هل خليج عدن هدف للإرهاب؟

> عبدالقوي الاشول

> بعد انكفاءات مشاريع الجماعات الإرهابية في عدد من البلدان العربية وتلقي مشروع الدولة الإسلامية هزائم ساحقة خصوصاً في سوريا والعراق ومصر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط عموماً. يسعى هؤلاء للبحث عن مناطق رخوة في العالم العربي يمكنهم من خلالها تحقيق بعض الانتصارات وتجعلهم يستعينون بأطراف دولية للمضي في مشاريعهم. هذا الحلم لم ينكفئ قطعاً رغم الحرب العالمية على الإرهاب، فمن عادات تلك الجماعات الظهور بعد الهزائم ولو بشكل نسبي، إلا أنها تعلن عن وجودها من خلال زعزعة الأمن والاستقرار واللعب على نمط الصراعات الدولية والإقليمية.

وهذا ما تفعله جماعات الإرهاب في اليمن عموماً التي استطاعت أن تجد لها حاضنة من لدن السلطات كما باتت تتزود بالمال من الأموال العامة، وعائدات الثروات وغيرها من الأنشطة التي دأبت تلك الجماعات على تسخير عائداتها المالية للمضي في مشاريعها والأعمال التخريبية التي تلجأ إليها مستغلة طبيعة الصراعات الداخلية، بل راكبة موجتها محدثة حالة فوضى وخلط داخلي في تلك المجتمعات.

وهنا يبرز السؤال: هل تشكل ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار سبيلاً لإنهاء أو القضاء على تلك العناصر؟
في تقديري أن تلك الأعمال الاستخبارية لم تؤتِ أكلها ولم تحقق انتصارا على تلك الجماعات، وإن حققت نجاحات فهي نسبية للغاية، لأن القضاء على الإرهاب لا يكون عبر استهداف بعض رموزه بقدر ماهي عملية متكاملة تشمل عائداته المالية والأطراف الداعمة ووجوده العسكري.

فما استجدت من تطورات في اليمن تحديداً تشير إلى أساليب عمل مبتكرة ينهجها هؤلاء عبر مظلات عديدة، وهو ما منحهم القدرة على امتلاك أسلحة نوعية والانتشار بصورة واسعة حتى في المناطق التي اعتبرها التحالف محررة، وهذه العودة لابد أن تشكل خطرا داهماً على منطقة خليج عدن وباب المندب التي توجد بها أهم الممرات المائية بالعالم.

بل هي عودة للإرهاب بعد الانكفاء في سيناء وغيرها من البلدان الشامية في منطقة البحر الأحمر التي باتت هدفاً واضحاً تسعى بعض الأطراف الإقليمية إلى توظيف تلك العودة لخلق منحى تطورات جديدة على هذا الصعيد تتجاوز جهد التحالف على مدى سنوات مضت وتؤسس لتواجد إقليمي جديد في هذا الجزء من العالم يهدد استقرار المنطقة عموماً، ما يجعل الخيارات أمام التحالف تنطوي على صعوبات إذا ما وضع هؤلاء أيديهم على هذا الجزء من المنطقة وعززوا وجودهم بقدرات عسكرية على نحو ما أخذ يظهر بعد التركات الواضحة من مأرب باتجاه شبوة وأبين بمعدات عسكرية ثقيلة، ما يعني أن أبين هي من ضواحي عدن ووصول قوة هؤلاء إلى تلك المنطقة يعني تهديدا واضحا لأهم الممرات المائية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى