هذا الصرح التعليمي للبنات، والذي امتاز في السنوات الماضية بالانضباط وجودة التعليم وتغطية النقص من المعلمات باستجلاب معلمات متطوعات باعتماد مبالغ رمزية وفق سياسة خاصة اتخذتها إدارة المجمع وبالتنسيق مع مجلس الآباء وموافقة الجمعية العمومية لأولياء الأمور، والذي تم خلال اجتماع خاص لتغطية هذه المبالغ من قبل أوليا الأمور الميسورين، والذي تم فيه الإقرار على أن يدفع كل ولي أمر (1500) ريال للعام الدراسي مرة واحدة فقط، وتعفى منه الأسر الفقيرة والنازحين، الأمر الذي جعل هذا المجمع يخطو بثبات، وفي ذات الوقت أثار حفيظة النفوس المريضة، إذ أصر مدير التربية في مديرية تُبن بعدم أخذ هذه المبالغ من أوليا الأمور، وإنزال منشور بذلك في العام الماضي، ممّا ترتب عليه هذا العام مشاكل كثيرة في كثافة الطالبات ونقص المعلمات، كما أن إلزام إدارة المجمع باستيعاب الطالبات من كل القرى والنواحي في صبر جعل المجمع يعاني من كثافة طلابية تجاوزت القدرة الاستيعابية له، الأمر الذي تسبب بحشر خمس أو ست طالبات في كرسي واحد، بعد أن كان مخصصاً لطالبتين فقط، مع اضطرار أخريات لافتراش الأرض.

أولاً: إن المدارس القريبة من مكان السكن هي مدارس مختلطة (بنين وبنات)، وهم لا يرغبون بأن تدرس بناتهم في هذه المدارس.

ثانياً: إن أخواتهن، وخصوصاً تسجيل صف أول، يدرسن في هذه المدرسة، فيلجؤون إلى مدرسة مجمع السعيد، رغم بعدها عن مكان السكن، مع أن هناك إمكانية لإيجاد حلول تتجاهلها إدارة التربية، حيث إنه توجد ثلاث مدارس على طول خط بير ناصر الفيوش بير عمر كلها مختلطة، فلماذا لا تخصص على الأقل واحدة من هذه المدارس الثلاث للبنات؟ وهناك مقترح آخر هو أن تكون مدرسة خديجة والقادسية للبنات، من الصف الأول إلى الصف الثالث ثانوي "للبنات". والبنين في مدرسة القادسية يذهبون إلى مدرسة الميسري، وتكون خاصة "للبنين" وبهذا سيخفف الضغط على مدرسة مجمع السعيد النموذجي. فأين دور إدارة التربية في حل هذه المشاكل؟ وخصوصاً نقص المعلمات مع كثافة الطالبات في مجمع السعيد، بالرغم من وجود مدارس متخمه بالمعلمات ولا توجد عندهم هذه الكثافة؟ وأين دور إدارة التربية في التوزيع العادل للمعلمات والطالبات؟ مع العلم أن إدارة مجمع السعيد عندما تقوم برفض النقل أو التسجيل للصف الأول، وذلك بسبب اكتمال العدد وكثافة الطالبات ونقص الصفوف والمعلمات، فإن ولي الأمر يذهب إلى مدير عام التربية أو مدير التربية تُبن فيعطي له توجيهات صارمة لإدارة مجمع السعيد مصحوبة بالتهديد، فهل هذا أسلوب تربويين.

وهنا.. لمن ستلجأ مدرسة مجمع السعيد التربوي والنموذجي للبنات، والمشهود لها بالانضباط وجودة التعليم والاجتهاد في العمل، إذا كانت هذه أفعال إدارة التربية والتعليم تجاه هذا الصرح التعليمي المتميز بكل معنى الكلمة؟ ولماذا هذا التدمير الممنهج لهذه المدرسة النموذجية ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من سقوط هذا المجمع التعليمي؟

​