ما وراء الطبيعة

> أحمد خالد توفيق

> "هاك يا صغيرتي ما سيحدث:
سيجلس معك ويكلمك عن (سارتر) وعن الوجودية ويتلو أبياتا من شعر (لوركا) ويقول لك كلاما كثيرا عن انبهاره بعقلك وإنه للمرة الأولى يلقى المرأة التي تبدو كامرأة وتفكر كرجل. سيقول إن حياتك لن تختلف عن سلسلة من الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية. لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو (حواء) حق الفهم.
سيقول هذا وأكثر يا فتاة، ولسوف تصدقين كيف لا تصدقين هذه الكلمات من رجل رزين أنيق في منتصف العمر عرك الحياة وعركته؟

ولن يمر وقت طويل حتى تجلسي جواره في (الكوشة) إلى يمينه على وجه الدقة وأنت تحلمين كمراهقة صغيرة.
بعد أشهر لو حالفك الحظ ستدركين الحقيقة.. أن الجمال عند الرجل أهم من أي عقل، طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات (سيمون دي بوفوار)، مباراة برشلونة والريال أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها (أبو العلاء المعري) شخصيا لو أمكن هذا.

تدريجيا تدركين أبعاد الخدعة وتدركين أن الدور المختار لك هو دور الزوجة لا أكثر ولا أقل. ستثورين يا فتاة لكنك ستتلقين كلمات قاسية جدا، ربما بعض الصفعات كذلك لو كان زوجك شرسا. ستكون معاناة طويلة حتى يتم الطلاق بعدها تقررين ألا تكرري الخطأ ذاته.
لكن سرعان ما يظهر رجل رزين أنيق في منتصف العمر يحدثك عن (سارتر) ويتلو عليك شعر (لوركا). عندها تقولين لنفسك: لعل الأمر مختلف هذه المرة؟".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى