماعات الإرهاب وجهات بارزة في الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وظهر اعتماد الحكومة اليمنية الواضح على مقاتلين من تنظيمات متشددة كالقاعدة في محاولات فاشلة لاجتياح مدن كالعاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين من المجلس الانتقالي الجنوبي.
وشارك أبوالبرّاء البيضاني، القيادي في تنظيم القاعدة وهو أحد أبرز المطلوبين للولايات المتحدة في معارك إلى جانب قوات الحكومة اليمنية ضد قوات المجلس الانتقالي إضافة إلى قاسم الريمي المكنّى بـ "أبوهريرة الصنعاني".

والريمي من رجال نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح الأحمر إذ أنه ينحدر من بلدته ريمة حميد في مديرية سنحان وهي آخر معاقل الأحمر في صنعاء.
وفتح إخوان اليمن الباب على مصراعيه للمتشددين من القاعدة ومن داعش لدعم قوات الحكومة في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عانى طويلا من عبث تلك الجماعات؛ حيث تعرضت قوات الحزام الأمني في محافظة عدن لهجوم دام من القاعدة تزامنا مع هجوم أخر للحوثيين في بداية أغسطس أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى في عملية وصفت بالغادرة.

ويرى مراقبون أن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المنطقة الشرقية الغربية في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح شكل تحالفاً وثيقاً بين القاعدة وحزب الإصلاح الإخواني لمواجهة الجنوب اليمني منطلقاً من علاقته بروافد السلفية الجهادية والتي اكتسبها إثر إشرافه على شؤون المقاتلين العائدين من أفغانستان سنوات التسعين.

وللأحمر علاقات قوية بالإخوان تعود إلى سنوات خلت؛ حيث أنحاز إليهم في ما يعرف بثورات الربيع العربي في 2011 ومكنهم من السيطرة على الوضع السياسي في البلاد قبل تمرد الحوثيين.
ومكنت تلك العلاقات المربية بين الأحمر والإخوان من منح حزب الإصلاح فرصة التغلغل في الأجهزة الأمنية والعسكرية للحكومة الشرعية خاصة الفرقة الأولى مستغلا ثقة هادي الذي ترك له زمام الميدان في جنوب اليمن.

والقاعدة في اليمن خرجت من رحم الإخوان كغيرها من الساحات العربية؛ حيث تترابط فيها جماعات الإرهاب مهما اختلفت مسمياتها.
وهذا الترابط يفسر العلاقة القوية بين محسن الأحمر وزعيم حزب الإصلاح عبد المجيد الزنداني الذي ساهم بأفكاره في تأسيس القاعدة ودعم تواجدها في اليمن وظهر في صور عديدة إلى جانب زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن حاملا بندقيته.

وقوة العلاقة بين محسن الأحمر والإخوان والقاعدة دفعت به إلى تقديم أرض هبة للزنداني أسس من خلالها جامعة الإيمان التي استعملت كمكان لتدريب المريدين قبل ضمهم في ما بعد لصفوف الحكومة الشرعية خاصة الفرقة الأولى التي تورطت في هجمات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه العلاقة كشفها الباحث الأميركي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن في يناير 2018؛ حيث أشار إلى علاقة محسن الأحمر بالإخوان المسلمين وبمتشددين شكلوا في نهاية المطاف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التي تورطت في عمليات عسكرية استهدفت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية.

واليوم يستغل الأحمر تلك التنظيمات والعلاقات كحزام لترهيب المجلس الانتقالي الجنوبي وفرض سلطته بقوة السلاح؛ لكنه في النهاية فشل في مخططه نظرا لتلاحم أهالي الجنوب مع قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس.
لكن محاولات الترهيب من قِبل محسن الأحمر وحلفائه من الجماعات المتشددة لم تتوقف بعد هزائمهم الأخيرة؛ حيث شنت تلك الجماعات هجمات السبت الماضي استهدفت قوات الحزام الأمني في أبين شمال عدن، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوة.

وتشير طريقة تنفيذ الهجمات إلى أصابع القاعدة التي تحولت إلى مجرد ورقة يتلاعب بها الأحمر وحلفاؤه من الإخوان لتنفيذ هجمات ضد الانتقالي في التوقيت الذي يريدونه ثارا من هزائمهم المتتالية في الجنوب.
وكشفت هذه الهجمات التي تبناها تنظيم "أنصار الشريعة" المرتبط عقائديا وتنظيميا بتنظيم القاعدة، بعد ساعات من إعلان ياسر الحسني، الصحافي في مكتب الرئيس اليمني هادي، على حسابه في موقع تويتر مسؤولية الجيش الوطني عن كمين أبين وحدة الأهداف بين الطرفين.

وأثبتت الهجمات والتطورات الميدانية وجاهة الموقف الإماراتي الذي حذر من تغلغل الجماعات الإرهابية في الحكومة اليمنية.
وكان سلاح الجو الإماراتي قصف مجموعات إرهابية تورطت في هجمات استهدفت قوات التحالف العربي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى