مخطط إخواني لإفشال جهود التحالف وإنهاء الأزمة في الجنوب

> «الأيام» غرفة الأخبار

> في الوقت الذي تسعى فيه جميع القوى العربية والدولية إلى حلحلة الأزمة اليمنية وتوحيد المساعي الداعية للسلام ومواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، تخطط ميليشيات حزب التجمع للإصلاح (إخوان اليمن) لإفشال تلك الجهود وتمزيق البلاد من أجل تنفيذ مخطط كل من قطر وتركيا.

واستباقاً لجهود المملكة العربية السعودية، للحوار بين كلٍ من المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية، خرج نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري - المحسوب على إخوان اليمن - في كلمة نشرت على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية في موقع "يوتيوب" قائلا إنّه لم ولن يتم الجلوس مع ما يسمى المجلس الانتقالي على طاولة حوار، حسب وصفه.

وفي محاولة للتحايل على الحقائق، قال الميسري: "إذا كان لابد من حوار فسيكون مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت إشراف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، باعتبار أن الإمارات هي الطرف الأساسي والأصيل في النزاع بيننا وبينهم، وما المجلس الانتقالي إلَّا واجهة وأداة أساسية لهم".

تزامن ذلك مع وصول وفد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، مساء الثلاثاء 3 سبتمبر، والوفد المرافق له من أعضاء هيئة رئاسة المجلس، ناصر الخبجي، علي عبدالله الكثيري، عبدالرحمن شيخ اليافعي، عدنان محمد الكاف، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، إلى مدينة جدة، وذلك لاستكمال المحادثات الثنائية بخصوص "حوار جدة"، الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.

وتتكون أجندة الحوار، من ثلاثة محاور رئيسية تتفرع إلى قضايا أخرى أكثر تفصيلية، إذ يتركز المحور الأول حول الوضع العسكري والأمني في عدن وأبين وشبوة، والمحور الثاني خاص بعوامل التهدئة وفي مقدمة ذلك ترشيد الخطاب السياسي والإعلامي، ويدور المحور الثالث حول إعادة التوازن لمؤسسات الشرعية، وإشراك القوى والمكونات الأخرى وتشكيل حكومة شراكة تضم القوى الفاعلة في معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي، وما يتبع ذلك من ترتيبات عسكرية وسياسية وإدارية في المحافظات المحررة.

من جانبه، كشف المحلل السياسي اليمنى هاني مسهور أن أعضاء وفد المجلس الانتقالي الجنوبي لن يلتقوا الحكومة اليمنية بشكل مباشر وستقوم السعودية بدور الوسيط بين الطرفين لتقريب وجهات النظر حول قضايا هيكلة الشرعية والتهدئة العسكرية والإعلامية.

وأضاف مسهور في سلسلة تغريدات على "تويتر": «الانتقالي في جدة ليس لأجل انتزاع الجنوب من غاصبيه؛ بل من أجل انتزاع حق الشعب الجنوبي في تقريره مصيره في مرحلة التسوية السياسية النهائية».

واعتبر المحلل السياسي أن الحكومة الشرعية في اليمن لن تكون قادرة على إنجاز مهامها من دون تطهيرها من القيادات الإخوانية المسيطرة عليها، قائلًا: إن «التسجيل الصوتي لوزير داخلية حكومة هادي يكفي لإدانة الحكومة قانونيًّا وإسقاط الغطاء عنها، فكيف يهدر الوزير أرواح المواطنين لمجرد خلاف سياسي؟»، مضيفًا: «ما استمعنا له من الميسري يضعه في قوائم البلاطجة وليس الوزراء».

وأضاف مسهور: «نعول على الدور السعودي في دفع الحكومة اليمنية لبدء الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي، لن يربح أي طرف من إفشال الحوار غير الحوثيين والإخوان واليمن جنوبه وشماله أمام فرصة للخلاص من تيارات الإسلام السياسي الفاسدة».

فيما أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن الإمارات تتطلع بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال قرقاش في تغريدة على "تويتر" الأربعاء 4 سبتمبر: «نتطلع بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي، وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية، والشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على قيادة التحالف سياسيًّا وعسكريًّا بحرص وحنكة واقتدار».

فيما استبعد مصدر سياسي يمني في تصريحات صحفية أن يفضي الحوار إلى صيغة اتفاق نهائي، مرجحًا أن يتم التوصل إلى تفاهمات عامة حول خفض التوتر السياسي والعسكري والإعلامي قبل الدخول في أجندة الحوار التي تشير المعلومات إلى تحديد وزارة الخارجية السعودية لها في الأيام الماضية وعرضها على الحكومة والمجلس الانتقالي قبل وصولهما إلى جدة.

من جانبه، قال الباحث السياسي د. حسين لقور: "إن حضور المجلس الانتقالي إلى جدة للحوار يؤكد نية المجلس في إنجاح مساعي الحل السياسي، وأيضًا يوضح مدى تقدير قيادات المجلس والشعبي الجنوبي لجهود المملكة العربية السعودية".

وأضاف لقور: "إن تصريحات وزير الداخلية (أحمد الميسري) - إذا كانت صحيحة - فهذا يؤكد أن هناك أطرافاً في حكومة (هادي) تسعى لإفشال الحوار"، مضيفًا أن الحوار سيصب في مصلحة "الانتقالي"، وسيفهم الجميع من هم رجال الدولة المسؤولون والباحثون عن حلول ومن يبحث عن الأزمات.

وتابع: «الجنوبيون هم شركاء التحالف الحقيقيين في محاربة الانقلاب الحوثي ومحاربة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار، أما الذين اعتقدوا أنهم سيخلطون الأوراق وحشدوا الإرهاب إلى عدن لخلط الأمور وتشتيت وإفشال جهود التحالف، سيواجههم ليس الجنوبيين؛ بل التحالف والمجتمع الدولي بكل قوة».

وأكد أن المجلس الانتقالي لن يتفاوض على عودة حكومة هادي إلى عدن، ولن يقبل الانتقالي بمناصب محاصصة، فهدف الانتقالي هو تحقيق إرادة شعب يدركها الإقليم والعالم أيضًا، مضيفًا: «فلتكن مفاوضات جدة البداية وليس النهاية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى